بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الاستاذة سـارة نقـد الله الأمينة العامة لحزب الأمة القومي في الإفــطار السنـوي يوم الخمـيس 25 رمضــان 1440هـ المــوافق 30 مايو 2019م.
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله..
ضيـوفنا الكـرام .. السـادة والسيدات قادة العمل السياسي والدبلوماسي والإعلامي وقادة المجتمع السوداني … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مرحباً بكم جميعا شرفتونا وأسعدتونا.. وربنا يديم التواصل بيبنا.. ويوفقنا جميعاً لكي نعبر ببلادنا الي مرافئ الديمقراطية والإستقرار..
أسمحوا لي في البداية أن أترحم على شهدائنا الأماجد الذي مهروا ثورة شعبنا بالنفس العزيزة.. فقدموا الروح قرباناً للعزة والحرية.. وأتمني عاجل الشفاء للجرحى.. والتحية لشبابنا الثوار الذين تصدوا لقمع وبطش النظام البائد،، وصمدوا في إعتصام مفتوح تمسكاً بمكتسبات الثورة كاملةً.. فالتحية لشبابنا القائمين على حماية المتاريس وفي التأمين والتنظيم وفي الدعم اللوجستي وفي المنابر الإجتماعية والسياسية والمعرفية “منابر الوعي” وفي المنصات الإعلامية والثقافية.. وَالُتْحُيَةِ للمواكب التي تنطلق الي ساحة الاعتصام.
قدر الله أن يستمر هذا الإعتصام طيلة الشهرين لحكمة يعلمها الله، فقد شكل الإعتصام أمام القيادة العامة في الخرطوم والولايات لمحة فريدة من الصمود الذي أبهر العالم بعظمة الشخصية السودانية وإبداعاتها في كل المجالات، وأصبحت شعارات الثوار تردد في كل أنحاء العالم، وصهر التنوع الثقافي والأثني والديني والإجتماعي في بوتقة سودان الكرامة والتفرد بهويته الجامعة والتمسك ببناء عقد إجتماعي جديد بعد أن نزغ شيطان الإنقاذ بين أبناء الوطن الواحد.. إذاً إننا أمام عبقرية جديدة أنتجها الجيل الحالي الذي يعد إمتداداً لجيل البطولات والتضحيات..
سوف يفصل بإذن الله الحبيب الإمام موقفنا من قضايا الثورة والإنتقال والوطن في خطابه.. ولكن أشير الي ثلاث رؤوس أقلام في هذه المناسبة:
أولاً: حزب الامة القومي رغم وزنه وموقعه وتاريخه ودوره .. الا أنه لم يدعى ولم يمتن علي الشعب السوداني.. فهو المتضرر الأول من الإنقاذ.. بالإستهداف الممنهج لمحاولات تكسير الحزب والنيل من قيادته وتشويه مواقفها.. وبإستغلال نهجنا الإنفتاحي والقومي واللا حدي الذي هو مصدر قوتنا، ضدنا، وكأننا نسأوم في قضايا الوطن والمواطن.. فكل تجاربنا تؤكد بأن حزبنا حاسم في القضايا الإستراتيجية للوطن ومرن ومتجاوب في القضايا التي تحتمل الإجتهاد وزاهد في أي مصالح حزبية ضيقة بل حدد بوضوح بأنه لا يشارك في السلطة الا عبر إنتخابات حرة ونزيهة أو حكومة قومية ببرنامج متفق عليه.. ولا يضيرنا في ذلك حملات التشكيك والتأمر، بل ولا نعيرهم إهتمام أصلاً.. وبالتالي أعلنا بوضوح بأننا نعمل من أجل تشكيل سلطة إنتقالية بلا محاصصة تعتمد صيغة كفاءات وطنية تنفذ ما أتفق عليه. الزهد هذا لا يعني أننا سنكون في خانة المتفرج، كلا بل سنكون بالمرصاد لكل من يحاول أن يجر البلاد الي إستبداد بديل لإستبداد الإنقاذ.. أو يحاول يفرض أيدلوجيا أو فكر مستقلاً السلطة الانتقالية لتمكين حزبي.. وسنكون بعون الله العين الساهرة علي السلطة الانتقالية الي أن تحقق الإنتقال الكامل نحو الديمقراطية..
ثانياً: نداء السودان هو التحالف الأكبر في السودان يضم أحزاب سياسية متنوعة التوجه الفكري والسياسي وحركات كفاح مسلح وأحزاب ثورية ومجتمع مدني ونازحين ولاجئين.. ويعبر عن قضايا المركز والهامش وعن الريف السوداني وقضايا الجندر وتشجيع مشاركة المراة وبفاعلية في الحياة العامة .. ويعد التحالف الأكثر تنظيماً بماله من مؤسسات وهياكل ودستور ولوائح وميثاق سياسي وبرنامج عمل وإجتماعات في الداخل والخارج.. والأكثر إستعداداً لمخاطبة قضية الحرب والسلام وقضية النازحين واللاجئين والشرق والشمال والقضايا المطلبية.. والأكثر تواصلاً مع المجتمع الاقليمي والأسرة الدولية تعبيراً عن الموقف الوطني الذي يضع المصلحة الوطنية فوق كل إعتبار.. لذلك سنعمل ضمن نداء السودان على مسارات الإنتقال الديمقراطي ومواجهة التحديات معاً إلتزاماً بالمواثيق المشتركة وتنفيذاً للبرنامج السياسي وتطويراً لوسائل العمل الجبهوي.
ثالثاً: قوى إعلان الحرية والتغيير .. تنسيق يضم طيف واسع من السودانيين (أحزاب، وتحالفات، ومهنيين، وتجمعات، ومنظمات، ولجان مقاومة)، صمدت قوى الحرية والتغيير في أحلك الظروف التي فرضها النظام المباد، فكانت دواعى العمل وقتها سرية مما جعل العملية السياسية والتنفيذية في جسم تنسيقي واحد.. وقد إستطاعت التنسيقية التي أدارت الحراك الثوري أن تحقق تصعيداً ثورياً من مواكب ووقفات إحتجاجية وتظاهرات ومخاطبات وخروج من المساجد والأسواق الي أن وصلنا لحظة الإعتصام الذي حسم المعركة لصالح الثوار.. فدخلنا المرحلة الأولى من الإنتقال فتم إعتماد لجنة تفاوض بإسم الحرية والتغيير مع المجلس العسكري.. ولنجاح التفاوض وإدارة الفترة الانتقالية بصورة سلسلة وللمحافظة على مكتسبات الثورة نعمل على تشكيل مجلس مركزي كإحدي ضمانات قوى الحرية والتغيير للانتقال الديمقراطي.. ما أثير خلال الأيام القليلة الماضية بإختصار بأن هناك بعض قوى الحرية والتغيير تعمل منفردة بسياسة فرض الأمر الواقع.. وأن هذا الأمر مستهجن من كل قوى الحرية والتغيير، سيتم معالجته بإذن الله.. وعليه أقول للذين يراهنون على إنقسام قوى الحرية والتغيير سيطول إنتصارهم.. فالخلاف طبيعي في ظل الحريات.. فليس هناك خلافات جوهرية فقط مزايدات سياسية (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).. وأؤكد بأننا لن ندخر في حزب الأمة القومي جهداً في سبيل المحافظة على مكتسبات الثورة، وفي سبيل توافق كل أهل السودان عدا (الكيزان).. علي إدارة إنتقال سلس حتي نعبر ببلادنا الي إنتخابات حرة ونزيهة كإهم إستحقاقات الديمقراطية المستدامة التوافقية القادمة..
وفي الختام: نرحب بالحبيب الرفيق ياسر عرمان والحبيب الرفيق إسماعيل خميس جلاب بعودتهم للسودان.. ونستنكر التهديدات التي يتعرضون لها ومحاولات طردهم من وطنهم.. ونطالب بإلغاء كل الاحكام في حق زملائنا وأحبابنا في الجبهة الثورية.. ونتمني ان نراهم جميعاً في سودان يسع الجميع..
أجدد شكري وتقديري لكم لتلبية الدعوة..