الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد..
السلام عليكم ورحمة الله،،
هذه الندوة المشتركة مع الاحباب في فرعية حزبنا ببريطانيا وايرلندا والتي يخاطبها من لندن الحبيب الإمام الصادق المهدى.. وتكتسب اهميتها من الظرف السياسي الدقيق الذي تمر به البلاد ومن التطورات الإيجابية في مسيرة نداء السودان.
سوف تكون مساهمتي في نقطتين حول عنوان الندوة:
النقطة الاولي: الحراك الشعبي:
لاشك ان الوضع الاقتصادي وصل الي مرحلة الانهيار الكامل والافلاس التام، والحالة المعيشية اصبحت لا تطاق، بالأمس القريب تمت زيادات مهولة في أسعار الدقيق والسكر والصلصلة والخبز واللبن، هذا الوضع ينذر بمجاعة حقيقية، في ظل نظام عاجز تماما عن اي شيء سوي نهب موارد البلاد والصرف علي ميلشياته ورحلات الرئيس الخارجية وآليات القمع والبطش.
ان مقاومة شعبنا لهذا الوضع اخذت اشكال مختلفة من الاحتجاجات السلمية، فمنذ مجيء الانقاذ واجه شعبنا هذا النظام وسياساته الطائشة.. فتعددت موجات السخط الشعبي في دارفور وكل مناطق السودان ضد الحروب العبثية، وسجلت دفاتر المقاومة هبة سبتمبر والتي راح ضحاياها دماء عزيزة، واستمرت في حملة ارحل التي قادها نداء السودان وهبة يناير ضد ميزانية التجويع التي قادتها قوي المعارضة السودانية مجتمعة بعد اعلان خلاص الوطن، واستمرت هبات لجان المقاومة في الجريف والسدود ومزارعي الجزيرة والمناقل والقضارف وكردفان والمحامين والأطباء والمعلمين، والنشطاء واسر المعتقلين ضد الاعتقالات التعسفية والصحفيين ضد قمع الحريات الصحفية صاحبها حملات مناصرة للسودانيين في الخارج. والآن تتسع الهبات يوما بعد يوم ولن تتوقف، هذه الهبات وموجات الحراك الشعبي تصنع التراكم نحو الانتفاضة والضغط على النظام، فهي بلاشك لم تكن معزولة رغم مواجهتها بقمع متوحش وبطش مفرط.. كثير من الناس يحتقر هذه الهبات ولكنها لها مردود إيجابي في استمرار حركة المقاومة وفضح سياسات النظام الفاشلة وجعل شعلة الانتفاضة متقدة، فليس هناك تراجع فقد توسعت قاعدة الرفض الشعبي وزادت نسبة الوعي بضرورة إزالة هذا النظام والتطلع لنظام جديد يضع المواطن وهمومه في راس اولوياته..
ندعم كل أنشطة المقاومة والنضال من اجل انتزاع الحقوق وتحرير الوطن من هذا الاحتلال الداخلي، وسوف نستمر مع شركائنا في تنظيم وتقدم صفوف حتي يتحقق خلاص الوطن.
النقطة الثانية: الخلاص الوطني:
ان البلاد دخلت في مرحلة جديدة، فليس أمام النظام سوي الاعتراف بفشله والاستجابة لتطلعات الشعب في نظام جديد او مواجهة انتفاضة قادمة، للشعب السوداني تجاربه في التخلص من الدكتاتوريات.
خلاص الوطن قادم بإرادة الشعب، الان النظام يتخبط بسياسات أمنية وخارجية عرجاء، فليس لديه اي آفاق للحل بل يعيد في نفس سياساته..
قوي المعارضة السودانية تملك مشروع سياسي بديل ولكن يعوذها التنسيق والعمل المشترك.
نداء السودان تحديدا لديها رؤية متكاملة لخلاص وبناء الوطن خاصة بعد استكمال تنظيم وهيكلة التحالف واوراقه التي تعالج كافة القضايا والعمل بصورة جدية في السياسات البديلة، وقد احدث اختراقات وفتوحات كبيرة خلال هذا الشهر اذ اصبح معترف به اقليميا ودوليا ومحليا.. وفي هذا الاطار تمثل باريس في مارس وبروكسل في مايو وبرلين في يونيو وجنيف ولندن في هذا الشهر محطات مهمة في دعم الخلاص الوطني.. وهنا لابد ان نحيي حركة حق لاستئناف نشاطها من جديد في نداء السودان وهذه دعوة لكل القوي المعارضة بالانخراط في نداء السودان والعمل المشترك..
ومن ثمرات هذه المحطات قرار مجلس الامن الاخير 2429 وتماسك قوي نداء السودان وعزلة النظام.. لذلك غير مكترثين لحالة التوتر والتشنج بالبلاغات الكيدية ضد الحبيب الإمام الصادق المهدى والتنسيق الامني لإبعاده من القاهرة وهذه كلها نتيجة خيبة الأمل وفشل خطة الحزب الحاكم لإلحاق المعارضة بحوار الوثبة وانتخابات 2020.. ولله الحمد فإن هبالات النظام كلها لصالحنا تماما وقد حققت لنا زخما سياسيا ودبلوماسيا نسعي لتسخيره لصالح خلاص الوطن..
الان الحبيب الإمام الصادق المهدى يعمل علي عملية تعافي المعارضة وإعادة الثقة وتوحيد موقفها وقد اتخذ من لندن منصة انطلاق..
وقوي نداء السودان تعمل علي استكمال الملفات الكبرى من مؤتمر قوي التغيير ومؤتمر السياسات البديلة ودليل بناء الوطن ومؤتمر أصدقاء السودان، وبناء تنظيمات النداء في الولايات والقطاعات.. وهذه كلها في اتجاه بناء التراكم لخلاص الوطن..
لدينا قناعة راسخة في حزب الأمة القومي بأن فجر الخلاص قادم بإذن الله وأن الشعب السوداني علي موعد قريب بإزالة هذا النظام لصالح نظام جديد يكفل الحريات ويوقف الحروب ويعالج الأزمة الاقتصادية والمعيشية ويضع حدا للاستبداد والطغيان.