ستظل قضية مشروع الجزيرة هي قضية الساعة لأنها جريمة العصر ، لن تسكت الدوائر المستهدفة للمشروع عن محاولات تدميره المتواصلة حتي يهرب المزارعون من ارضهم و كل يوم تتواصل فصول جريمة العصر و تتخذ عدة اشكال بعد فشل محاولة الشريف احمد عمر بدر رئيس مجلس الادارة الاسبق و عضو مجلس ادارة بنك المال المتحد في بيع اراضي الملك الحر الذي ابطلته المحكمة العليا و ما تزال عمليات الاستهداف تتواصل و في كل مرة يجدوا أن المزارع أكثر تمسكاً بارضه ، ليلجأوا الي افشال العمليات الزراعية والحصاد بتأخير المواعيد الامر الذي يؤثر علي الانتاجية و تسبيب الخسائر ،ليلجأوا الي رفع يد الحكومة ممثلة في مجلس ادارة المشروع عن تمويل المزارعين حتي يواجهوا الارتفاع الغير مبرر لمدخلات الانتاج و اخيرا أوعزوا لشركات الزراعة التعاقدية بتمويل الزراعة و قد ظنوا أن في مقدورهم هزيمة المزارع بالضربة القاضية ولكن خاب مسعاهم بعد أن انكشف دورهم في التكلفة المضروبة و سرقتهم لعرق المزارع . سيظل مشروع الجزيرة عصي علي التركيع طالما أن هنالك من يدافعون عنه.
@ في إطار الدفاع عن مشروع الجزيرة ظل تحالف مزارعي مشروع الجزيرة و هو تنظيم نقابي يشتمل علي كل الوان الطيف السوداني بمختلف تكويناتهم الجهوية و القبلية و الحزبية هدفه الاوحد هو الدفاع عن مشروع الجزيرة من استهداف السلطة و الطفيليين وقد تمكن التحالف من تحقيق الكثير من الانجازات المتمثلة في كسبه لقضية انتخابات اتحاد المزارعين ببطلان الانتخابات و وقوفه بجانب قضية الملاك حتي تم ابطال عملية بيع الارض و تنوير جموع المزارعين عقب كل موسم زراعي بالمنشور و الاجتماعات و المؤتمرات وكشف الاعيب الشركات التعاقدية و اتباعه لاساليب نضالية مجربة اصبحت مدرسة في الدفاع عن الحقوق و تحقيق المكتسبات .تمكن تحالف المزارعين من التوثيق لقضية مشروع الجزيرة عبر البيانات الدورية و الاوراق العلمية المتخصصة و الكتيبات التي اصدرها علاوة علي مقررات مؤتمراته في تنوب ، طيبة و معيجنة كل هذا المنتوج يشكل ذخيرة وثائقية مرجعية ستساعد في تسريع عملية أعادة مشروع الجزيرة سيرة أحسن مما كان عليه لأنه مجهود تراكمي عبارة عن خارطة طريق لعودة مشروع الجزيرة .
@ من الضروري جدا الاشارة و الاشادة بالورشة العلمية التي أقامها حزب الامة القومي الاسبوع الماضي بداره في ولاية الجزيرة بودمدني التي أمها حضور نوعي استحق ذلك المستوي الراقي من الضيافة و التنظيم ، في إستجابة نوعية لنداء الواجب القومي في الدفاع عن مشروع الجزيرة و كما قالت الاستاذة سارة نقدالله الامينة العام للحزب في مخاطبتها للورشة بأن مخرجاتها و توصياتها و دراساتها ستصبح مكون رئيسي من مكونات السياسات البديلة لمستقبل حكم السودان بعد سقوط نظام الانقاذ . أهمية ورشة حزب الامة التي قامت في ودمدني تحت شعار (( تدهور المآل ؛ مشروعية الآمال و حتمية المنال)) تأتي هذه المرة من حزب عريق في الساحة السياسية تناول قضية مطلبية كبيرة تمثل عصب قضايا الشعب السوداني لم تستصحبها بقية الاحزاب السياسية في الساحة ضمن نشاطها اليومي . يكاد حزب الامة أن يصبح الحزب الوحيد الذي ابدي إهتماما جادا و ملحوظا بقضية مشروع الجزيرة الي درجة أن اقام ورشة علمية متخصصة ستصبح إضافة نوعية من حزب عريق في مثل هذه الظرف السياسية العصيبة التي يواجهها الحزب وقيادته و هو يتقدم برؤيته العلمية لمستقبل مشروع الجزيرة ساعد في ذلك ، أن الغالبية العظمي لعضوية حزب الامة القومي في الجزيرة هم أعضاء في تحالف المزارعين و لو أن ما حدث هو كل حصيلة نشاط الحزب الذي لم يبخل و لم يجبن بفتح دوره لنشاط تحالف المزارعين في الفترة السابقة لكفاه ذلك المجهود الضخم الذي انعكس في مداولات تلك الورشة و توج بمخرجاتها علمية وعلي مستوي عالي من الجدية و الإهتمام و المسئولية .
@ عدد من الاوراق العلمية الهامة كانت محور ورشة حزب الامة و في طليعتها ورقة بعنوان (مشروع الجزيرة تعمد الدمار و فداحة الآثار) قدمها المهندس خلف الله أحمد الشريف رئيس الحزب بالولاية ، ورقة بعنوان (معركة الانسان و الارض مع السياسة و الاقتصاد) قدمها الاستاذ يوسف حسن و ورقة حول (دور البحث العلمي بالمؤسسات و الجامعات و المعاهد المتخصصة في دعم النهضة الزراعية بمشروع الجزيرة) مقدمها الدكتور إدريس حسن أحمد. ورقة حول (الرؤية المستقبلية لمشروع الجزيرة ) مقدمها البروفيسور مقبول الهادي اللازم . ورقة حول (الخدمات الاجتماعية بمشروع الجزيرة) مقدمها الاستاذ مهدي جودة ، ورقة (لا بديل لإتحاد المزارعين إلا الاتحاد ) قدمها الاستاذ بلة محمد الهادي و ورقة حول (دور الحركة التعاونية في مشروع الجزيرة ) قدمها عابدين برقاوي . ورقة ملاك الاراضي قدمها الاستاذ محمد عبدالرحمن عليان و ورقة حول (الري بالمشروع) مساهمة من الدكتور إدريس أحمد حسن .كل هذه الاوراق العلمية و المداخلات و المناقشات مع التوصيات و المقترحات سوف يتم اصدارها في كتيب يشكل مساهمة حزب الامة القومي ورؤيته لمستقبل مشروع الجزيرة .
hasanwaraga@hotmail.com