أقام صالون الإبداع ظهر أمس السبت الموافق الثاني عشر من نوفمبر بقاعة اتحاد المصارف بالخرطوم ندوة تدشينية لكتاب”المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش” للدكتور عبد الرحمن الغالي، بحضور عدد من المهتمين بحركة الأدب والنقد والسياسية والتاريخ.
ويأتي تدشين هذه الإصدارة الهامة في إطار اهتمام الصالون بحركة الإنتاج الفكري والثقافي والسياسي بالبلاد ومتابعة آخر الإصدارات والمؤلفات التي تجود بها المطابع ودور النشر المختلفة، ولعل رواية “شوق الدرويش” للكاتب السوداني الأستاذ حمور زيادة كانت من أكثر الإصدرات الحديثة التي أثارت جدلا واسعا وكثيفا على مختلف الأصعدة، وكما هو معلوم فقد فازت هذه الرواية ب “جائزة نجيب محفوظ للأدب” لعام 2014م، كما وصلت للقائمة النهائية “القصيرة” للجائزة العالمية للرواية العربية” لعام 2015، وهي النسخة العربية لجائزة “بوكر” العالمية للرواية.
وقد اكتسبت هذه الرواية التي تدور أحداثها في القرن التاسع عشر إبان المهدية، من تصويرها للمهدية – وهي الثورة الوطنية التي حققت للسودان استقلاله الأول- كفترة مستقبحة تعج بالفوضى والظلم والفساد الاجتماعي والأخلاقي والسياسي، فأقدم الدكتورعبد الرحمن الغالي بإعداد هذا الكتاب لمناقشة هذه الرواية وفضح تهافتها وتجنيها على الحقائق وتوضيح عدم مهنية وحيادية لجنة الجائزة والذي كشفت عنه اللجنة نفسها في حيثياتها التي ساقتها لمنح الرواية هذه الجائزة.
وقد تكرم المؤلف الدكتور عبد الرحمن الغالي بالمجئ من مقر إقامته بالمملكة السعودية لحضور هذا الحدث الهام، حيث قدم ورقة ضافية في التعريف بمؤلفه وتلخيص أهم مضامينه، وقد عقب عليه الإمام الصادق المهدي عبر ورقة وافية تلاها نيابة عنه الأستاذ محمد أحمد الصادق، كما تقدم الدكتور عز الدين ميرغني بتعقيب ضافي على الكتاب، وكذلك الدكتور عبد الله حمدنا الله.
هذا وقد شهد حفل التدشين نقاشا غنيا ومفيدا أداره باقتدار وسلاسة المخرج التلفزيوني الأستاذ محمد علي مخاوي، وقد أثرت مداخلات الحضور النقاش على نحو كبير حيث تداخل عدد من المهتمين بالشأن الأدبي والنقدي والتاريخي مثل الدكتور عبد الله علي إبراهيم الكاتب والأستاذ الجامعي المعروف، والأستاذة إخلاص مكاوي خبيرة الوثائق والمخطوطات، والدكتور بخاري الجعلي، والأستاذ الصادق بابو نمر، والأستاذة سامية عبد المطلب الخطيب، والأستاذ عمر حامد، و المهندس صديق الصادق، والأستاذ عادل سيد أحمد، والأستاذ حسن عثمان صالح
وقد حظي الكتاب بتقريظ وإشادة كبيرة من الحضور باعتباره عملا رصينا بذل فيه المؤلف جهدا بحثيا كبيرا، موفرا بذلك سفرا هاما في الزود الموضوعي العلمي عن تاريخ الأمة الذي تمثل المهدية إحدى أهم وأخصب صفحاته، وفوق ذلك يضرب الكتاب مثلا في مقارعة الرأي الآخر بالحجة والوثائق والمعلومات، مما يرفد المكتبة السودانية بإضافة جديدة وهامة.
يذكر أن صالون الإبداع قد دشن هذا الكتاب لأول مرة بالقاهرة في الثامن من أكتوبر الماضي