أفرج أمن النظام امس عن دفعة جديدة من المعتقلين، فى أعقاب حملات أسر المعتقلين والقوى السياسية المناصرة لحقوقهم في الحرية والرافضة للاعتقالات التعسفية، وذلك بعد حملات الاعتقال الواسعة إبان مسيرات الخلاص التي اطلقتها قوى المعارضة السودانية بإتفاقها على إعلان خلاص الوطن في 17 يناير من هذا العام، وقد جاء الافراج نتيجة الضغوط المثمرة على النظام داخليا وخارجيا وزيادة حالة الهلع والخوف داخل اروقته بعد أن فشل في جعل المعتقلين «رهائن» وكرت للمساومات السياسية، ليستجيب النظام اخيرا مجبرا على الافراج عنهم عبر دفعات في محاولة معالجة حماقته السياسية.
أننا في حزب الأمة القومي ومن منطلق إهتمامنا بقضايا المعتقلين وحقهم في الحرية نقول الآتي:
اولا: نرحب بخطوة الافراج هذه، ونهنئ المفرج عنهم وأسرهم، ونؤكد على أن حرية التعبير وحق التظاهر والتنظيم كفلتها كل الاديان والمواثيق الدولية، فهي ليس منة من سلطان أو جلاد، وسوف تستمر حملاتنا ضد الاعتقال وقمع الحريات.
ثانيا: نؤكد بأن دوافع التظاهر والاحتجاج على الغلاء وارتفاع الاسعار والضائقة المعيشية والاقتصادية مازالت ماثلة، وأن الاعتقال لن يثني مكونات شعبنا على مقاومة سياسات الفساد والفشل، واستمرار النضال لإسقاط ميزانية التجويع.
ثالثا: صحيح قد أفرج عن المعتقلين، ولكن مازال قانون جهاز الأمن الذي ينتهك حقوق الانسان ويُعتقل بنصه السياسيين والناشطين ساري المفعول، والذي بموجبه تتجدد الاعتقالات في اي لحظة، ونّشدد هنا بأن معركتنا ضد هذا القانون وبقية القوانين قائمة، لن تتوقف بإطلاق سراح المعتقلين، ويظل مطلبنا الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات ووقف السياسات والاجراءات التعسفية، وضمان كافة الحقوق والحريات الأساسية.
رابعا: مازال جهاز الأمن يواصل انتهاكاته واستهدافه للرموز والأحزاب، وما بلاغه الكيدي في مواجهة الامام الصادق المهدي وآخرون من قيادات نداء السودان الا تأكيد بأن ليس هنالك جديد، مما يجعل الإفراج عن المعتقلين إجراء يتيم، ولا يقلل من انتهاكات وجرائم النظام البشعة في كل مناطق السودان.
خامسا: إن موقفنا المعلن مقاومة هذا النظام وسياساته الخرقاء التي افقرت المواطن وضيعت الوطن، لصالح نظام جديد يكفل الحريات ويؤمن للشعب حياة كريمة، ويحقق سلام عادل وديمقراطية مستدامة.
11 ابريل 2018