قامت مجموعة تابعة لقوات رياك مشار المتواجدة في معسكرات بالمناطق الغربية “بوط” من محلية التضامن بولاية النيل الأزرق يوم الجمعة 16 يونيو الحالي بمهاجمة عدد خمس رعاة عزل وقتلهم جميعا زبحا وهم (احمد حمد النيل، الصادق حمد النيل، دفع الله ود الدبة، إدريس البشير، محمد جبارة) ونهب مواشيهم بمنطقة الادهم التي تبعد 23 كم غرب منطقة بوط. تأتي هذه الجريمة في ظل الانفلات الأمني الكبير الذي تشهده الولاية، وعمليات استهداف المدنيين، والغياب التام للاجهزة الرسمية، وتقاعسها عن حماية المواطنين وممتلكاتهم، وليس ذلك فحسب بل إصرار النظام علي ترك قوات مشار – التي يتراوح تعدادها الي 23 الف مقاتل- في تلك المناطق منذ اندلاع الحرب الاهلية في دولة جنوب السودان ومغادرة د.رياك مشار لجوبا وحتى الآن، وتقديم نظام الخرطوم لها كل اشكال الدعم، من تهيئة معسكرات الإيواء وحرية الحركة والتنقل والتعتيم على جرائم النهب والسرقة المتكررة التي يرتكبونها، مما يؤكد عدم اكتراث النظام لسلامة المواطنين، ويجعل مصير سكان هذه المناطق مجهولًا ومفتوحا لكل الاحتمالات نتيجة للاعتداءات النكراء.
ان ما جري في هذه المناطق جريمة ارتكبت بحق مدنيين عزل، تستدعي من كل وطني غيور العمل على فضح تواطؤ النظام وأجهزته، وخطل سياساته المستهدفة للشعب السوداني.
حزب الأمة القومي إذ يدين هذه الجريمة فإنه يحمل المسؤولية الكاملة لنظام الانقاذ بتفريطه في سيادة الوطن وأمن وسلامة المواطنين، ويدعو الحزب إلى تحقيق عاجل حول الجريمة وإنصاف وجبر ضرر الضحايا، وفي ذات الوقت فإن الحزب يجدد ترحيبه بالاشقاء الجنوبيين المدنيين الفارين من جحيم الحرب ويدعو إلى حسن معاملتهم. ويؤكد علي أن الدماء التي سالت كافية لأن نعمل جميعا في حملة قومية لوقف كل اشكال العبث بحياة الناس، والعمل على إنهاء وجود هذه القوات في الولاية، حتى لا تجر مزيد من الويلات على المواطنين وتحويل حياتهم إلى آلام وجحيم، وهذا لا يتأتى إلا بتعاون الجميع أحزاب سياسية ومجتمع مدني وإدارة أهلية من أجل حماية المواطن والحفاظ على الوطن، كما نناشد المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته في إدانة الوجود العسكري لهذه القوات في الأراضي السودانية والضغط لاجلائها فورا حفظا للأمن والاستقرار وفقا للقانون الدولي والإنساني..
سائلين الله تعالى أن يتقبل القتلي وأن يجعل مثواهم الجنة وإن يلهم ألهم وزويهم حسن العزاء، وأن يجنّب بلادنا الفتن والمحن، وان يمنّ علينا بالأمن والأمان، إنه سميع مجيب الدعاء..
20 يونيو 2017
دار الأمة