أظهرت التقارير الصادرة من منظمات محلية ودولية ارتفاع عدد الإصابة بالكوليرا في البلاد إلى أكثر من (20000) حالة وأرتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من (4000) حالة منذ سبتمبر 2016 عندما بدأ المرض في الانتشار. ويمثل هذا الرقم الحالات المبلغ عنها مقارنة بأرقام أعلي بكثير لم يتم الإبلاغ عنها. ومنذ ظهور الوباء في ذلك الوقت بولاية النيل الأزرق وكسلا والنيل الأبيض رغم الانحسار النسبي لكنه لم يتم السيطرة عليه فسرعان ما زادت حالات الإصابة مجددا في أبريل تحت وطأة الفقر وانهيار المنظومة الصحية بالبلاد، وتقاعس الحكومة عن واجبها اتجاه المواطنين. لقد حذرنا في سبتمبر 2016 كما حذرت جهات عدة من خطورة وباء الكوليرا، ومطالبة الحكومة بتحمل مسئوليتها الأخلاقية لإنقاذ مواطنينا من الموت .. ولكن لا حياة لمن تنادي.. وفي أبريل 2017 نظم حزب الأمة القومي قافلة صحية بقيادة نائب الرئيس الفريق صديق محمد اسماعيل والامينة العامة سارة نقد الله ورئيس دائرة المهنيين م. مرتضى هباني وأمين الأطباء د. سعيد نصر الدين وأمين التقنيين والفنيين د. الزين مفرح وممثلين عن هيئة شئون الانصار وعدد من كوادر الحزب بالمركز وولاية النيل الأبيض، وطاف الوفد مناطق أم جر ومنى وطيبة الحسناب وكتير بلة وعرفة وغيرها من المناطق، ووقف على الوضع الصحي وأشار إلى أن الوضع مقلق وينذر بكارثة وأن الحكومة غائبة تماما،، وبعد انفجار الأوضاع الصحية بالنيل الابيض سمعنا العجب العجاب من المسئولين استخفاف بالأرواح وتهرب من المسئولية وتحرك متواضع ليس بقدر حجم الكارثة.. ونؤكد هنا بأن هذا الارتفاع الكبير في إعداد الموتى والمرضي هو بمثابة “ناقوس خطر” بشأن الوضع الصحي المتدهور، وأن وباء الكوليرا كما هو معلوم سريع الانتشار، فقد سُجلت حالات وفيات وإصابات في ولاية النيل الابيض والجزيرة والخرطوم ونهر النيل وسنار والنيل الأزرق والقضارف والبحر الأحمر والشمالية وشمال كردفان. في ظل تعطل أغلبية المراكز الصحية في البلاد عن العمل، ونقص المياه النظيفة الصالحة للشرب، وكثافة الأوساخ والنفايات وضعف برنامج إصحاح البيئة، وغياب التوعية الصحية، وانهيار منظومة الرعاية الصحية والاجتماعية، فالنظام الصحي بالبلاد معطوب ولا يمكنه مواجهة الوباء نظرا لإصابته بضرر كبير بفعل الفساد، وتشريد الأطباء والتقنيين، والتلاعب في الادوية المنقذة للحياة بتحرير الدواء.
وعليه نحن في حزب الأمة القومي إذ نحذر من كارثة غير مسبوقة نؤكد على الاتي:
أولا: علي الحكومة تحمل مسؤليتها في عدم وضع التدابير اللازمة لوقف انتشار الكوليرا سواء بفشلها ابتداءً في التعرف علي الوباء، وتضليلها للرأي العام بعد تأكد لها، والتقليل من شأن الإصابات المتزايدة، والاستهانة بحياة المواطن وصحته، والإصرار على التعتيم. وعليه نطالب الحكومة بإعلان الإصابة بالوباء، وعليها أن تعلن حالة الطوارئ الصحية فورا لمواجهة هذا الوباء الفتاك، وان تتحمل مسئولياتها في توفير الادوية المُعالجة مجانا، وفي تهيئة المراكز الصحية المتنقلة والمستشفيات وغرف الحجر الصحي والإسعاف والكوادر الطبية.
ثانيا : نناشد منظمات الإغاثة والجهات المانحة ومنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود بتقديم مساعدتها في التصدي للوباء، والحيلولة دون وقوع كارثة صحية غير مسبوقة، كما نناشد كل المنظمات العاملة في هذا المجال الي التدخُّل العاجل لإنقاذ ارواح مواطنينا.
ثالثا: نعلن تضامننا مع الجهود الشعبية والطوعية المبذولة لتقديم العون الطبي المباشر، وحملات التوعية، وحملات اصحاح البيئة. وندعو جماهير حزبنا وشعبنا للمشاركة وتقديم العون اللازم لمحاصرة الوباء، لإتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة..
(اللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضانا، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنْهَمْ ما هُمْ فِيهِ، وَأَفْرِغْ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَهْلِيهِمْ صَبْراً، وَارْزُقْهُمْ الرِّضَى بِالقَضَاءِ، وَعَاجِلَ الشِّفاءِ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَماً) آمين .
2/6/2017
الأمانة العامة
دار الأمة