قامت أجهزة أمن النظام بمطار الخرطوم صباح اليوم الأربعاء، الثامن من آغسطس، بمنع الأستاذة سارة نقد الله الأمين العام لحزب الأمة القومي، من السفر إلى القاهرة بغرض مراجعة الطبيب..
لقد تكرر هذا الإجراء التعسـفي من قِبل الأجهزة الأمنية، إذ سبق أن مُنعت الأستاذة سارة في مايو الماضي من السفر لذات الغرض ودون إبداء أيِّ أسباب!!
واليوم وبعدما أنهت إجراءات سفرها تمَّ إبلاغها بأن إسمها قد أُدرِجَ ضمن قوائم الممنوعين من السفر، وذلك بعد شحن حقائبها على متن الطائرة المتجهة إلى القاهرة كما تمَّ مصادرة جواز سفرها في ذات الوقت..
يأتي هذا الإجراء المتعسِّف ضد الأستاذة سارة في ظل إستمرار مسلسل التضييق على السياسيين، والناشطين، وقمع الحريات الشخصية والصحفية والعامة في السودان من قِبل أجهزة النظام الإنقلابي في السودان ليسد كلَّ أُفقٍ مأمولٍ في إنفراج، وليخيِّبَ كلَّ ظنٍ حسن في إنصلاح..
إننا في حزب الأمة القومي، وإزاء هذا العسف، والإنتهاك الصريح للحقوق والحريات نقول الآتي:
أولاً: إنَّ النظام، وهو يُقدِم على هذه الألاعيب الجائرة يظنُّ أنه بذلك يستطيع التغطية على إنتهاكاته لحقوق الإنسان التي يمارسها بشكلٍ منهجي تجاه المواطنين، وعلي الفشل والتردي اليومي في إدارة أزمات البلاد المتلاحقة، ولكنَّ العكس هو الصحيح، فقد أصبح الأمر مكشوفاً لدى المجتمع المحلي والدولي، وأصبحت هذه التصرفات تجسيداً فاضحاً لسلوكه المتسلّط، وسياساته القمعية، وسوف لن تنجح هذه التصرفات في تحجيم القيادات السياسية، وشل تحركاتها من أجل خلاص الوطن !
ثانياً: إنَّ حرية التنقل، والسفر مكفولةٌ في كلِّ المواثيق الدولية لحقوق الإنسان؛ فقد نصَّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حماية هذا الحق، وكذلك نصَّ العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على إرساء ذات الحق، غير أنَّ النظام الشمولي في السودان ظلَّ معزولاً عن هذه القيم والمواثيق، ومنتتهكاً لها علي الدوام، وغيرَ آبهٍ بالمنظومة الدولية والإنسانية وأعرافها ومواثيقها..
ثالثاً: إننا نحمِّلُ النظام، وجهاز أمنِه القمعي مسؤولية سلامة الأستاذة سارة نقد الله جرّاء إستهدافه لها في صحتها، ومنع تلقيها العناية الطبية الضرورية الراتبة لها عند أطبائها.. ونؤكِّد بأن للحزب كامل الحق في حماية قياداته من بطش النظام وإستهداف أجهزته لها، ونجدّد مناشدتنا بضرورة تكوين هيئة لحماية السياسيين، والناشطين من تعسُّفات منع السفر التي أصبحت هاجساً سياسياً ومجتمعياً دائماً يطال الجميع، ولوضع حدٍ للعبث، والتمادي في مثل هذه الألاعيب الطائشة التي لا تمِت للقيم الدينية، والمواثيق الإنسانية، ولا للأخلاق السودانية بصلة..
رابعاً وآخيراً: إن الحزب، إذ يرفض رفضاً قاطعاً كلَّ ما تعرضت له الأستاذة سارة نقد الله، فإنه يؤكِّد على موقفه السياسي المقاوم لنظام الإنقاذ بلا هوادة، والداعي لنظامٍ جديد يكفل الحريات الأساسية، ويؤمِّن للشعب حياةً كريمة، ويطوي هذه الصفحة المظلمة في تاريخ السودان..
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)..
الأمانة العامة لحزب الأمة القـومي
دار الأمـــة
٨ آغسـطس ٢٠١٨م