استمرارا للانتهاكات الواسعة التي جُبل عليها النظام الانقلابي، وتصعيدا للتعدي السافر لأجهزة النظام القمعية ضد شعبنا بكبت الحريات الدينية والصحفية والسياسية. أقدمت شرطة الثورة الحارة 29 أمس الأحد 22 أكتوبر الحالي على اقتحام كنسية المسيح بالثورة، وألقت القبض على خمسه من قادة الكنيسة هم (القس ايوب تليان رئيس مجمع كنيسة المسيح السودانية، والقس علي الحاكم العام راعي كنيسة المسيح بالثورة الحارة 29، والقس إمبراطور حمّاد، والمبشر هابيل إبراهيم، والشيخ عبدالباقي توتو عضو اللجنة التنفيذية لرئاسة مجمع كنيسة المسيح السودانية)، وزجهم في السجن بصورة مهينة ومذلة لم تراعي حرمة وكرامة الإنسان، وفتح بلاغ جنائي ضدهم تحت المادة 77 من القانون الجنائي السوداني 1991 الخاصة بالإزعاج العام!! علما بأن هؤلاء القساوسة يتبعون لنفس الطائفة التي اعتقلت سلطات الأمن إثنين من قساوستها هما (القس حسن عبدالرحيم كودي، والقس كوة شمال ابوذمام) وحوكما بأحكام مختلفة لتُطلق سراحهما في العام الماضي.
أزاء هذا التطور الخطير لما يتعرض له أهلنا المسيحيين نقول الاتى:
أولا: اننا في حزب الأمة القومي إذ نعلن كامل تضامننا مع إخواننا المعتقلين نطالب بإطلاق سراحهم فورا، ونؤكد بأن الحزب على استعداد للمناصرة والدعم القانوني والمدني والسياسي حتى ينالوا حريتهم وكرامتهم وحقوقهم التي كفلتها الأديان السماوية والمواثيق الدولية والدستور الحالي.
ثانيا: انّ استمرار انتهاك الحريات الدينية والصحفية والسياسية دليل آخر علي أنّ رفع العقوبات لم يكن إلاّ مجرد وسيلةٍ لمنح هذه الانتهاكات مظلة ليواصل النظام مسيرة القمع بكل اشكاله.
ثالثا: نحذر النظام وأجهزته الشرطية والأمنية من مغبة مثل هذه الانتهاكات في حق الشعب السوداني عامة والأخوة المسيحين خاصة، ونشدّد على أن اقتحام دور العبادة واعتقال رجال الدين يعد اعتداء على الحريات الدينية من شأنه أن ينزلق بالبلاد إلى فتنة طائفية، وهذا ما نخشاه في ظل نظام غرس بذور الفتن الجهوية والأثنية في ربوع السودان.
رابعا: ندعو كافة القوى السياسية والمجتمع المدني والمجموعات المطلبية والنقابية لإدانة هذا الاعتداء الغاشم في حق اخوتنا المسيحيين، والاصطفاف في تحالف عريض لتحرير السودان ووقف العنف والعبث الذي يمارسه النظام الانقلابي ضد الشعب السوداني.
23 أكتوبر 2017
دار الأمة