أفرج جهاز أمن النظام مساء اليوم الأحد 18فبراير الحالي عن عدد من قيادات الأحزاب السياسية والثائرين والثائرات من سجونه، بعد فترة اعتقال تعسفي لأكثر من شهر على خلفية الحراك الشعبي الذي نفذته قوى المعارضة السودانية تحت عنوان إعلان خلاص الوطن لمناهضة ميزانية التجويع وغلاء الأسعار.
هذه الخطوة، عوضا أنها إيجابية لصالح المعتقلين وأسرهم، إلا أنها تأتي كمقدمة لعملية تخدير جديدة لإمتصاص السخط الشعبي، فماذالت الأزمة السياسية والاقتصادية لم تبارح مكانها، بل زاد تعقيدها بسبب سياسات الفساد والاستبداد وغياب أفق الحل لدى النظام.
إننا في حزب الأمة القومي إذ نرحب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين نؤكد على الآتي:
أولا: نزجي آيات الشكر والتقدير لكل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي وحملات المناصرة المدنية وأسر المعتقلين على مواصلة الضغط والمطالبة والنضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين، ونؤكد بأن الوقفة القوية وصمود المعتقلين هو الذي عجل بإطلاق السراح فليس منة من النظام وجهاز أمنه فالحرية حق يُنتزع وليس هبة سلطانية.
ثانيا: أن إطلاق سراح المعتقلين يعد قوة دفع حقيقية لمواصلة المقاومة والنضال من أجل خلاص الوطن، ويؤكد على عدم مشروعية الاعتقال وخطل سياسات التجويع، كما أن مسيرة التحرير والخلاص بقدر ما أنها محفوفة بالمخاطر والتضحية فإنها موعودة بالنصر المؤزر.
ثالثا: أن تراجع النظام عن حجز المناضلين والقيادات السياسية، يجب أن تصاحبه إجراءات أخرى أكثر أهمية، وذلك بإلغاء سياساته الاقتصادية الأخيرة، وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وأولها قانون الأمن وقانون الصحافة والمطبوعات وكفالة حرية التعبير والعمل السياسي، والاعتراف بالفشل في إدارة البلاد وتسليم السلطة للشعب.
رابعا: أن ترحيبنا واحتفائنا بإطلاق سراح المعتقلين لن يُنسينا الانتهاكات الواسعة للحقوق جراء الاستبداد والطغيان، والحروب المفروضة على اهلنا في كل ربوع بلادنا، والضايقة المعيشية بسبب الفساد، وسوف تستمر مقاومة هذا النظام حتى إزالته لصالح نظام جديد يحقق تطلعات شعبنا المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة والعيش الكريم، وحتى تنعم بلادنا بالسلام والاستقرار والتنمية والديمقراطية.
(وما ضاع حق قام عنه مطالب)..
موعدنا ساحات المقاومة والنضال..
18 فبراير 2018
دار الأمة