بيان حول أوضاع الصحافة السودانية في يوم عيدها
ان الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو من كل عام، يأتي دعما للصحافة الحرة التي اصبحت من حقوق المواطنين، وتعظيما لدورها الرقابي وكآلية لا غني عنها لمحاربة الفساد، وتذكيرا بحرية التعبير، وحفاظا علي استقلالية وسائل الاعلام كأهم مبادئ منظومة الحوكمة الديموقراطية بجانب الشفافية والمساءلة والمشاركة وسيادة حكم القانون. ويأتي هذا العام تحت شعار “توازن القوى: الاعلام والعدالة وسيادة القانون” ليرسخ لهذه المبادئ ويعزز دور الاعلام اتجاه قضايا الشعب، وإننا اذ نهنئ قبيلة الصحافيين بهذا اليوم، في ظل الاوضاع الكارثية في بلادنا والتي القت بظلالها علي الإعلام، فناله نصيب الاسد من الانتهاكات الصارخة، فإننا نقول الاتي:
اولا: لقد تدهورت أوضاع حقوق الانسان بشكل عام في السودان، وتصاعدت الهجمات الشرسة علي الصحافة والصحافيين خلال الربع الاول من هذا العام، وازدادت الضغوط الأمنية المستهدفة إغلاق منافذ الراي العام أمام كافة الأصوات التي تطالب باحترام حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، فقد درجت الاجهزة الامنية علي نشر الخوف والتحريض والتمييز، ومارست كل انواع القهر والعسف علي الصحافة من اعتقالات واستدعاءات للصحافيين ومحاكمات بقوانين عدة، ومصادرة الصحف، ومنع النشر، ومنع الحصول علي المعلومة، والرقابة القبلية، والتهديد بالفصل، وفرض رقابة علي الاعلام البديل ومطاردة المحررين الالكترونيين، هذه الاوضاع ألقت بتبعاتها علي المنتوج الصحافي كما ونوعا مما انتج عزوف القراء وهجرة الصحافيين وإهتزاز الثقة في الصحافة كسلطة رابعة، وبالرغم من تاريخها الناصع ودورها المهم في حياة المواطنين.
ثانيا: كل الشواهد الماثلة تؤكد أن النظام لن يتراجع عن مسلكه الساعي لقمع الحريات الصحفية ولفرض قيود علي تداول المعلومات والصحافة الحرة، حيث ترجع أغلبية الانتهاكات لأسباب سياسية، هذا التوجه الاستبدادي “مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ” غايته ان ألّا يسمع الا لصوت النظام فقط في مجريات الاحداث دون الاكتراث بتنوع وتعدد الآراء داخل الوطن، هذا التوجه كشفت عنه التعديلات المقترحة علي قانون الصحافة والمطبوعات ونصوص قانون المعلوماتية واستخدام القوانين الاخري لمعاقبة الصحافيين، وسياسات النظام الاعلامية سوي في وزارة الاعلام او الاجهزة الامنية، والإجراءات التعسفية، إفساد المناخ الصحفي. لذلك فإن المعركة القادمة هي التصدي لهذا التوجه والمحافظة علي مكتسبات الصحافة السودانية.
ثالثا: ان الاحتفال الحقيقي باليوم العالمي لحرية الصحافة هو بذل مزيد من الجهد لتعزيز الحريات الاساسية للمواطن وحقة في التعبير عن رايه بصراحة وحرية من دون اي عوائق احتراما لكرامة الانسان وضرورة افساح المجال للتدفق الحر للمعلومات عن الفساد وضيق المعيشة وانعدام الخدمات والغلاء الطاحن، فتح صفحات الصحف للراي الحر وتعدد الاراء وتنوع الافكار، حتي تسهم الصحافة في مقاومة الظلم ومحاربة الفساد وتصفية الاستبداد والتعبير الصادق عن قضايا الناس، هذا الدور توجبه المهنية والاستقلالية وتحرسه الاديان وكل مواثيق الشرف الصحفية والمعاهدات الدولية، هذا هو السببل لخلق مناخ حر ديموقراطي وبيئة صحفية امنة لكي توصل رسالة الاعلام الي الشعب.
رابعا: لقد آن الاوان لكي يلعب الصحافيين دورا متقدما في معركة التحول الديمقراطي، والعمل علي بناء مجتمع صحفي تضامني ومبادر، وذلك بإسترداد نقابة الصحافيين وتطوير المبادرات التي افرزتها سنين الانقاذ وانشاء صندوق تكافل لمناصرة وحماية الصحافيين، ومقاومة القوانين المقيدة للحريات لاسيما المتعلقة بالعمل الصحفي، وهذه من اهم خطوات واسهامات خلاص الوطن.
اخيرا: نؤكد وقوفنا الي جانب الصحافيين في قضايا الحريات والحقوق ومناصرتها وحمايتها، وندعو كل القوي السياسية والمدنية لدعم ومناصرة الصحافيين، والسعي لإبرام الميثاق الصحفي الذي يتواضع عليه كل الصحافيين السودانيين لننهي الحقبة السوداء في تاريخ الصحافة السودانية..
3 مايو 2018
دائرة الإعلام