ارتكبت يوم الجمعة العاشر من فبراير الجاري في تمام الساعة الثانية صباحا جريمة قتل بشعة راح ضحيتها ثمانية رعاة في مقتبل العمر من أبناء أهلنا الحوازمة وجرح آخرين وتم نهب أكثر من 1300 رأس من الأبقار في منطقة الحجيرات شمال غرب كادقلي بجنوب كردفان، في مجزرة تقشعر لها الأبدان ويندي لها الجبين بواسطة مجموعة مسلحة غادرة، وفي سابقة خطيرة لم تعد الأولى من نوعها فقد سبقتها عملية اعتداء في منطقة العباسية تقلي، هذه الجريمة امتداد للجرائم المتكررة التي تستهدف المواطنين والماشية في ظل غياب كامل للدولة ومؤسساتها مما ترك المواطنين العزل في مواجهة المتفلتين والجماعات المسلحة.
تاتي هذه الجريمة النكراء نتيجة تضافر عدة عوامل وعناصر في المنطقة أولها تداعيات وآثار الحرب الدائرة في جنوب كردفان والتي أكتوي بنارها المدنيين الأمنين، وثانيها انتشار عصابات النهب المسلح بصورة واسعة في المنطقة، وثالثها عملية التجييش واستيعاب المتفلتين في المليشيات المسلحة والتي أصبحت تشكل خطرا امنيا واجتماعيا واقتصاديا على حياة المواطنين، هذه العوامل وغيرها جعلت هذه المنطقة تعيش حالة من الهلع والذعر والانفلات رغم ادعاءات الاستقرار والأمن.
اننا في حزب الامة القومي اذ ندين ونستنكر هذه الجريمة بأقسي العبارات نؤكد علي الاتي:
اولا: هذه الجريمة تتناقض مع سمات وطبيعة المجتمع السوداني المتصف بالتسامح والتعايش والتعاون وقبول الاخر، والذي تحول نتيجة سياسات التفرقة والكراهية والعنف والتجييش والفتن الي مجتمع فوضى وقتل ونهب، ومثل هذه الجريمة تستهدف النسيج الاجتماعي السوداني بالدرجة الأولى.
ثانيا : يعرب الحزب عن تعازيه الحارة لاهلنا واحبابنا الحوازمة ممثلة في مجلس الشوري والاعيان واسر الشهداء علي الفقد الجلل، وسوف يصل خلال الأيام القليلة القادمة أن شاء الله وفد قيادي بغرض التعزية والمؤاساة، ويدعو الحزب الي التماسك والوحدة في مواجهة نوازع الفتن التي يسعى البعض الى اشعال نيرانها في الوطن العزيز.
ثالثا: يتحمل النظام مسئولية تردي الوضع الأمني بجنوب كردفان ليس لتقاعسه عن حماية المواطنين فحسب وانما لسياساته في المنطقة.
رابعا: ان الحزب قد اجري عدة اتصالات لإجلاء حقيقة ما حدث والجهة التي ارتكبت هذه الجريمة، ويجري الآن مشاورات لتكوين لجنة تحقيق قومية من قيادات الحزب بالمركز والولاية والفعاليات السياسية والمجتمعية علي ان تنجز مهمتها في أسرع وقت ممكن في سبيل تقصي الحقائق واسترداد الابقار المنهوبة ومعرفةالجناة وكشفهم للرأي العام والعمل على محاسبتهم.
اخيرا: ان الحزب اذ يجدد ادانته لهذه الجريمة النكراء يؤكد ان الوضع الامني في جنوب كردفان في غاية الخطورة والسيولة وان الانتهاكات والاعتداءات أصبحت بشكل يومي علي المواطنين، مما يستدعي الاسراع بوقف الحرب ووضع حد للمليشيات المنتشرة في المنطقة وردع المتفلتين، وعليه فان حزب الامة القومي يؤكد انه لن يدخر جهدا في سبيل احقاق الحق والسعي الجاد من اجل سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل.
12/2/2017
دار الامة