بِسْم الله الرحمن الرحيم
حزب الامة القومي
مكتب نائبة رئيس الحزب
د. مريم المنصورة الصادق المهدي
15/9/2017
السادة اللجنة العليا لملتقى الحوار الديمقراطي وحق تقرير المصير- السليمانية
بواسطة السيد غفور مخموري: السكرتير العام للاتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني
التحيات المباركات من عند الله، وصالح الدعوات ان تكونوا بخير. وبعد،
الموضوع: الاعتذار عن حضور ملتقى الحوار الديمقراطي وحق تقرير المصير (16-17 سبتمبر 2017).
بعد الشكر والتقدير لكم على الدعوة لحضور هذا الملتقى الحواري فإنني؛ وبإسم حزب الامة القومي أؤكد موقف حزبنا المبدئي القائم على اهمية وحتمية أنصاف كل المجموعات القومية والإثنيات في كافة البلاد، الامر المهم واللازم لاستقرار وازدهار الدولة القطرية. واهم من ينطبق عليهم هذا المطلب المشروع الاساسي هم قومية الأكراد.
حل مشكلة الغبن السياسي والثقافي وانكار الحقوق؛ يكون بتبني الدولة المساواة في المواطنة والاعتراف بالحقوق الثقافية للقوميات، والنص في الدستور بكفالة حقوق الانسان والتعددية الثقافية والقومية، وليس بتقرير المصير.
ومع الاعتراف بالحق في تقرير المصير الذي نص عليه ميثاق الامم المتحدة، الا ان تقرير المصير اذا صار هو الحل بدلا عن العمل لنيل القوميات في الوطن الواحد حقوقها، فإن ذلك يؤدي الى تفتيت الاوطان العربية وهو الهدف الذي يعمل لاجله أعداءها. الخطة التي أصبحت سياسة معتمدة لدى دولة العدوان الاسرائيلي، والتي تعتبر أن تمزيق البلدان العربية هو خط دفاعها الاول في البقاء. الامر الذي يتوجب التحوط منه والعمل ضده.
نحن في السودان لدينا تجربة حديثة مريرة مع الاستفتاء حول تقرير المصير الذي أنتج انفصال دولة جنوب السودان عن السودان. فبدلا من الحرص والصبر على استحقاقات الوحدة الوطنية لخلق وطن واحد ثري بتنوعه وقوي بتعدد موارده، أدت المسارعة في اجراء تقرير المصير في ظل استقطاب سياسي حاد وضعف بنية الدولة بمباركة دولية الى نشوء دولتين مستغرقتين في النزاعات الداخلية وفيما بينهما، يعاني شعبيهما من الضائقة المعيشية واهدار الكرامة الانسانية وشدة الاستقطاب السياسي والتمزق في النسيج الاجتماعي. مما أدى الى خلق كيانين غير قادرين على تحمل مسئولية حماية شعبيهما، ويشكلان عبئا وخطرا على الأمن الإقليمي والدولي.
لذلك؛ مع انني ارحب واسعد بالالتقاء مع كافة ألوان الطيف الكردي الشقيق لبحث التعاون في رفع المظالم والعنت عنهم في اطار الوطن الواحد، الامر الممكن والمطلوب. لكني أرفض المشاركة في تعبئة تؤدي في نهايتها لتمزيق جزء عزيز من الوطن العربي، الذي يعاني في كل ارجائه والمهدد بصورة غير مسبوقة في بقائه. وأناشد القيادة الكردية التي عُرفت مثالا للنضال بفدائية والصمود ببسالة؛ ان تعيد التفكير في اجراء هذا الاستفتاء المزمع في 25 سبتمبر الجاري. وان تعكف على اجراء حوار موسع جاد وشفاف بين كافة القوميات في الإقليم لتحقيق المصالحة الوطنية القائمة على العدالة والانصاف، والالتزام بالمواطنة المتساوية وكفالة حقوق الانسان وأسس الديمقراطية. وبذلك تتحقق معادلة كسبية للإقليم الكوردستاني والقطر العراقي والامة العربية. ويكون لتجربة اقليم كوردستان في اطار دولة العراق الواحد؛ الريادة القابلة للتكرار في تعزيز الوحدة الوطنية القائمة على التعددية القومية والثقافية والسياسية.
والله ولي التوفيق
المخلصة
مريم المنصورة