الكلمة التي ألقاها الحبيب الإمام الصادق المهدي في المؤتمر الصحفي لقوى المعارضة السودانية
***
بسم الله الرحمن الرحيم
قوى المعارضة السودانية
مؤتمر صحفي
الموقف من الراهن السياسي والاقتصادي
الأربعاء 17 يناير 2018
دار حزب الأمة القومي
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي السلام عليكم ورحمة الله.
نشكركم شكراً جزيلاً ممثلي وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع على تلبية هذه الدعوة، جزاكم الله خيراً فأنتم ينبغي أن تكونوا كما نتوقع ضمير الشعب في التعبير عن ظروفه ونقل المعلومات الصحيحة للرأى العام السوداني والعربي والأفريقي والعالمي.
اليوم اتضح تماماً أن النظام كما قال الحبيب الأخ محمد حافظ، قد حقق ما حقق من اخفاقات ولكن من اليوم هبط إلى درجة اخرى من الإحباط ومن الهبوط قالوا لنا الاحتجاجات السلمية موافق عليها بالدستور، وقالوا لنا ايضاً إذا التزم الناس بذلك فسيجدون الحماية، ولكن كان هذا كله حسب التصرف الذي حدث كذب فالناس ذهبت هناك حيث كانوا يريدون أن يقيموا وقفة سلمية خالية من عصا وخالية من أية ظاهرة من ظواهر العنف ولكن أهل العنف وأهل العصي والأسلحة هم الذين هجموا عليهم، ضربوا الكبار، ضربوا الشباب، ضربوا النساء، ضربوا الجميع بصورة لا تليق وغير معقولة ومناقضة للحقوق الدستورية. وكذلك مناقضة للحقوق الدستورية أنهم اعتقلوا عدداً كبيراً من المواطنين أذكر منهم الأخ محمد عبد الله الدومة نائب رئيس حزب الأمة، دكتور إبراهيم الأمين زعيم من زعماء حزب الأمة، سكرتير الحزب الشيوعي الأخ محمد مختار الخطيب، وهكذا عدد كبير اعتقلوا بدون أى سبب من الأسباب غير أنهم كانوا واقفين مواقف مدنية سلمية في تناقض تام مع الحقوق الدستورية. وأنا أرجو من المحامين جميعاً أن يقدموا قضية دستورية ضد هذا التصرف الهمجي الذي سلب الناس حقوقهم. هذه هى النقطة الأولى، وأنا أقول بعد هذا اليوم ينبغي أن يُعبر كلٌ منا بوسيلته وطريقته وفي حيه بالوسائل السلمية رفضه لهذا النظام ورغبته وعمله لإقامة نظام جديد يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل في السودان. ونرجو من فروع القوى السياسية السودانية في كل العالم أن يقدموا مذكرات للسفارات السودانية تحددوا أن هذا النظام قد فشل وأن الآن قد آن الأوان لقيام نظام ديمقراطي يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل في السودان. كذلك أرجو أن نؤكد أن النظام قد قتل الحوار، مارس حواراً معروف مدجناً وحتى الآن لم ينفذ توصياته ووقع معنا على خريطة طريق هو الذي اصدقها ولذلك نقول، إن النظام قد قتل الحوار ونحن ندفنه إن شاء الله.
الآن اتحدت الصفوف لكى نقول سنعمل على إقامة هذا النظام الجديد وقد تم تجهيز السياسات البديلة لاصلاح الاقتصاد، والاصلاح السياسي، والاصلاح الاجتماعي، وكل الاصلاحات المطلوبة في الصحة والتعليم إلى آخره. هذه السياسات البديلة ستكون الأساس لبرنامج النظام الجديد إن شاء الله.
وأنا لابد لي اضيف إلى ما جاء في البيان غير أن أقول: أُناشد إخوتنا الذين يحملون السلاح جميعاً، أُناشدهم الإخوة عبد العزيز ومالك وعبد الواحد ومني وجبريل، أُناشدهم جميعاً أن يُعلنوا إعلاناً تاماً وقفاً لإطلاق النار لمدة غير محددة ليتيحوا الفرصة للجبهة المدنية الوطنية الشعبية أن تتحرك وأن يعملوا هم ومن معهم لدعم الموقف السياسي الحالي بأقوى صورة ممكنة لتحقيق أهداف الشعب بالوسائل الخالية من العنف ولذلك أنا أرجو منهم أن يُصدروا هم بيانات واضحة في هذا الإتجاه. كذلك أناشد ابنائنا وبناتنا في القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية أن لا يعتدوا على أهلهم وهم يعبرون عن مشاعرهم ويدافعون عن مشارع الحق،. هؤلاء المواطنين يا القوات النظامية لا يريدون قتلكم ولا يريدون الكيد بكم، هم يريدون التعبير عن حقوقهم المسلوبة وسيلتزمون بالخلو عن العنف. ونحن نقول للجميع من الآن فصاعداً، لا تستخدموا أى وسيلة فيها عنف ولكن كذلك لا تغيب عنكم ابداً قوة الكلمة والمطلب المطلوب في تحقيق اهداف ومطالب الشعب السوداني. سنمضي إن شاء الله في هذا الطريق بوضوح الرؤية وبثبات الخطوة بوضوح الكلمة كما قلت خالية من العنف وملتزمة بالوسائل المدنية وحتى الذين يحملون السلاح ناشدناهم ونناشدهم أن يفعلوا كذلك أن لا تستخدم البندقية في مكان القوة الأساسية فيها هى القوة المدنية التي تجمعت الآن وتأهبت فينبغي أن تُعطى الفرصة لتحقق اهدافها كاملةً إن شاء الله.
في الختام، أنا أشكركم جزيلاً وأقول، الذين اُعتقلوا في سبيل الله والوطن، والذين سوف يعتقلوهم بسبب هذه المواقف كذلك، ولكن نقول لهذا النظام ينبغي أن تُدرك تماماً أن سياساتك المُتبعة ثلاثين عاماً إلا قليلاً فاشلة وقد فشلت تماماً بل تفعل بالبلاد إلى الحضيض الذي هى فيه الآن والقوى السياسية الآن اتحدت لكى تستخلص إن شاء الله حقوق الشعب بوسائل قومية متحدة وسلمية. وأقول في هذا الصدد إننا ينبغي أن لا نسمح لجهات تجُرُنا إلى حروب لا معنى لها، كل الكلام للحرب، نحن نقول بوضوح تام نحن نُريد لأن نتحدث عن السودان، السودان وطن هو المعول عليه. السودان وطن هو المعول عليه على أن يُقيم علاقات طيبة بين أفريقيا جنوب الصحراء وأفريقيا شمال الصحراء. هو المعول عليه أن يُقيم علاقات داخل أفريقيا نفسها بين غربها ونجيريا وغيرها تشاد وبين شرقها يوغندا وكينيا وبين غربها ليبيا والمغرب والمشرق العربي. السودان موضوع في مركز يستطيع أن يقوم بهذه الأشياء، بل السودان هو المعول عليه أن يُقيم العلاقات التكاملية المصلحية بين شقي البحر الأحمر، البحر الأحمر شرقاً الخليج، والبحر الأحمر غرباً أفريقيا السمراء. هذه هى مهام السودان التي ينبغي أن يقوم بها وأن يطلع بها لا أن يدخل في محاور لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ولذلك نحن نقول لا للمحورية. لا للدخول في أية أعمال تُريد أن تورط السودان في حروب خارجية ونقول لكل الدول المعنية هذه أن تُعلن بوضوح أنها هى مع السودان، مع الشعب السوداني سلاماً واستقراراً وأنهم جميعاً يؤمنون وينطلقون من حل المشاكل كلها سلمياً حتى لا يُسمح للمهرجين أن يرفعوا شعارات تُريد أن تشغل الشعب السوداني عن مهامه ومصالحه.
والسلام عليكم ورحمة الله.