اللواء فضــل الله: تسليــح القبائل العربية فـرية لذرع الفتنة، ومستهدف بـها حزب الأمة القومي، وإعتصـام لقاوه يعد نموذجاً لمجتمع كردفان.
د. محمد المهـدي: مشـروع التـوأمة مدخـل لعلاقات تعايش وتعاون مع جنـوب السودان، ومحاورة دعاة تقرير المصير ضـرورة في هذه المرحلة لبنـاء وحـدة الســـــــــــودان.
ســـارة نقد الله: العودة للأقاليم الستة ضــــرورة لإزالة التهميش وتحقيق العدالة الإجتماعية.
البــاشــا: جنوب كردفان ذات خصوصية، وتعاني التهميش بكل أشكاله، والســلام فيها يطلب معالجة جذور المشكلة بعيداً عن المحاصصـة.
حبيب سـرنــوب: جنوب كردفـان ذات تنـوع قبلـي وإثنـي واسع مما جعلها ســـودان مصغر.
أسعد سعيـد: منهج الحزب لعقد مؤتمر السـلام العادل يبدأ بمشاركة المواطنيـن في مؤتمرات المحليات والولايات وصولاً للمؤتمر القومـي.
نظمت دائرة السلام بحزب الأمة القومي أمس الثلاثاء 16 يوليو الحالي سمنار حول ” آفاق السلام في جنوب كردفــان” حيث قدم الأستاذ عبدالجليل الباشا مساعد رئيس الحزب ورقة عمل محورية بعنوان “رؤية حول تحقيق وبناء السلام في جنوب كردفان”. وقد شارك في السمنار عدد من قيادات وكوادر الحزب يتقدمهم اللواء فضل الله برمة ناصر نائب الرئيس، والأستاذة سارة نقد الله الأمينة العامة، ود. محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي، والأستاذة إحسان عبدالله البشير مساعدة الرئيس، والحبيب حبيب سرنوب الضو عضو المكتب السياسي، والحبيب حسن شيخ الدين رئيس الحزب بغرب كردفان “حالياً” وبجنوب كردفان “سابقاً”، وعدد من قيادات الحزب بولاية جنوب كردفان، والعاملين في مجال السلام والمجتمع المدني في السودان.
الأستاذ أسعد سعيد علوي رئيس دائـرة السلام بالحزب أكد في إفتتاح السمنار على منهجية الدائرة في تجديد الرؤى حول قضايا السلام والحكم الراشد، وإستعرض ما أنجز في المشروع وإستمرار تنفيذ الخطة التي تعمل في مسارين وصولاً لمؤتمر السلام العادل الشامل الذي يخطط له الحزب وهي تنظيم سمنارات حول قضايا المنطقتين ودارفور والشرق ومن ثم عقد ملتقيات حوارية في المحليات والولايات لرفع توصياتها الي المؤتمر كمجهود لحزب الأمة القومـي للسلام العادل الشامل في السودان، وأكد علوي بأن دائرة الســلام تعمل وفق مشروعها هذا بالتناغم مع لجنة السياسات بالمكتب السياسـي التي تعمل مشروع بناء المستقبل الوطنـي.
تناول الأستاذ عبد الجليل الباشا في ورقته لمحة تاريخية لقضية جنوب كردفان وأسباب المشكلة وقضايا التهميش التنموي والاجتماعي والسياسي، وأرجـع ذلك الي أزمة الحكم وفشل الأنظمة المتعاقبة في إدارة التنوع، وتتبع الباشا الحركات المطلبية والثورات التي إندلعت في الولاية، معدداً خصوصية الولاية تاريخياً وجغرافياً وثقافياً وإثنياً، وتطرق الباشا الي الإتفاقيات التي أبرمت وأثرها وأسباب فشلها وتجدد الصراع مركزاً على خطل الإتفاقيات الثنائية وإنعدام الإرادة السياسية وعدم مخاطبة جذور الازمة، ووقف الباشا على أوضاع جنوب كردفان بعد ثورة ديسمبر المجيدة، مرجحاً الحلول المستدامة التي تحقق السلام والإستقرار بمخاطبة جذور المشكلة والحلول الهيكلية بعيداً عن المحاصصات وقريباً من القبول المشترك والإحترام المتبادل. وناقشت الورقة بشي من التفصيل مشروع رؤية للسلام في جنوب كردفان وفق مبادئ المواطنة ووحدة السودان والتمييز الإيجابي والإعتراف بخصوصية الولاية والحوار الشامل والحل القومي والعدالة الانتقالية والمصالحة الشاملة والعدالة النوعية. وأشارت الورقة الي مطلوبات تهيئة المناخ من وقف دائم لإطلاق النار وعفو عن حاملي السلام وتبادل ما تبقي من أسرى، والسماح للمساعدات الإنسانية وحرية الحركة في كل أنحاء الولاية.
تناول الباشا عملية تحقيق السلام في جنوب كردفان في عدة محاور، حيث أشار في محور الترتيبات الامنية الي إعلان وقف العدائيات وإطلاق النار، ومبدأ جيش واحد قومي ومتوازن، وإستبعاب وتوفيق أوضاع قوات الحركة الشعبية شمال وفق الأسس المتعارف عليها، وجمع السلاح، وفتح المسارات، وتوفيق أوضاع حملة السلام وإعادة دمجهم وتسريحهم، وحسم التفلتات الأمنية، وإبعاد المعارضة الجنوبية. أما في محور الشئون الإنسانية تحدث عن فتح مسارات أمنة للمساعدات الانسانية، وتكوين لجنة قومية لتوزيع المساعدات لمستحقيها، وإستقطاب الدعم المحلي والدولي العاجل، ودعم مشروع العودة الطوعية، وإعادة تأهيل ما دمرته الحرب، ومراكز لتأهيل المعاقين ومراكز للعلاج النفسي، والتعويضات الجماعية والفردية. في المحور السياسي تحدث على إقرار التفاوض المباشر كوسيلة للحل السلمي، ومشاركة سكان الولاية الحقيقية في السلام، وإشراك الولاية في السلطة القومية، والتشديدعلي مدنية الدولة والمواطنة كأساس للحقوق والواجبات، وإعتماد الحكم الفدرالي الحقيقي، وإيجاد صيغة لمشاركة أبناء الولاية في الخدمة المدنية ومؤسســات الدولة في إطار التمييز الايجابـي، ومعالجة مشاكل الاراضـي عبـر مفوضية الاراضـي، وإعتماد إسـم “جنـــوب كردفـــــان” بإعتباره الإسم الأنسب وله دلالات بناء السلام والتعايش. والمحور الإقتصادي والتنموي شدد على تقسيم الثروة على أساس موضوعي، وتنفيذ مشروعات التنمية، وتخصيص نسبة 50% من الموارد التي تستخرج من الولاية لصالح التنمية بالولاية، وإستقطاب الدعم لإعادة الإعمار، والتوسع في البنية التحتية لجزب الإستثمار، وتقديم الحزم التقنية، وتوفير فرص العمل، وتوفير خدمات الكهرباء والمياه. كما أفرد محوراً خاصاً بالصحة والتعليم تناول كيفية تحقيق تقدم أساسي في التعليم والصحة. وتطرق في محورالسلام الاجتماعي الي إعادة دور الادارة الاهلية، وإحياء التحالفات والاعراف القبلية، وقياممؤتمر الصلح، وتعزيز التنوع الثقافي والاثنـي، وتوسيع آليات التوعية ونشر ثقافة السلام، وفتح المسارات والمراحيل، وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني.
من جانبه أكد اللواء فضل الله برمة ناصر نائب رئيس الحزب على إهتمام حزب الأمة القومي بقضايا السلام وفض النزاعات والوقوف بجانب الضحايا والمتضررين من الحروب والسعي لسلام شامل وعادل في كل ربوع السودان، مشيراً الي أن ما يروج له بصورة ممنهجة حول تسليح القبائل العربية فرية بغرض ذرع الفتنة بين أبناء كردفان ومستهدف به حزب الامة القومي، وأن التاريخ أثبت بأن التراكم الخبيث في الولاية سببه سياسات النظم الشمولية مرسومة قائمة على (فرق تسد)، وأن ما يشاع عن قوات المراحيل غير صحيح فهي قوات تتبع الي القوات المسلحة وقد تم إعتمادها أبان حملة جمع السلاح خلال تلك الفترة. وأعرب برمة عن إمتنانه لأبناء كردفان وسد بواعث الفتن، مشيراً بأن إعتصام لقاوه أربعة أشهر كان خير دليل لنجاح هذا الإسلوب من المقاومة وأنها تمثل نموذجاً لمجتمع كردفـان بكل تنوعه. ودعا بـرمة الي العمل على رتق النسيج الاجتماعي وتجاوز المرارات وترسيـخ العدالة الانتقالية، وتصميم مشروعات للتنمية بالولاية ومشروعات سلام مع دولة جنوب السـودان.
الأستاذة سارة نقدالله الأمينة العامة للحزب أشارت في كلمتها الي ضرورة إعطاء عمليات السلام أولوية خلال المرحلة الانتقالية، والتي تشمل في داخلها عمليات أخري كتصفية التمكين الذي ضاعف التهميش والإحتقان، مؤكدة بأن مرحلة ما بعد الإنتقال يجب أن يكون التوجه نحو إعتماد الأقاليم الستة بكافة سلطاتها الفدرالية لمعالجة جذرية للمظالم وإزالة التهميش وتحقيق العدالة الإجتماعية.
في الوقت ذاته شَدد د. محمد المهدي حســن رئيس المكتب السياسـي للحزب على ضرورة النظر الي دعاوى تقرير المصير والحكم الذاتي ومخاطبة مسبباتها وكيفية إقرار مبدأ الإعتراف بالتهميش في الولاية ومعالجة أسبابه وتعزيز الوحدة الوطنية وإدارة التنوع وتجاوز عثـرات الماضي. مؤكداً على أن الصراع في دولة جنوب السودان له تداعياته على الأوضاع في جنوب كردفان، وأن مشـروع التوأمة التي طرحها الحزب مع الجنوب تمثل مدخل التعايش والسلام بين الدولتين. ودعـا حسن الي أهمية التوصل الى رؤية حول وضعية الجيوش خلال الفترة الانتقالية بما تمثله من تحدي كبيـر ومهدد أمنـي.
فيما عّدد الأستاذ حبيب سرنوب عضو المكتب السياسي للحزب قبائل جنوب كردفان وإثنياتها والمجموعات السكانية، مؤكداً على أن جنوب كردفان تمثل سودان مصغر بتنوعها الإثني والقبلي الواسع، مشيراً بأن الإستعمار إعتمد سياسة المناطق المقفولة لذرع الكراهية بين أبناء الوطن والدقنية وأعمال السخرية، وكانت سياسة نظام عبود الأرض المحروقة، وفي نظام مايو سياسة نقض العهود، وإتبع نظام الإنقاذ البائد سياسات قهر على اساس إثني وعنصرية وتهميش، كاشفا عن إنتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، ومعدداً الثورات التي إندلعت من أجل السلام والمساواة وإزالة المظالم، مستعرضاً تجارب النظم الديمقراطية التي لم تفلح في حل الأزمة لغياب رؤية الحل الشامل.
أشاد المشاركون/ات في السمنار بالورقة التي قدمت، وضرورة إضافة القضايا التي لم تتطرق لها، مع علي التركيز على العدالة النوعية بإعتبار النساء فاعلات في التغيير والثورة لذلك فإن إعتماد نسبة مشاركتها بنسبة 50% في كل عمليات السلام والديمقراطية ضرورة لإستدامة السلام. ومشاركة الشباب بفاعلية ومنظمات المجتمع المدني في مؤسسات الدولة. وتهيئـة المنـاخ الايجابـي للسـلام بالإعـلام الحـر لخلق سلام جاذب ومستدام. ومراكز للتأهيل النفسي للمتأثرين بالحرب والحماية. ومشاركة النازحين والعائدين في إتخاذ القرارات وليس التعامل معهم كضحايا. وتقديم مشروع عملية للعدالة الإنتقالية “النسخة السودانية”، وتصور للتعويضات الجماعية والفردية وجبـر الضـرر. وتعزيز المؤتمرات الأهلية وإحيـاء الاتفاقيات التقليدية وتشجيع المبادرات المحلية.
الجدير بالذكر أن دائرة السلام ستواصل سمنارات “مشروع تطوير رؤى الحزب في قضايا السلام والحكم الراشد” خلال الايام القادمة بفتح كافة ملفات السلام، وفي ذات الوقت تعقد لجنة السياسات بالمكتب السياسي ورشة عمل للإعداد لمؤتمر السلام العادل الشامل ضمن مشروع “بناء المستقبل الوطنـي”.