نظمت الأمانة العامة لحزب الامة القومي ورشة عمل بعنوان” آثار الأوضاع في جنوب السودان: الخيارات الاستراتيجية والآفاق المستقبلية” يوم الأثنين 10 أبريل 2017م بدار الامة، برعاية كريمة من الحبيب الامام الصادق المهدي رئيس الحزب، وبحضور عدد كبير من المشاركين من مختلف الاحزاب السياسية، والهيئات المدنية، والمؤسسات العلمية، ومراكز البحث العلمي، وأساتذة الجامعات، والباحثين، والشخصيات القومية، والاجهزة الإعلامية، والمجموعات الشبابية والنسوية .
هدفت الورشة الي الوقوف علي حقيقة الاوضاع في جنوب السودان وتحليل الازمة الانسانية والسياسية وتداعياتها وآثارها علي السودان، وتفعيل الإنتاج المعرفي في مقاربات سياسية لتطوير رؤية الحزب حول جنوب السودان “معاهدة التوأمة 2011م” كمشروع متكامل يرسم شكل العلاقة بين شعبي البلدين مستقبلا، وتحديد الآليات الكفيلة بالتدخلات السياسية والدبلوماسية والإنسانية والإعلامية لدعم سيناريو التعاون والقواسم المشتركة بين الشعبين..
قدمت أربع أوراق عمل رئيسية وفق عرضها في الورشة علي النحو التالي (ورقة مالات الأوضاع بجنوب السودان على ضوء الأزمة الراهنة والتي قدمها د. أحمد حسين أحمد ، ورقة قراءة في كتاب “ميزان المصير الوطني في السودان للإمام الصادق المهدي” قدمها أ. محمد الامين عبد النبي، ورقة التبادل الثقافي والاقتصادي والوشائج الاجتماعية بين شعبي السودان وجنوب السودان والتي قدمها أ. عبد الرسول النور إسماعيل، ورقة العلاقة بين السودان ودولة الجنوب من الابارتايد الي الوحدة الي الانفصال الي التوأمة والتي قدمها الإمام الصادق المهدي) وعلي الرغم من تعدد زوايا المقاربة حيث تناولت أي ورقة زاوية مختلفة عن الأخرى (سياسية، تاريخية، جيوسياسية، استراتيجية) الا أن ذلك التعدد لم يحول دون التوحد في الخلاصات والنتائج، وتم نقاش مستفيض وتداول مثمر حول الاوراق وقدمت مداخلات رصينة ومساهمات قيمة عكست أهمية عنوان الورشة والابعاد التي يروم النظر فيها. فقد شكلت سانحة لطرح العديد من الإشكالات المرتبطة بموضوعات الإغاثة الانسانية العاجلة، وأهمية الحل السياسي للأزمة، والنازحين، والادوار الدولية، والجهود الاقليمية، ومناطق التماس، وأوضاع الجنوبيين، ونظرة التمييز والتحيز، واستدعاء مرارات التاريخ وخطاب الكراهية، فقد أظهرت النقاشات اختلالات عميقة تستدعي الاستجابة الانسانية العاجلة والتدخلات الايجابية لتخفيف معاناة الجنوبيين.
تُعدٌ هذه الورشة المبادرة الاولي من نوعها منذ انفصال جنوب السودان في مطلع 2011م التي تناقش شكل العلاقة بين السودان وجنوب السودان، حيث مثلت الورشة مجالاً ملائماً لإدارة حوار جدي حول مجمل القضايا، حيث حرصت علي المزاوجة ما بين مقاربة السياسيين والاكاديميين من اجل إيجاد رؤية أعمق وأشمل لقضايا الجنوب.
وقفت الورشة علي حقيقة الاوضاع في جنوب السودان بعد اندلاع الاقتتال الاهلي في 2013م حسب التقارير الدولية والإحصائيات المتداولة والتي تشير الي أن المواطنين الجنوبيين الذين يحتاجون الي المساعدات الانسانية العاجلة خلال هذا العام 2017 يقدر عددهم ب(5,1) مليون نسمة، وقدر عدد النازحين داخل جنوب السودان المتأثرين بالعنف نحو (2,1) مليون نسمة، فضلاً علي وجود نقص حاد في المساعدات والتمويل، وقد أجبر القتال في الجنوب أكثر من (3,6) مليون نسمة الي الفرار والنزوح خارج الجنوب بينما يعاني (4,8) مليون نسمة من الجوع وانعدام الامن الغذائي، كل هذا في ظل انسداد الآفق أمام التسوية السياسية بين الفرقاء، وتدمير المنشآت والبنيات التحتية، وانهيار الاقتصاد، وانتشار الفوضى. هذا الوضع ينذر بعواقب وخيمة علي الدولة الوليدة وعلي المصير الوطني في السودان.
أوعز خطاب الحبيب الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي في افتتاح الورشة انشغال الحزب بهذه القضية الي الاسباب الذاتية والموضوعية التي تقف وراء خصوصية العلاقة بين السودان ودولة جنوب السودان واهمها (أنها ولدت من رحم السودان، ويوجد 40% من سكان السودان يعيشون قبائل رعوية شمالية وقبائل نيلية جنوبية حياة تمازج، السودان سوق لمنتجات الجنوب الاستوائية والجنوب سوق لمنتجات السودان الغذائية بحجم (2) مليار دولار، إنتاج الجنوب الاستراتيجي النفط يقع في شمال الجنوب ومنفذه للصادر نحو الشمال، جوار مائي في حوض النيل الابيض وأهم مشروعات زيادة المياه تقع في الجنوب، الحضارة الكوشية مصدر اعتزاز أفريقيا جنوب الصحراء تقع شمالا، السودان بوابتهم للعالم العربي وهم بوابة السودان لشرق وجنوب أفريقيا، رغم المشاعر الطاردة التي غذت الحركة الانفصالية قرر الجنوب أن يحتفظ باسم السودان، اللغة العربية وهي محمول ثقافي غير أثني صارت لغة التخاطب الشعبية في الجنوب الي جانب الانجليزية لغة تخاطب الصفوة، الوعي السياسي الشمالي في اتجاه اعتماد التنوع الثقافي للهوية الوطنية، تجربة الانفصال التي وجدت إجماعاً جنوبياً واعترافا شمالياً ودعماً دولياً فشلت تماماً، السودان بعد 28عام من التجربة الطاردة للأخر هناك تراجع نحو التنوع الثقافي ودفع استحقاقاته، دولة الجنوب بعد ست سنوات من الالتزام بأيديولوجية الحركة الشعبية المختلف عليها وصلت قمة الاخفاق في كل المجالات واتضح للكافة أن تقرير المصير والانفصال هبطا بالجنوب الي أسفل سافلين، ليس للسودان مصير الا فيما بعد المشروع الحضاري وليس لدولة الجنوب مصير الا فيما بعد أيديولوجية الحركة الشعبية، وهذه المراجعات من شأنها هندسة شكلاً يعترف بالعلاقة الخصوصية ويجسد لها شكلاً قانونياً). ومن هذا المنطلق كانت رؤية حزب الامة القومي العميقة الي أن يشكل السودان مرجعية لجنوب السودان من باب المسئولية للبحث عن حل ومخرج من أزمته الحالية، لذلك جاءت هذه الورشة ذات البعد الاستراتيجي والاطار القومي. مبدأ القومية هذا ركزت عليه الاستاذة سارة نقد الله الامينة العامة للحزب في كلمتها الافتتاحية التي أبانت فيها فكرة وأهداف الورشة.
جاءت الورشة ثّرة في مداخلاتها وتساؤلاتها التي شملت مختلف المجالات السياسية والقانونية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية وتّوصل المشاركون الي حزمة من التوصيات التي يمكن إجمالها في الاتي:
أولاً : المحور السياسي:
1. أكد المشاركون علي أن الاوضاع في جنوب السودان سيئة للغاية وأن المعطيات تشير الي دور سوداني وطني مطلوب، وتمثل رؤية حزب الامة القومي في مشروع معاهدة توأمة بين البلدين التي طرحت في 6/1/2011م مشروعا تكامليا يظل هو الاجدى والانفع للبلدين، بعد تطويره لاستيعاب المستجدات.
2. أجمع المشاركون علي أن التسوية السياسية الشاملة في السودان وفق خارطة الطريق يمكن ان تعمل على إرساء دعائم السلام والمصالحة ومعالجة بؤر الصراع فى كل من دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان، النيل الازرق) وذلك لإعادة أهلية السودان وقدرته الفعلية لكي يصبح مرجعية لحل مشكلة الجنوب ومركز للجهود الاقليمية والدولية، وكل المعطيات والميزة النسبية لحزب الامة القومي تمكنه من تقديم المشروع المستقبلي للتعاون بين البلدين.
3. شّدد المشاركون بأن خيار الحل السياسي المفضي للسلام في البلدين هو افضل الخيارات التي تمهد لآليات سياسية متنوعة وتعمل لاستدامة السلام على المدى البعيد وتحقق كل المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمواطني الدولتين والرهان هو خارطة الطريق في السودان، ودعم مجهودات الالية الافريقية رفيعة المستوي لتسوية النزاع في الجنوب.
4. أعرب المشاركون خلال المناقشات عن قلقهم لخطورة الأوضاع التي يمر بها الجنوب، في ظل انسداد الافق، وغياب رؤية سياسية، واندلاع حرب أهلية علي أساس عرقي، وضعف مكونات وأحزاب المجتمع الجنوبي، وتزايد أعداد النازحين والفـأرين من الحرب، هذه الاوضاع لها انعكاسات سياسية خطيرة ومدمرة على مستقبل دولة الجنوب والسودان، فالواجب الذي لا يقبل التأجيل تبني مبادرة لوقف الحرب وصنع السلام وإقرار تسوية سياسية وتوافق وطني، أول خطواتها ان تشكل بصورة قومية وفق برنامج محدد، ومن ثم الالتقاء بأطراف النزاع والشركاء الدوليين والاقليمين والمحليين.
5. أدان المشاركون التشدد في معاملة الجنوبيين كأجانب، خاصة الطلاب الذين يعانون في الحصول علي السكن وفرص التعليم الاساسي والثانوي والجامعي، وطّالب المشاركون بالتمييز الايجابي للطلاب الجنوبيين في السودان، وذلك بإعفائهم من الرسوم وتمكينهم من الالتحاق بالمدارس والجامعات، وأن يمنح الجنوبيين حقوقهم في التعليم وحرية الاقامة والتنقل والتملك وممارسة الانشطة الاقتصادية والاجتماعية، وعلي البلدين تطوير الاتفاقية الاطارية حول أوضاع مواطني كل دولة في الدولة الأخرى المبرمة في أديس ابابا 27 سبتمبر 2012م.
6. استنكر المشاركون شكل ومضمون قانون السجل المدني لسنة 2011م الذي صدر عقب انفصال الجنوب مباشرة، وبصورة هدفت الي إقصاء الجنوبيين وسحب الجنسية، في تجاوز للهدف العام الي أي سجل مدني من توفير الخدمات وحصر المواطنين، وتجاوز كذلك معايير الجنسية المعروفة في كل دول العالم القائمة علي الارض والمواطنة والميلاد، والتي تناقض نص الدستور الذي لم يلغي حق الجنسية، فالقانون اعتمد علي معيار عرقي وعنصري، كما استنكر المشاركون المعاملة القاسية للسودانيين في الجنوب، وأكد المناقشون علي أن الست سنوات الماضية كفيلة بمعالجة النظرة العنصرية لصالح القواسم المشتركة، وهذا لن يتأتى الا بتبني قوانين وسياسات وإجراءات مرنة تراع كل الاعتبارات مع الجنوب.
7. بّحث المشاركون القضايا العالقة التي تمثل محل النزاع بين السودان والجنوب خاصة تلك التي تتعلق بالحدود ومنطقة ابيي، والتي ترجع بالأساس الي عيوب اتفاقية السلام وإخفاقات التنفيذ، وأكد المشاركون أن لا مناص من توفر الارادة في تسوية سلمية لقضايا الحدود بعيداً عن التشاكس والعنف بحيث تبني علي السكان وليس المساحة الجغرافية وفق استفتاء شعبي، وأن يتم تنفيذ اتفاقية التعاون حول قضايا الحدود بين البلدين في أديس ابابا 27 سبتمبر 2012م والسعي لإبرام اتفاقيات تفصيلية من أجل تطبيق بنود الاتفاقية.
8. اعتبر المشاركون أن الازمة الحالية في الجنوب تمثل فرصة لإعادة تقييم العلاقة بين الشمال والجنوب وإزالة الترسبات التاريخية والمشاعر السالبة التي كرسها الخطاب السياسي العنصري، وذلك في سبيل تضميد الجراح، وفق حملات إعلامية وسياسية تستهدف المواطنين وتخاطب النخبة والصفوة، وأن هذه فرصة لمراجعة أخطاء الساسة وفشلهم في معالجة قضايا السودان في الهوية والتنمية المتوازنة والديمقراطية حتي لا تلحق أقاليم أخري بجنوب السودان.
9. طالب المشاركون القوي السياسية والقيادات القبلية والعسكرية الجنوبية بالاعتراف بأن شعار السودان الجديد بشكله التقليدي لم يحقق مقاصده، وأن المسار الثاني وهو دولة الجنوب المستقلة كذلك لم يحقق مقاصده بل صنع دولة فاشلة، مما يطلب الاتفاق علي عقد اجتماعي جديد تحت رعاية الامم المتحدة.
10. حّذر المشاركون من دعاة الحرب الذين يقررون نيابة عن الشعب الجنوبي، ومن أصحاب المصلحة خاصة في دول الجوار من نهب لموارد الجنوب. وغيرهم من المستفيدين من استمرار الاحتراب الاهلي في الجنوب.
11. أكد المشاركون علي أن جنوب السودان يمثل عمقاً استراتيجيا للأمن القومي السوداني، وأن العمليات العسكرية والحربية في الجنوب حتماً لها تداعياتها في السودان، وأن استمرار الحرب سينقل مسرح العمليات الي الاراضي السودانية لاعتبارات أمنية كثيرة، والسودان صاحب المصلحة الاولي في فض النزاع المسلح.
ثانياً : المحور الإنساني:
12. جّدد المشاركون تأكيدهم علي أن الازمة الجنوبية لا تحتمل المزايدات والتكسب السياسي، وأن الواجب الانساني والقيمي يحتم علي الجميع بذل كافة الجهود الشعبية لتقديم المساعدات الانسانية وبصورة عاجلة (الغذاء والكساء والدواء) الي الجنوبيين المقيمين في الجنوب و(الإيواء، الرعاية، والعمل) الي الجنوبيين الذين نزحوا شمالاّ الي السودان الي حين توفر ظروف العودة الي ديارهم.
13. دعا المشاركون كل القوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والادارة الاهلية، والمثقفين، والرموز الدينية، والشخصيات القومية، والمبادرات المجتمعية، إلى تحمل مسئوليتها التاريخية تجاه معاناة شعب الجنوب والارتقاء إلى مستوى المسئولية الانسانية، ونبه المشاركون الي كارثية الوضع، وضرورة استنفار كافة الجهود لمساعدة الجنوبيين، وأشاد المشاركون بالجهود التي بذلت من قبل عدة جهات لا سيما الهيئة الشعبية لإغاثة جنوب السودان، مع أهمية تنسيق الجهود ومضاعفتها لان الحوجة كبيرة.
14. طالب المشاركون الجهات الرسمية ومنظمات الاغاثة الدولية بالانخراط في الحملة الودية لإغاثة شعب الجنوب وذلك عبر شراء مليون طن من الذرة بسعر مجزٍ للمزارعين هذا الاجراء من شأنه يساهم في احتواء المجاعة في الجنوب وينقذ الموسم الزراعي القادم في السودان لأن هبوط أسعار الذرة حالياً يهدد الموسم القادم.
ثالثاً : المحور الاقتصادي:
15. أكد المشاركون علي أن قضية التنمية والاقتصاد ظلت عصية وهيمن اقتصاد تمكين الدولة على حساب الاقتصاد الريفي والمجتمعي، هذا المنهج احدث تشوهات كبيرة فى بنية الاقتصاد السوداني، لذلك تظل التنمية وتوطين تنفيذ جدول اعمال 2030 للتنمية المستدامة فى البلدين هي الاولوية في مشروع تكامل البلدين، وينبغي ان تؤسس وفق رؤية ومنهج شامل يعالج جذور الصراع من فوارق تنموية بين البلدين وداخل كل بلد والتهميش ويعيد التوازن البيئي والأحيائي فى حزام السافنا الذى يمثل صمام الامان للبلدين ويعزز نهضتهما اذا ما تحقق الاستقرار والسلام، وبناء رؤية واسعة لعملية الانعاش والتنمية فى البلدين بعيدا عن الافكار والمناهج المعطوبة القديمة وليس على شاكلة “صناديق دعم الوحدة وصناديق اعمار الجنوب” التي كانت تبديدا لموارد السودان ونقطة سوداء فى تعاملنا مع مؤسسات التمويل والمانحين.
16. وّصي المشاركون بضرورة تشجيع التبادل التجاري بين البلدين ” تجارة الحدود”، على أسس لا تضر بمصلحة البلدين، وتحقق أهداف عملية التنمية الاقتصادية، والاجتماعية المستدامة، بما يضمن توفير السلع التجاري المختلفة ويحقق الأمن الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين.
رابعاً: المحور الاقليمي والدولي:
17. أكد المشاركون علي ان الصراع في جنوب السودان صراع جيو استراتيجي لا ينفصل عن الصراع في القرن الافريقي والتدخل الاقليمي في الصومال والصراع الاثيوبي الإرتيري وسد النهضة، كما ان المكون الداخلي من مجتمع مدني وليد وأحزاب هشة وقبائل متشاكسة، تتطلب معالجة شاملة وفق تنسيق كل المبادرات الدولية والاقليمية.
18. أقر المشاركون بأن هناك تحولات جيوسياسية واقتصادية وتأثيرات على مستوى الدبلوماسية متعددة الاطراف في منطقة القرن الأفريقي وشرق افريقيا بدخول فاعلين ذو تأثير مثل الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، الا ان الدول الكبرى التقليدية لا زال تأثيرها كبيرا وفاعلا على المستوى السياسي والاقتصادي في المنطقة وهي حاليا التي تعمل مع منظومة الاتحاد الأفريقي والياته هذا التباين في الرؤى الجيواستراتيجية تساعد فى دعم اليات الاستقرار والتنمية في المنطقة وينبغي التعامل مع كل هذه الاطراف بدون ترجيح كفة على اخرى في سبيل إيجاد معالجة للأوضاع السياسية والانسانية والامنية بدولة الجنوب.
19. أشار المشاركون الي ضرورة عقد مؤتمر لجيران الجنوب للاتفاق علي دعم التوافق الجنوبي وفق عدم التدخل في شئونهم الداخلية ومساعدتهم لتحقيق قراراتهم القومية، إن التقاعس عن عدم التزام جيران الجنوب بدعم الوفاق القومي والاتفاق علي برنامج أمني محدد، سوف يودي حتماً الي زيادة في حدة الاحتراب الاهلي وزيادة في تدخلات دول الجوار مما ينذر باتساع الحرب الاهلية وفتح المجال لتدخلات خارجية تنذر باشتعال حرب إقليمية. كما دعا المشاركون لعقد مؤتمر أمني إقليمي لمناقشة الاوضاع الامنية وإبرام ميثاق تكامل أمني بين دول الجوار.
خامساً: المحور الثقافي والاجتماعي:
20. وّصي المشاركون بإنشاء مركز للدراسات والبحوث، مهامه التوثيق والرصد والمتابعة، والتنوير المعرفي، والتفكير الجمعي والمؤسسي حول قضايا الجنوب، وتوجيه الخطاب السياسي والإعلامي وإعلاء قيم التصالح والاحترام المتبادل وتجسير الهوة بما يحقق أهداف وتطلعات الشعبين في الحاضر والمستقبل.
21. نّبه المشاركون الي أهمية إعادة قراءة وكتابة التاريخ وتصحيح الاخطاء التاريخية المتمثلة في قراءة التاريخ الجنوبي بصورة أيديولوجية كرست للصراع الذي أدي للانفصال ومازال يؤثر في العلاقات بين السودان والجنوب، ودعا المشاركون الي دمج تاريخ الجنوب ومسارات السلام والنزاعات في المناهج التربوية والتعليمية.
22. دعا المشاركون الي ضرورة استنهاض الطاقات الإبداعية والموروث الثقافي وإحياء التراث الشعبي القائم علي التعايش السلمي والتسامح والتمازج والتصاهر كمدخل للتلاقح الثقافي بين الشعبين في مناطق التماس.
23. أمن المشاركون علي أهمية العودة الي الوشائج الاجتماعية التي ارساها الاباء والاجداد من أسس متينة للتعاون والتعايش وقبول الاخر وفق النظم والاعراف المتبعة والتي حافظت علي سلامة النسيج الاجتماعي لعقود طويلة.
24. وصي المشاركون بتوظيف البحث العلمي وآلياته وأدواته في الجامعات السودانية بغرض إعداد دراسات عليا حول قضايا الجنوب المختلفة، تشجيع الطلاب والطالبات بفتح فرص للبحث والدراسات الاكاديمية حول هذه القضايا.
25. دعم المشاركون فكرة تنظيم زيارات وملتقيات مع القادة والمواطنين الجنوبيين المتواجدين في الخرطوم والمناطق الحدودية وذلك بهدف الي التبشير والتنوير برؤية التوأمة، وبحث القواسم المشتركة ومستقبل الشعبين.
سادساً: المحور الاعلامي:
26. دعا المشاركون الي تبني رسالة إعلامية هادفة لكسب العقول والقلوب، داعمة حركة التنوير بمعاهدة التوأمة وإعادة صياغة العلاقات بين السودان وجنوب السودان بما يضمن العيش المشترك والاستقرار والامن في البلدين.
27. حّذر المشاركون أجهزة الاعلام المختلفة من مغبة خطاب الفتنة والكراهية والعنصرية، ودعوتها الي المساهمة في توطيد أواصر الاخاء والتسامح، وبناء إعلام مجتمعي يواكب المتغيرات ويراعِ مصلحة الشعبين في الاستقرار والسلام ويحفظ علي أخلاق السمتة السودانية
28. وّصي المشاركون بنشر وقائع هذه الورشة في كتاب توثيقي يتضمن الكلمات التي ألقيت في جلسة الافتتاح والاوراق المقدمة والمداخلات التي قدمها المشاركون والبيان الختامي، هذا مع ضرورة ترجمته الي اللغة الانجليزية، ونشره في المكتبات الجنوبية.
10 أبريل 2017 – دار الامة – أم درمان