حاورته عبير المجمر
رفضت أن أخذ جواز السفر الدبلوماسي في عهد النظام السابق عندما عرض على لأنه أصبح وثيقة اتهام عندما أعطى لكثير من الشخصيات التي كانت تعمل في الغلو و العنف.
قلتها سابقاً و أقولها الآن الديمقراطية عائدة و راجحه.
الديمقراطية هي النظام الذي يليق بكرامة الإنسان و بمزاج السودان و منظومة حقوق الإنسان الدولية، و ككل شئ عظيم في الحياة تحتاج لنضال و مجهود، و في الغرب استغرقت سنوات طويلة لكي تنضج و تستقر و لكنها الأمثل لكرامة الإنسان.
حكومة العهد الجديد سوف تواجه مشكلة المحكمة الجنائية التي بناءاً عليها يكون التطبيع الدولي و يأتي تبعا له رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و كذلك إعفاء الديون الخارجية.
في عهد البشير السودان وقع عليه 22 قرار صادر من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، و هذه القرارات تتطلب تسوية ،و ما لم يحدث ذلك لن يحدث تطبيع مع الأسرة الدولية.
السودان صادق على المحكمة الجنائية و لكن لم يوقع عليها، يجب أن يحصل ذلك، و بعدها يُستشار أهل الدم، و هناك خيارات أما أن يحاسب و يحاكم الجناة في المحاكم الداخلية او أن يسلموا ا للمحكمة الجنائيه و هذا في رأيي ما سوف يحدث.
هناك برنامج مختص برفع الديون عن الدول الفقيرة و بموجبه يستحق السودان ان يعفي عن ديونه، و لكن حتى يحدث كل هذا لآبد من التطبيع مع الأسرة الدولية.
الثورة لا تكتمل حلقاتها بالحكومة الحالية، هي المرحلة الثانية اما المرحلة الثالثة المكملة هي انتخابات عادلة حرة و هذا ما سوف نقوم به لأنه جزء من الإلتزام و جزء من أهداف الثورة.
في الإنتخابات القادمة حزب الأمة سيدفع بمرشحه بموجب قرار المؤتمر العام أما انا
عندي مهام أخرى سبق أن ذكرتها و سوف اتفرغ لها.
حزب الأمة القومي عندما تأتي الإنتخابات حينها سوف يطرح موقفه و هو لديه مميزات كافيه كي يتقدم الإنتخابات القادمة و يستقطب أغلبية الشعب السوداني .
حزب الأمة هو الحزب الوحيد من أحزاب الإستقالال أستمر متماسك حتى الآن بمؤسساته و جماهيره، لم يتأكل، و لم يتلوث بالمشاركة مع نظام الإنقاذ، و طور العلاقات بين المركز و قوى الهامش بصورة اساسية.
حزب الأمة هو الوحيد الذي لديه انشطة خارج الحدود القطرية ويأخذ في الاعتبار الديمقراطية الإجتماعية و الإقتصادية و يعمل على التجديد بصورة واضحة.
حزب الأمة القومي هو الحزب الوحيد الذي استطاع أن ينفتح نحو القوى الإجتماعية الجديدة من مرأة و شباب و عمل على مشاركتها.
أقول و أكرر لا أريد رئاسة أي حكومة و لا أريد أن يكون لي أي دور تنفيذي أو حزبي بل أعمل على تطوير مؤسسات الحزب و هيئة شؤون الأنصار كهيئة للدعوة.
اعمل على الفصل بين التنظيم الدعوى و السياسي بإعتبار أن الفصل بينهما ضروري في رأيي.
نظام الديكتاتورية الثالثة أدخلني السجن في زنزانة الاعدام، و غرف الأشباح، و هدودني بالتعذيب على الطريقة الإيرانية، و بمحاكمة ميدانية، و حاولوا ارغامي على تسجيل فيديو اقول فيه “الديمقراطية فشلت” لكن قاومت و لم أفعل بل كتبت وانا في السجن” الديمقراطية عائدة و راجحه” .
نظام الديكتاتورية الثالثة و أجهزته الأمنية أعتقدوا أنهم أن تمكنوا من ارغامي على تسجيل فيديو عن فشل الديمقراطية سوف يشرعنوا انقلابهم.
قلت لكومندان سجن كوبر كيف و انت ترتدي الزي الرسمي تأتي لتقول لي هذا الكلام الإرهابي؟؟؟ اذهب لوزير خارجيتك و قل له لا لن اسجل بأن الديمقراطية فشلت.
الديمقراطية في عهدنا لم تفشل لكن اجهضت، و نجحت في التنمية و في السلام و كنا على وشك ابرام إتفاقية سلام في 18/09/1989.
نعمل على أن يكون السودان قدوة لبلاد أخرى تعاني من الإستبداد و القهر و الظلم و ليس أن يتدخل في شؤون البلاد الأخري”اليمن” بل أن يقدم السودان القدوة الحسنة و الطيبة للأخرين.
الجزء الرابع
في منظمة لا للإرهاب و خلال تواجدنا في المنتدى العالمي للوسطية لاحظنا أن لا السيد الإمام، و لا مرافقه المسؤول عن السكرتاريه، و لا حتى إبنه المرافق له بصفة حرس حماية لا يحمل أياً منكم جواز سفر دبلوماسي، و لكن سيادتكم على وجه التحديد و انت رئيس وزراء السودان الشرعي المنتخب كيف يكون ذلك؟
رد قائلًا : النظام السابق كان قد قرر أن يعطي كل من كان رئيس وزراء أو عضو في المجلس السيادي “جواز سفر دبلوماسي”، و كانوا قد عرضوا على ذلك، و لكن أنا رفضت هذا الجواز.
قلت له مقاطعة لكن ما هي أسباب رفضكم ؟
رد قائلًا :السبب الرئيسي في رفضي هو أن النظام السابق أعطى كثيراً من الشخصيات التي كانت تعمل في الغلو و العنف جوازات دبلوماسية، مما جعل الجواز الدبلوماسي السوداني وثيقة اتهام، و لذلك رفضت أن أخذ جواز سفر دبلوماسي في عهد النظام السابق.
حسناً السيد الإمام في عهدكم الديمقراطي لم تكبت الحريات،و لم تصادر صحيفة قط، و لم تعتقل صحفيا على الإطلاق، و لم تتعرض أجهزتكم الإعلامية و لا امنكم الوزاري لأي صحفي يؤدي عمله، فأنت شخص تؤمن بالحريات و نتذكر كذلك إستضافتكم لمؤتمر حقوق الإنسان الذي كان من المفترض أن يقام في القاهرة أنذاك و لكن الرئيس المصري حسني مبارك حال دون ذلك فكنت انت القبلة و الملجأ و إقمته في الخرطوم ، لكن الآن و في ظل ما يحدث الا تخاف على الديمقراطية و أنت ديمقراطي حتى النخاع ؟
في عام 1989 عندما قام نظام الديكتاتورية الثالثة في السودان أنا كتبت كتاب بعنوان “الديمقراطية في السودان عائدة و راجحه” ،و قد طبع هذا الكتاب و نشر في 1990، و كان سببا في سجني، و إدخالي بيت الأشباح، و هناك وضعوا لي أجهزة فيديو لأقول و أسجل أن(الديمقراطية فشلت) ،و قد أعتقدوا أن ذلك يمكن أن يعطي الإنقلاب شرعية، لكن أنا قلت لهم لا لن أسجل، فكان ردهم أن لم أسجل كلام فشل الديمقراطية سوف أحاكم محاكمة ميدانية، فكان ردي :الديمقراطية لم تفشل لكن اجهضت، و ضربت لهم مثلاً أن الديمقراطية كانت ناجحة في التنمية و في السلام لأننا كنا على وشك ابرام إتفاقية سلام في 18/09/1989 ،و لذلك قلت لهم أن الديمقراطية راجحه، و نظامهم هو الذي سوف يفشل و الديمقراطية عائدة، و عندها احتاروا ماذا يفعلوا معي و أعادوني لسجن كوبر و بدل أن يذهبوا بي للسجون العادية مع بقية السجناء زجوا بي في زنزانة الإعدام، ثم أرسل لي وزير الداخلية كومندان السجن ليقول لي :أننا تعلمنا وسائل تعذيب في إيران و أن لم تستجيب للطلب سوف نطبق عليك ذلك، و انا في ردي قلت له :أنت الآن و أنت ترتدي زي رسمي كيف لك أن تقول هذا الكلام الإرهابي؟؟؟ أذهب لوزير الخارجية و قول له ردي هو لا، و في نهاية الأمر احتاروا ماذا يفعلوا معي فأعادوني للسجن العادي و هناك كتبت هذا الكتاب في عام 1990.
و أنا في رأيي أن الديمقراطية هي النظام الذي يليق بكرامة الإنسان و بمزاج السودان ،و الديمقراطية هي ككل شئ عظيم في الحياة تحتاج لنضال و مجهود، و عندما ننظر للديمقراطية في الغرب استغرقت سنوات طويلة لكي تنضج و تستقر، و لذلك مهما واجهت الديمقراطية من مشاكل و عقبات تبقي هي النظام الذي يناسب كرامة الإنسان و منظومة حقوق الإنسان الدولية و تناسب المزاج السوداني، و كذلك مهما واجهت من مشاكل هي عائدة و راجحه
حسناً السيد زعيم الأنصار تحدثتم كذلك في معرض حديثكم عن العلاقات الدولية و أهمية التطبيع و في جانب آخر تحدثتم عن العوائق،كيف يكون ذلك في ظل إنعدام شفافية الوضع الحالي و انت ترى و تشاهد سخط و غضب السودانيين من المحاكمات الشكلية الفاقدة للمصداقية و مطالب العالم الدولي هي مطالب الشعب السوداني فماذا أنتم فاعلون في هذا الصدد ؟
حسناً في النهاية سوف يطبق قانون “من أين لك هذا”، على كل الذين سطوا على المال العام، و هذا القانون سوف يصدر أن شاء الله، كذلك قانون “العدالة الإنتقالية” الذي سوف يواجه كل المخالفات و التعديات على حقوق الإنسان، و كذلك هناك طبعا موضوع المحكمة الجنائيه الدولية ،فالسودان وقع لكنه لم يصادق، و ينبغي المصادقة على الإنضمام للمحكمة الجنائيه الدولية حسب نظام روما، و هناك خيارات : 1 أم أن يحاسب و يحاكم الجناة في المحاكم الداخلية اذا كانت نزيهة، 2او أن يسلم المتهمون للمحكمة الجنائيه و هذا في رأيي ما سوف يحدث ،و انا أرى أن ينضم السودان للمحكمة الجنائيه الدولية، و أن يُستشار أهل الدم بإعتبار إن الاستشارة من حقهم.
حسناً و ماذا عن إعفاء الديون، و رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ؟ كل هذه الأشياء تتوقف على موضوع التطبيع مع الأسرة الدولية، السودان في عهد البشير وقع عليه 22 قرار صادر من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، و هذا يتطلب تسوية لهذه القرارات ،و ما لم يحدث ذلك لن يحدث تطبيع مع الأسرة الدولية.
و نحن نعتقد أن السودان في عهده الجديد سوف يواجه هذا الأمر و بعد حل هذه الأمور سوف يأتي التطبيع و سيأتي تبعا له رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و كذلك إعفاء الديون الخارجية، و هناك برنامج مختص برفع الديون عن الدول الفقيرة و بموجبه يستحق السودان ان يعفي عن ديونه، و لكن حتى يحدث كل هذا لآبد من التطبيع مع الأسرة الدولية.
السيد رئيس حزب الأمة القومي كان لكم نشاط قوى جدا، و شهدنا العديد من الزيارات مع القوي الدولية الخارجية و كذلك الداخلية السودانية بشق طرفيها السياسي و العسكري و لكن بعد أن شكل المجلس السيادي و كذلك مجلس الوزراء و كأنما انفض السامر و نأيت بنفسك جنبا؟
لا طبعاً المشهد السياسي السوداني لا يمكن الإبتعاد عنه، في هذه المرحلة ادعم الموقف الموجود في السودان حالياً بهدف أن ينجح هذا الأمر أن شاء الله و سوف ندعمه بكل قوة، لكن سوف نكون مستعدين أيضا للخطة باء لكي تكتمل حلقات الثورة و هي ثلاثة :
1_الحلقة الأولى المجلس العسكري الذي استولى على السلطة و استطاع أن يدير البلاد في الفترة الأولى.
2_الحلقة الثانية هي حلقة الحكومة الإنتقالية الحالية التي هي شراكة مدنية عسكرية، و مدعومة بالَوثيقة الدستورية و نحن ندعمها بقوى من أجل أن تنجح.
3_التحول الديمقراطي الكامل بعد تحقيق السلام عبر انتخابات عادلة حرة.
و نحن اجتهدنا في دعم المرحلة الأولى و الآن ندعم المرحلة الثانية، و نستعد للمرحلة الثالثة حتى تكتمل حلقات الثورة السودانية الثلاث، بل ننتظر من هذه التجربة أن يصبح السودان قدوة لبلاد أخرى تعاني من الإستبداد و القهر و الظلم و ليس أن يتدخل السودان في شؤون البلاد الأخري بل أن يقدم السودان القدوة الحسنة و الطيبة للأخرين.
حسنا السيد الصادق المهدي في فترة ما قبل و بعد الثورة و عند إحتدام الموقف شاهدنا كثرة الزيارات لداركم العامرة من مختلف الجهات قوى دولية و قوى سياسية سودانية مدنية و عسكرية حتى سمي ذلك بموسم الهجرة للإمام ،لكن فجأة لوحظ حالة من الغياب او الهروب ام انه كما يقال :(صلى صلاة لأمر كان يقصده فلم قضى الأمر فلا صلى و لا صام)؟
لا طبعاً، هذا انطباع غير صحيح، مهمتنا كانت و ما زالت موجودة و مستمرة، و كل الزيارات التي تحدثتي عنها كانت بهدف التحضير للمرحلة الثانية التي دعمناها،و سنعمل على إنجاح المرحلة الثالثة انتخابات حره عادلة لتكتمل حلقات الثورة لأن الثورة لا تكتمل حلقاتها بالحكومة الحالية، هي المرحلة الثانية اما المرحلة الثالثة هي المكملة و هذا ما سوف نقوم به أن شاء الله.
و لكن في ظل هذه الظروف هل تعتقدون أن هناك مستقبل لإنتخابات حره نزيهة في السودان ،و أن حدث ذلك ما هو حظ حزب الأمة القومي في الريادة و رئاسة السودان مرة أخرى ؟
أولا حتما في رأيي سوف تكون هناك انتخابات حره نزيهه و عادلة لأن هذا جزء من الإلتزام و جزء من أهدافها الثورة، أم حظ حزب الأمة فأنا لا أقدر أن أقول اكثر من الآتي :
1_حزب الأمة هو الحزب الوحيد من أحزاب الإستقالال أستمر متماسك حتى الآن بمؤسساته و جماهيره.
2_حزب الأمة مقارنة بالاحزاب الأخري التي شهدت الاستقلال و أصابتها درجة عالية من التأكل هو مازال مستمر و متماسك.
3_حزب الأمة هو الحزب الوحيد الذي لم يلوث يده بالمشاركة في نظام الإنقاذ.
4_حزب الأمة إستمر مع قواعده التاريخية يعمل بصورة اساسية لتجديد و مراعاة مشاركة القوى الإجتماعية الجديدة من مرأة و شباب إلخ، هو الحزب الوحيد الذي استطاع أن ينفتح نحو القوى الإجتماعية الجديدة.
5_حزب الأمة هو الحزب الوحيد الذي يتحدث عن أن الديمقراطية السياسية وحدها لا تكفى لآبد من الأخذ في الاعتبار الديمقراطية الإجتماعية و الإقتصادية.
6_هو الحزب الوحيد الذي لديه أنشطة خارج الحدود القطرية عربيا و إفريقيا و إسلاميا و دولياً.
جميع ما ذكرت هي مميزات سوف تطرح بوضوح للشعب السوداني كي يختار ، 6_كذلك هو الحزب الوحيد الذي أهتم بتطوير العلاقات بين المركز و قوى الهامش بصورة أساسية.
و في رأيي هذه الميزات كافيه كي يتقدم حزب الأمة و يستقطب أغلبية الشعب السوداني.
و لكن ما أستطيع أن أقوله الآن نعم سوف تكون هناك انتخابات حره و سوف نطرح موقف حزب الأمه بهذه الميزات و غيرها و عسى أن يستجيب لها الشعب السوداني.
السيد الإمام بالرغم مما تعرضتم له من حملات هجومية، و محاولات إغتيال الشخصية ،و تحريف كلامكم و معناه، و إخراجه من نصه، و تشويه مواقفكم التي تبناها البعض فيما بعد، و كذلك توجيه عصا الإتهام لكم افترءا و كذبا و يقال دائما” القمة مستهدفة” ، لكن إذا تم ترشيحكم عبر الشعب و بإرادة الشعب لفترة رئاسية أخرى هل تقبلون؟
كما تعرفين أنا رأيي واضح لا أريد أن يكون لي دور تنفيذي أو حزبي في المرحلة القادمة.
قولت له مقاطعة : لكن إذا كانت تلك إرادة الشعب و عبر الشعب فماذا انت فاعل؟
رد قائلًا : أنا أقول و أكرر لا أريد أن يكون لي دور تنفيذي لا في الحكومة و لا في حزب الأمة .
أنا أعمل على الآتي :
1_تطوير مؤسسات حزب الأمة كحزب له مؤسسات ديمقراطية.
2_تطوير مؤسسات هيئة شؤون الأنصار كهيئة للدعوة.
3_و الفصل بين التنظيم الدعوى و السياسي بإعتبار أن الفصل بينهما ضروري في رأيي.
و فى رأيي عندما تأتي الإنتخابات سوف نقدم مرشح لهذه الإنتخابات من حزب الأمة بموجب قرار المؤتمر العام للحزب.
أما أنا لن أدخل أن شاء الله لا في عمل تنفيذي و لا حزبي في المرحلة القادمة عندي مهام أخرى سبق أن ذكرتها و سوف اتفرغ لها.
عبير المجمر (سويكت)