خيــــــــارات الخــــــــروج مـــن النـــفق المـــــــظلم
د. إبـــــــراهيم الامـيـــــن
مقدمة:
الدولة القومية إرتبط قيامها بالتطورات التي حدثت في أروبا… حروب طاحنة وتجارب مريرة، أدت في النهاية الي قيام أنظمة مستقرة ومعبرة عن شعوبها التي بلغت نتيجة لهذه التجارب درجة من النضج مكنتها من إختيار حكوماتها بإرادتها الحرة ومن مراقبتها مؤسسياً ومحاسبتها إنتخابياً، بهذا الفهم توصف الدولة القومية بأنها دولة مدنية ديمقراطية تتمايز مفاهيمياً ودلالياً ومؤسسياً عن أشخاص حكامها وملوكها بل وحكوماتها، ومن ثم ادى هذا التطور الي الإحتكام الي الإرادة العامة وهي أساس الشرعية السياسية والرشادة العقلانية، حكم المؤسسات والتوازن بين السلطات وهي المكونات الاساسية للدولة الحديثة.
أما في دول العالم الثالث والسودان واحد منها… إهتمت النخب الحاكمة ببناء الدولة ومؤسساتها القمعية وأهملت بناء الامة. في هذه الدول إرتكزت السلطة علي تقاليد لا تأبه بالمؤسسية والتقاليد الدستورية والقانونية والعقلانية السياسية والإنجاز… في هذه الدول إختلطت الاوراق وتداخلت الصلاحيات وإرتبط القانون بمشيئة الحاكم الذي بأتت إرادته تمثل القانون.. ومن هنا جاءت فكرة التمرد والحروب والإنقلابات العسكرية لحسم الصراعات السياسية والوصول للسلطة بقوة السلاح لا عبر صندوق الانتخابات.
*دور الثقافة الرعوية:-
نحن في مجتمع تسود فيه ثقافة رعوية تقليدية .. أعطت للحاكم المستبد فرصة أن يضع الحاكم نفسه في موقع الراعي والمحكومين في موقع الرعية، لهذا يرفض الحاكم إقامة أي تعددية حقيقية وبالكاد يسمح بتعددية مقيدة واحزاب يمكن التحكم في مسارها وفي قراراتها وفقاً للدور المرسوم لها.. غياب الحريات والحرمان من الحقوق. أسهم في ن تتحول الثقافة الرعوية التقليدية الي ثقافة خضوع تتوافق مع البيئة السياسية السلطوية بدلا من أن تتطور الثقافة الرعوية الي ثقافة مشاركة تتوافق مع بنية سياسية ديمقراطية.. لغياب الديمقراطية، ربما تفسر هذا الخطورة الازمة السودانية وتعقيداتها.. فهي أزمة مركبة .. أزمة سلطة وأزمة نخبة وأزمة أحزاب سياسية وأزمة مجتمع. وفي ظل الإنقاذ وصلت الي اللحم الحي وكسر العظم في بلد مهدد لا في حدوده بل في وجوده. ومن هنا جاء العنوان (خيارات الخروج من النفق المظلم).
*الخيار الاول:-
الخيار العسكري: اللجوء للبندقية كخيار وحيد لحسم الصراع السياسي في كل دول العالم وفي السودان فقد جاذبيته وجدواه.
*الخيار الثاني:-
دخول المعارضين في مساومات وتسويات مع النظام.. وفي هذا مزيد من المعاناة للمواطن والتهديد المباشر لأمننا القومي.. والدليل أن كل الاتفاقيات السابقة لم تنفذ!! ما يريده النظام من المعارضين اللحاق بقطار الإنقاذ والالتزام ببرامجها وسياساتها دون تغيير في المسار المخطط له .. تمومة جرتق اوصحبة راكب!!.
*الخيار الثالث:-
إستمرار النظام بشكله الحالي وهذا يعني مزيد من الكوارث والأزمات والسبب الأساسي في أزمة الحكم في كثير من دول العالم هو إستمرار الحاكم ولفترات طويلة في السلطة .. في ظل نظام عاجز عن القيام بالتعبير عن التوازن الفعلي للمصالح الاجتماعية المتعددة التي تتجلي في إنسداد الآفق والاحتقان السياسي.
*أزمة الدولة السودانية في عهد الإنقاذ:
1. دولة رخوة تعاني من إنفصال جوهري في أدائها لوظائفها وذلك لإنفصالها عن المجتمع ولغياب الاطر السياسية التي تملك حوامل إجتماعية تمكنها من القيام بدورها.
2. البلاد اليوم في حالة شلل تام أهم ملامحه:
أ. إنهيار مؤسسات الدولة وفقدانها للقدرة علي القيام بواجباتها تجاه مواطنينها.
ب. طغيان الدولة وتعاظم أجهزتها القمعية.
ت. غلبة الهاجس الأمني وهو الدافع لتوجيه كل موارد الدولة لمحاربة المعارضة.
ث. إختزال مؤسسات الدولة في شخص واحد.
ج. ضعف الادراك بالمخاطر المحيطة بالبلاد.
ح. تفكيك روابط المواطنة بين الدولة والمجتمع.
خ. تسيس النزاعات القبلية ادي الي إستشراء القبلية والتحيز العرقي والتناصر الجهوي.
د. الرؤية الضبابية لقضايا أساسية منها قضية الهوية، المواطنة، علاقات السودان الخارجية.
ذ. ضعف الإهتمام بقضايا المواطن الحياتية.
ر. غياب الحريات وإنتهاك الحقوق.
ز. مؤسسات الحزب المندمج في مؤسسات الدولة والمعتمد علي مواردها، وفق كشف التنقلات تضخمت علي حساب المجتمع الذي أصبح مختزلاً وضعيفاً.
س. إهدار موارد الدولة.
ش. التشابك والتداخل بين شبكات الفساد وأصحاب النفوذ أفرز إمبراطورية مالية مهمتها الدعم المطلق للسلطة ومن ان تندمج السلطة السياسية في شخص واحد إستعداداً للإنتخابات القادمة، علما بأن الفساد السياسي أهم أهدافه شراء الولاء السياسي. *شهادة دكتور غازي صلاح الدين:-
في المؤتمر الصحفي الاول لحركة الإصلاح الان في 3 ديسمبر 2013 تحدث د. غازي عن التهديدات التي تواجه السودان وهي في نظره تفكيك النسيج الاجتماعي وضمور خصائصه جراء الصراع علي السلطة بإستخدام القبلية والجهوية أداة للتمكين السياسي، وبرر غازي خروجه من المؤتمر الوطني وتكوين حزب جديد ضعف الدولة وعدم إلتزامها بحقوق المواطنين وحرمانهم منها وتحدث أيضاً عن إختلال النظام إجتماعياً وسياسياً وإقتصادياً مما جعل الفساد المالي والاداري مسلكا ممنهجا.
ص. الدولة والحزب والمتحالفين معه وأصحاب المصالح .. هؤلاء يتحركون نحو هدف واحد .. هو ترشيح الرئيس البشير لإنتخابات 2020م.
*الخيار الرابع:-
الإعتماد علي الخارج:-
– العلاقات بين الدول تحكمها المصالح
– تدويل الازمة السودانية دليل ضعف وليس دليل قوة للنظام وللمعارضة، في المنطقة والعالم ما يؤكد ان نتائج التدويل كانت كارثية في عدد من دول العالم.
– النظام معزول ومحاصر إقليميا ومحاط بدول مأزومة وطامعة في أراضيه وموارده.. وزاد من تعقيد ازماته دخوله طرفا في صراعات ومعارك إقليمية .. أفقدت الدولة السودانية هيبتها وحيادها ومصالح مواطنينها بالمواقف المتغيرة والمناورة بل والمغامرة بمصالح البلاد.
– دولياً.. النظام متهم بدعم ورعاية الارهاب .. الغريب في الامر أن هنالك أصوات تتحدث أن النظام بشكله الحالي يمكن أمريكا من أن تفرض ما تريد وتمريره بالضغط علي النظام الحاكم في السودان.
الخيار الخامس:–
اللجوء الي الجماهير .. نحن في عصر الرجوع الي الجماهير .. الإنتفاضة الشعبية. يتطلب هذا تجاوز مرحلة اليأس واستعادة الثقة في النفس وفي البلد وفي المستقبل إضافة الي توحيد قوى التغيير. فالقضية وصلت الي درجة من التعقيد لم تصلح معها المعالجات الجزئية مثل تغيير الوجوه وإستبدالها بأخرين حتي إشعار آخر دون المساس بجوهر القضية.. المطلوب تغيير جذري علي مستوي الدولة والمجتمع .. يبدأ بأن نعترف بقصورنا الذاتي وتغيير الذهنية التي يتم التعامل بها مع القضايا العامة والتوافق علي رؤية إستشرافية تخرجنا من إطار العشوائية والسلوك الارتجالي.. بالانتقال الي مرحلة جديدة أهم ما يميزها:
1. إرادة حقيقية بنفس تشاركــي.
2. إطلاق منظومة الحقوق والحريات العامة.
3. توحيد الجبهة الداخلية.
4. القوات المسلحة مؤسسة قومية تجد التقدير والاحترام من الشعب السوداني لدورها في حماية التراب السوداني وإنحيازها للجماهير لذلك يجب التوافق علي دور لها مع الرفض المطلق لتسيسها.
5. التنمية الانسانية تعني تنمية قدرات الإنسان العقلية والابداعية والمهاراتية وتوسيع فرص الاختيار أمامه لتحقيق ذاته وتمكينه من الإختيار السليم.
6. تبدأ عملية التغيير بفترة إنتقالية مختلفة عن سابقاتها .. يتم هذا بالتوافق علي سيادة حكم القانون، الشفافية، المشاركة الشعبية، فالية الانجاز، وكفاءة الادارة، المساءلة والمحاسبة وفق رؤية إستراتيجية يتم التوافق عليها والالتزام بها، فترة إنتقالية تجدد فيها الحياة السياسية وفق معادلة مقبولة جماهيرياً .. معادلة قادرة علي تصحيح المسار وتوفير البيئة المناسبة – التي تحل فيها الحرية محل الإستبداد، والعدالة محل الظلم، والامن محل الخوف، والاستقرار محل الفوضى وإنعدام الامن – بهذا الفهم يمكننا أن ننتقل من ثقافة التسلط والقهر الي ثقافة جديدة تتيح للمواطن والاعلام التعبير بحرية دون تدخل أو قوانين مقيدة للحريات.
7. إعادة تعريف السياسة بهدف تجاوز السياسة بمفهومها التقليدي الذي يعني الصراع علي السلطة والانتقال من العفوية الي العمل المدروس عبر سلسلة من الإصلاحات علي مستوي الدولة والمجتمع.
8. التحولات التي حدثت في بلادنا والمنطقة شكلت بنية سياسية وقيم جديدة تدعو الي إعادة دراسة وتقييم مصادر التهديد لأمننا القومي من منطلق أن للسودان الوطن الاولوية المطلقة.
9. الإهتمام بالتعليم والتعلم والإستثمار في البشر لتنمية راس المال البشري وراس المال الصحي والاجتماعي والفكري، الذي يعترف بالاهمية الحاسمة للفكر والإبداع في إدارة المشروعات وفي تطوير المجتمعات.
10. إن تجدد النخبة ذاتها وأن تهتم بصياغة أسئلة جديدة والبحث عن أجوبة لها.
11. الإهتمام بالشباب .. بصياغة منظومة لادماجهم والتوصل الي رؤية مفادها أنهم أساس التنمية الإنسانية وبناء مجتمع المعرفة وبناء القدرات وإصلاح البيئات التمكينية.
12. الإنتباه للثورة المعرفية التي يعيشها العالم اليوم والتفاعل معها.
نجاح مشروع التغيير .. يعني الإستقرار السياسي والمجتمعي .. قالسودان هو الأكثر تأهيلاً ليلعب دور إقليمي علي المستوي العربي والافريقي .. عندها يمكن أن نردد ما جاء علي لسان ناظم حكمت:
*أصبح في إمكاني أن اتأمل
عالمنا بطمانينة نفسٍ
*لم يعد يفاجئني جبن صديق
يغرس خنجره في ظهري وهو يصافحني.
*ولم يعد إستفزاز الأعداء يمزقني.
*دور حزب الامة القومي في مرحلتي التغيير وما بعد التغيير:–
سؤال: كيف نعيد للوطن جاذبيته وجدواه؟؟؟ وإعادة الروح والوجدان للمواطن؟؟؟.
حزب الأمة القومي … بتاريخه وتضحياته ومواقفه الواضحة والقوية، ومقاومته للإستعمار والأنظمة الشمولية السلطوية .. هو الأكثر تأهيلاً من غيره للقيام بالدور الأساسي في التغيير وفي الديمقراطية الرابعة إن شاء الله.
*شهادة الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد:-
وهو .. مفكر سوداني له إسهامات مقدرة في القضايا الإسلامية والعربية والسودانية وقضايا القرن الافريقي
.. كتب عن الثورة المهدية شهادة علي درجة عالية من الأهمية والمصداقية جاء فيها … المهدية أول حركة وطنية خاطبت كل الشعب السوداني واول عمل إشتركوا فيه قيادة وجماهير لأول مرة في تاريخ السودان، إشتركت فيه العناصر العربية والمستعربة والنيلية والحامية بحماس في حركة جامعة لكل أهل السودان .. خاطبت الثورة آمال وتطلعات الشعب السوداني الذي تجاوب معها وإلتف حول القيادات الجديدة التي أفرزتها كل القبائل السودانية دون تمييز . كان أمراء المهدية من أقاليم السودان المختلفة، وكان الحماس لها في أعلي درجاته لدي المسلاتي والرزيقي والتعايشي والدنقلاوي والجعلي والبرناوي والفوراوي والبيجاوي ومن قبائل الوسط، رفاعة وكنانة ودغيم.. المهدية تجاوزت القبلية والطريقة الا أنها لم تلغ القبائل والطرق الصوفية لان تلك النظم جزء من واقع لا يمكن الغاءه بالتعليمات … ولكنها رشدت ذلك الواقع في كيان واسع .. لذلك يحق لنا أن نقول أنها أول مصنع للوجدان السوداني بكيانه المعروف .. وخلص الكاتب الي أن المهدية ثورة لكل أهل السودان لا لعائلة ولا قبيلة أو إقليم وهي الدعوة الجامعة والموسسة لوحدتهم الناسجة علي الصعيد الشعبي والوجداني لأنشطارهم..
*المهدية ثورة تجاوزت السودان ففي غرب أفريقيا إتسعت دائرة إنتشارها بين أتباع الشيخ عثمان دانفوديو في غرب أفريقيا .. ووصلت عند المتشوقة الي هجرة الشيخ حياتو شرقاً لنصرة الإمام المهدي وخليفته هجرة كلفته حياته.. وإهتم المهدي أيضاً بمحيطه الحيوي حيث تمكن من الحصول علي السلاح من بربره في الصومال وترتب علي اختياره للسنوسي خليفة له ردود فعل قوية في أروبا خاصة من فرنسا التي إحتلت الجزائر عام 1830 وإنجلترا .. ويؤكد موقف أروبا العدائي الهجوم علي الدولة المهدية من كل الجهات.. فرنسا من الشرق ومن الجنوب الكنغو الفرنسي والغرب وإنجلترا للإنتقام لمقتل غردون من الشمال إضافة الي بلجيكا وإيطاليا.
*عبقرية القائد:
ظهرت عبقية الإمام المهدي في إستيعابه لقضايا السودان وتضاريسه وتاريخه وقبائله، معارك المهدية وإنتصاراتها أثبتت قوة الإرادة والروح المعنوية العالية.. والقدرة علي إستثمار جغرافية السودان وشجاعة اهله وتوظيفها بذكاء في عملية الزحف الكبير من الريف الي العاصمة ..
الجدير بالذكر أن تقدير أهل الصين للمهدية الذي أخذت لهم حقوقهم بقتل غردون صاحبه تطبيق تجربة السودانية بالزحف من الريف الي بكين بقيادة ماوس تونج عام 1949.
دليل على تواضع الامام المهدي وزهده رفضه ورفض الخليفة من السكن في القصر في الخرطوم وإختارا عشتين من القصب في قلب أم درمان لسكنهم.
إهتم الإمام المهدي بالعدالة الاجتماعية خاصة عدالة توزيع وإستخدم الارض حيث طبق ما نتحدث عنه بلغة اليوم الأرض لمن يفلحها.
. عدد من الوثائق منها ما تم التداول حوله في مؤتمر باريس عام 1900م جاء في المؤتمر الاتي: لو إستمرت المهدية لإسلمت كل أفريقيا..
*مشروع الإمام المهدي تحرير السودان بإقامة الدولة الوطنية وتجديد الخطاب الديني.. الوسيلة بناء الذات وتوحيد أهل السودان
بالخيار العسكري.
*الإمام عبد الرحمن المهدي:
مدرسة قائمة بذاتها، بالرغم من الظروف القاسية التي عاشها في صباه الا أنه تعامل مع قسوة أعداء المهدية من السودانيين والانجليز بمرونة وحنكة غيرت مجرى حياته بصورة مكنته من تغيير المسار السياسي في السودان بتحريره من السودان الانجليزي المصري الي جمهورية السودان..
الإمام عبد الرحمن صاحب مشروع إستقلال السودان .. نفس مشروع الإمام المهدي مع إختلاف في الوسائل الا الضرب متساوئ فالهدف واحد. لتحقيق المشروع إبتكر الإمام عبد الرحمن اليات مختلفة اكدت قدرته علي التعامل بذكاء مع الحملة الظالمة ضده من انصار الوحدة مع مصر ومن دولة الخديوية واعلامها الي أن توصل الي إتفاق المهدي نجيب الذي مهد الي الحكم الذاتي وإستقلال السودان.
إهتم الإمام عبد الرحمن بالتعليم وبالثقافة وبناء الذات (تنظيم الانصار وتنظيم شباب الانصار والحزب فيما بعد) وبتوحيد انصار إستقلال السودان – الجبهة الاستقلالية – وبالاعلام لخدمة المشروع الي ان تحقق الاستقلالوباجماع رائع
وسار في نفس الطريق الإمام الصديق وإن إختلف المشهد الذي تحول من تحرير السودان الي مقاومة النظام السلطوي … وكذلك الإمام الشهيد الامام الهادي.
المرحلة الثالثة .. المرحلة الحالية:
بقيادة الإمام الصادق وهي مرحلة مختلفة شكلا وموضوعا للاسباب الاتية: قضايا السودان وأزماته أصبحت أكثر تعقيدا فالانظمة الشمولية إكتسبت درجة من المناعة ضد معارضيها .. بالقهر وتفتيت منظمات المجتمع المدني وكسر شوكتها – وإختراق الاحزاب وتمزيقها .. إضافة الي التدخلات الاقليمية والدولية في الشأن السوداني.
مرحلة التضحيات فيها كبيرة .. القتل والتعذيب والسجون … سجون النظام الحالي طالت الامام نفسه..
المشروع .. مقاومة الشمولية وإعادة الديمقراطية .. الوسائل بناء الذات وتوحيد قوى التغيير والإهتمام بالتنمية بطرح مشروع تنموي إختراقي.
فالديمقراطية قضيتنا المركزية .. والديمقراطيةفي أبسط صورها تعني إدارة الاختلاف سلميا ومن حسن الحظ أن هناك إتجاه قوي مناهض للإستبداد والحكم المطلق في كل دول العالم .. إتجاه يدعو الي إشاعة الحريات وإقامة دولة القانون.
وعن مستقبل الديمقراطية في دول العالم الثالث طرحت علي السياسي البريطاني البارز توني بن عدد من الأسئلة، أجاب عليها بذكاء إذ قال انا عندي خمسة أسئلة لكل حاكم هي التي تحدد ديمقراطيته وهي:
1. ما هي صلاحياتك؟
2. وكيف إكتسبتها؟
3. ولمصلحة من تمارس هذه الصلاحيات؟
4. من الذي يمكنه محاسبتك؟
5. كيف يمكن التخلص منك؟
السؤال الاخير في نظر توني بن هو الاهم لانك عندما لا تملك قوة تغيير الحاكم لماذا يخاف منك؟
ونختم هذه الورقة بأبيات للشاعر الكبير أحمد محمد صالح:
*لم يبق الا القليل يا وطني فهل أرى فيك أمة تثب.
*أم هل يعيش الخصام بينهم وتستمر الشكوك والريب.
*إن دام الخلاف ياوطني قضت علينا الاحقاد واللهب.
*لا عاش من فرق الصفوف ومن كان مناه الدمار والقطب.
ملحوظة:
هذه الورقة قدمت بشي من التفاصيل في منتدى الثلاثاء الإسبوعي، الذي تنظمه دائرة الاعلام بحزب الامة القومي، بتاريخ 25 سبتمبر 2018م، بدار الامة.