بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد
السيدات والسادة: الحضور الكريم مع مختلف ألقابكم وصفاتكم السامية الرفيعة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساءنا هذا بالخير والنصر.
وأبدأ بالشكر والإشادة بالتنظيم الجيد لهذه المناسبة وأشيد بدور الشباب والطلاب في إذكاء روح هذه القضية في الأوساط المجتمعية كافة سيما الشبابية والطلابية، وأشكر المنظمين على تخصيص الدعوة لحزب الأمة القومي وأتمنى أن تكون مساهمتنا هذه رافدا قويا لهذه القضية التي لن تموت ما جرى النيل وما بقي الإنسان في أرض السودان.
سادتي: من قال (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ) لا يمكن له جل شأنه قائل هذه الآية أن يرضى لعباده الظلم، ولا يمكن أن يقبل مثقال ذرة من عمل يفعله أناس يدعون له قربا وبدينه تمسكا، ويعمدون أنفسهم حراسا لبوابات الإسلام والفضيلية وباسمه يرتكبون أشد الفظائع ولا يتوانون عن إتيان الرذيلة.
بدأت هذه البداية لأقول:
” أن كل يوم يمرعلى السودانيين ينبغي أن يكون يوما لذكري شهداء كجبار. فالذين خرجوا في مشهد سلمي رفضاً لمشروع التهجير والإغراق، ورافضا لتضييع الإرث التاريخي النوبي الذي يعد من أعظم المواريث السودانية والإفريقية والأممية. خرجوا ورفضوا ظلما بينا، وصفقات تمت بليل تم فيها بيع التاريخ والأرض والعرض، فراح الضحايا شهداء الوطن والأرض، وهم من خيار أبناء المنطقة لهم الرحمة ولآلهم الصبر والنصر (فمن مات دون أرضه وعرضه وماله فهو شهيد).
وقد استمال النظام الإنقلابي الإخواني بعد ارتكابه جريمته النكراء في بداية الأزمة بعض ضعاف النفوس من أهالي المنطقة وحاول ترميزهم بأنهم هم أهل الصوت العالي وهم أصحاب المصلحة وما يقررونه يلزم البقية ولكن تصدت مجموعات من شباب وأهالي المنطقة لهذا العبث وحرسوا حقوقهم باليد والقانون.
وأعيد إلى أذهانكم: أن هذا التاريخ من العسف والجور لم يبدأ مع هذا النظام فقد بدأ في العام 1902، وتكرر في 1912 وأعيد تكراره مرة أخرى في 1933 وكان الإغراق قبل الأخير والتهجير في العام 1964، أدى ذلك إلى إغراق ما يزيد عن الـ 150 كيلومتراً جنوب وادي حلفا ونزح أُصلاء المنطقة إلى ربوع السودان المختلفة فانتقلوا إلى ملاذات ليست كأرضهم ولأنماط عيش لا يعرفونها، والآن بالاعتداء الأخير من هذا النظام في هذه الفترة التي نعيشها يجني أطفال المهجرين الأبرياء لدغات العقارب المسمة، ويروحون ضحايا لحاقا بالشهداء جراء انعدام الأمصال التي تتمنع الدولة عن توفيرها.
– ان ما حدث ولا زال يحدث في تلك المنطقة ليس معزولا عن المخطط التخريبي الذي لحق بالسودان، وامتدت يد التغيير الديمغرافي لتعبث بتاريخ وأخلاق وقيم ولغات وأعراق الكثير من المناطق، وكان لأرض النوبة النصيب الأوفر، وهذا المسلك الإنقلابي العقيم ولد ضغائن كثيرة ثمرتها المريرة كانت إنفصال جنوب السودان وهذا ما قد يحفز الكثير من الأقاليم للمنادة بحق تقرير المصير، لذلك نرجو الانتباه لعدم الانفعال والاستجابة لمحاولات الطرد من ربوع السودان الحبيب ونبذ أي دعاوى لتمزيق لحمة الوطن ونسيجه الإجتماعي.
– مما جعل من محنة كجبار فرصة أنها قد لفتت انتباه كل السودانيين والعالم أن في منطقة كجبار بشر نالوا كافة أنواع الظلم وذاقوا كل صنوف البطش والتنكيل وارتوت أرضهم بدماء الشهداء الذي سقطوا غدرا وظلما.
– وقد تعالت تبعا لذلك الأصوات التي تطالب بإنصاف المظلومين ومساواتهم في الحقوق الوطنية ومقابلتها بواجبات في حال اتسعت أرض السودان لجميع أهلها.
– ويحمد لأهل المنطقة اتخاذهم كل السبل السلمية في سبيل الانتصار لحقوقهم وتعاملوا بأرقى الأساليب فقد سبقوا الجميع باتخاذهم الاضراب كأبلغ وسيلة احتجاج لإثناء الحكومة عن إجراءاتها التهجيرية وإرغامها على الاستجابة لخيارات أهل المنطقة التي اتقفق عليها.
– ولكن تغافل النظام من السماع لأهل المنطقة والاستئناس بمشورتهم عمق من حدة الخلاف بين الحكومة ومواطنيها، وهو ما أدخل وسيدخل الناس (لا قدر الله)، في مواجهات غير متكافئة تستخدم فيها الدولة كل المحرمات ضد الأبرياء العزل الذين لا يريدون أكثر من حقوقهم في العيش الكريم.
– بمتابعتنا في حزب الأمة القومي وجدنا أن النظام الإنقلابي لم يقف عند الإجراءات التعسفية القمعية والأمنية والإدراية فحسب بل تعداها إلى اتفاقات وتشريعات أثرت سلبا على ديمغرافيا المنطقة خصوصا اتفاقية الحريات الأربعة بين دولتنا ومصر الشقيقة، واستن تشريعات بعضها رئاسي كالقرار الجمهوري في العام 2006م، والذي قضى بنزع أراضي بعض المواطنين وضمها إلى سد مروي ذو الإدارة الفاسدة سيئة السمعة والصيت، وغيرها من القرارت والفرمانات المحلية.
السيدات والسادة الحضور الكريم:
هذه المنطقة رغم ثرائها الحضاري والثقافي والمادي إلا أنها من المناطق التي حرمت من كل مشاريع الدولة الخدمية والتنموية، بل حتى المشروعات التي شيدت لم يراع النظام فيها البعد السكاني أو احتياجات الأهالي، لذلك صارت (نقمة لا نعمة) مثلها مثل كثير من الأقاليم التي تشتكي التهميش، ولولا الحكمة وتحكيم صوت العقل ونبذ خيار العنف لكان سكان هذه المنطقة من أوائل الذين حملوا السلاح في مواجهة الدولة، وهذا النهج السلمي هو الذي سيكون هاديا لنا في معركتنا ضد الطغيان والمستبدين وكذلك لأهل المنطقة حتى إقامة السلام العادل الشامل وتحقيق التحول الديمقراطي الكامل في البلاد.
إن ما نشدد عليه في حزب الأمة القومي هو إنصاف أهل السودان ورد المظالم جميعها إلى أهلها وإحقاق حقوق الضحايا ومواساة أهليهم ومحاكمة الجناة وملاحقتهم جنائيا وأخلاقيا، فما مورس بحق المنطقة وسكانها يرقى لجرائم وانتهاكات إنسانية يحاكم عليها القانون الدولي. وعلى السلطات إيقاف كل المشاريع الدموية ليس في منطقة كجبار وحسب سيما السدود وإنما في كل السودان، ونحن نستذكر ضحايا سكر النيل الأبيض في منطقة الأعوج وغيرهم من الشهداء في ربوع الوطن الحبيب، وسنقف ضد أي مشروع يهدر مصلحة المواطنين حتى لا تشيد تلك المشاريع على جماجم ودماء الأبرياء.
وتظل وحدة تنفيذ السدود وشرطتها محل الاتهام الأول حتى وإن تم حلها وإقالة أو استقالة رئيسها، الذي يعلم الجميع ولوغه في دم الأبرياء وإغراق الحضارة وبيع التاريخ وتهجير المواطنين.
اننا في حزب الأمة القومي نظل نطالب بمساءلة الجناة وتقديمهم لمحاكمات عادلة فالذي اعتدى على مواطني كجبار وأردى أربعة شهداء وأصاب آخرين لم يكن يتحرك بهوى نفسه وإنما يستقي تعليمات من سلطات معلومة ومعروفة للجميع بعضها محلي وآخر ولائي وفوقهم السلطة المركزية، وسنظل نطرق على هذا الجانب حتى يعود الحق لأهله وننتصف للضحايا ونقدم الجناة إلى مصيرهم المحتوم.
احبتي: ونحن نحتفي بذكرى الشهداء يزور البلاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهذا يجعلنا نستذكر الدور المصري في بناء السدود جنوبا لتطويل عمر السد العالي وحجز الأطماء عنه، وسمعنا بمحاولات لتوطين فلاحيين مصريين في تلك المنطقة، وهذا ليس بمستبعد على النظام الذي هجر أهالي دارفور وأحل محلهم قبائل من دول جارة وأخرى شقيقة، نقول هذا لنقطع الطريق أمام دخول أي أرض من الأراضي السودانية في الصفقات والمساومات الرخيصة بين الأنظمة فالأنظمة زائلة والشعوب باقية ومصالح الشعوب هي التي ينبغى أن تجد حظها من الإهتمام.
في ختام حديثي أقول: أننا لسنا ضد التنمية ولكنا نذكر القائمين على أمرها أن قطرة دم الإنسان السوداني في أي منطقة أغلا ثمنا من أي مشروع تنموي، ولا سبيل لأقامة تنمية تراعي كرامة الإنسان في نظام إنقلابي دكتاتوري كهذا النظام وليس هنالك سبيل للحفاظ على الإنسان وصون الوطن وحماية مقدراته إلا بإزالة هذا النظام وإقامة النظام الذي يستحقه السودانييون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بيان حول الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة
بسم الله الرحمن الرحيمحزب الأمة القوميالأمانة العامـة بيان حول الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ يومين...