ان دلالة اختيار هذا العنوان تنطلق من تفسير مبسط جدا (رؤوس اقلام لانها لا تقدم أجوبة بقدر ما تثير أسئلة وتعيد صياغة الاشكالات دون الدخول في تفاصيل المواقف وانما فقط ابراز الفكرة المركزية.. وهرطقات «ماخوذة من عنوان كتاب جورج طربيشي» لانها لا تستند علي اي معلومات ولا تحليل سياسي ولا حتي علي خيال سياسي.. ونوائب ومصائب لانها نتاج افرازات الحقد والانتهازية اي ليس قضايا تأسيسية وعميقة وإنما عرضية ومرضية «النوائب والمصائب يمكن ان تكون مواقف أواشخاص».. والامام الصادق المهدي لأنه نال نصيب الاسد من الهجوم والتجني.. ونداء السودان لاعتبارات ما تمخضت عنه اجتماعاته الاخيرة بباريس من موقف سياسي شجاع اغضب أدعياء التغيير ومتعطلي الفكر والحركة).
قذفت قوى نداء السودان بحجر كبير في الساحة السياسية السودانية، حرك جمود العملية السياسية بطرح مواقف اكثر تماسكا لقيادة قاطرة خلاص الوطن الي رحاب ابشر. هذه المواقف أخرصت النظام وخطابه الممجوج بعد أن ظل يسوق عبر اعلامه الكذوب بأن ليس هناك بديل وأنه قد قضي علي المعارضة، وازعجت أصحاب الاجندات المحسوبين علي المعارضة، فإنبروا يوجهون الاتهامات وعبارات التخوين لنداء السودان وقياداته، من منطلقات متباينة تتراوح ما بين المزايدة والتحالف الضمني مع الوضع الراهن.
كل المغالطات المنشورة في وسائط التواصل الاجتماعي التي اقحمت تزوير التاريخ وتزييف الحقائق مردودة ولن تستطيع الصمود ولن تنطلي علي الشعب السوداني ليس لأنها لا تستند علي حيثيات ووقائع فحسب وانما لانها انطلقت بموجب الغيرة السياسية وعدم الأهلية.
فكثير من القوي السياسية المعارضة التي لديها مصلحة في التغيير والخلاص نأت بنفسها عن الوقوع في هذا المستنقع الآثن، ونظرت الي مقررات الاجتماعات من منظور وطني، وعدتها خطوة في الاتجاه الصحيح، واصبحت تبحث عن القواسم المشتركة والاستفادة القصوي من ايجابياتها، وهذه الحصافة السياسية عطفا علي انها محل تقدير واحترام، تفتح الباب واسعا لعمل مشترك مسئول ينقذ بلادنا من الاستبداد والطغيان.
يحاول المغالطون بكل ما أوتوا من قوة تزييف الحقائق والتدليس والقفز والانتهازية ويتسترون بمواقف راديكالية ظاهريا، سرعان ما تنكشف مع الأيام والسنين، فليس غريباً أن تحتشد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الايام بهذا الكم من المغالطات والمزايدات حول مقررات اجتماعات نداء السودان الاخيرة بباريس، فقد تعودنا علي هذا في كل الاجتماعات السابقة (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)، ولكن هذه المرة تأتي في ظل تعقيد اكثر للازمة السودانية، وينتظر الشعب تضافر الجهود لخلاص الوطن، ولكن أراد هؤلاء التغريد بنغمة النظام نفسه وقيادة حملة التخوين انابة عنه. الغريبة ان هؤلاء كانوا يراهنون علي فشل الاجتماعات، فمثل نجاحها صدمة كبيرة لهم؟؟.
ببساطة شديدة ان مقررات الاجتماعات أكدت علي موقف نداء السودان الراسخ في التغيير، وصبت في مصلحة إستمرار المقاومة السلمية بكل الوسائل دون حجر علي اي جهة في اتخاذ ما تراده مناسبا كأداة تغييرية، جاء ذلك بوضوح في «الاعلان الدستوري لنداء السودان» الذي حسم هوية وطبيعة تحالف قوي نداء السودان واقرار مؤسسة تنظيمية اكثر فاعلية لتنظيم الحراك السياسي داخليا وخارجيا، وجاء كذلك في «البيان الختامي» الذي جدد المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وأكد دعم الحراك الشعبي والالتزام بمواصلة النضال السلمي ومقاومة سياسات النظام، فقد حوي البيان ثمان نقاط جوهرية هي (الازمة المعيشية ومسارات المعاناة، والوضع السياسي، وخارطة الطريق، والعمل الجماهيري، والسياسات البديلة، الاعلان الدستوري، وتعزيز وحدة المعارضة، والمساعي الحميدة لتوحيد الفصائل المعارضة)، والتي حملت مضامين شجاعة لا تخلو من مراجعات حقيقية ورؤية محكمة للواقع واستشراف للمستقبل، مما يؤكد الاحاطة بمستجدات المشهد السياسي وتجديد الالتزام بالمضي قدما الي جانب الشعب والانحياز لهمومه وقضاياه.
فلم يُلِزم نداء السودان احدا بخياراته ووسائله ورؤيته، وإنما فتح الباب علي مصرعيه لوحدة العمل المعارض وفق أسس تحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي.
وقد بّين قادة نداء السودان (الامام الصادق المهدي، والقائد مني اركو مناوي، والقائد مالك عقار، والقائد جبريل ابراهيم، والقائد ياسر عرمان، والاستاذ حامد علي نور، والدكتورة مريم الصادق، والاستاذ مستور احمد، والاستاذ يحيي الحسين، والاستاذة سارة نقد الله، والاستاذ التوم هجو) بّينوا الموقف بوضوح وبلغة مشتركة في حوارات وتصريحات اعلامية، جميعها أكدت علي وحدة المعارضة وتصعيد المقاومة والعمل السياسي السلمي المفضي الي نظام جديد يقوم علي تغيير النظام واقرار سياسات بديلة وفتح مسارات التحول الديمقراطي. فلمصلحة من هذه الحملات المضللة؟ التي تثير الشفقة!! اكثر من انها تعبر عن موقف سياسي..
الغريب في الامر لم نسمع بعد ردة فعل النظام المعتادة!! هل مرد ذلك لإنشغال الحزب الحاكم بصراعاته الداخلية حامية الوطيس، ام ترك المهمة للوكلاء، ام يعد الي ردة فعل أمنية بعد ان نضب معينه السياسي؟؟.
على ما يبدو اننا بحاجة الى وضع تصنيف دقيق للذين يكتبون عن الامام الصادق المهدي، ما بين من يكتبون جراء الحقد والكراهية وهؤلاء كتاباتهم مضطربة تعبر عن الحالة النفسية التي تعتريهم، والذين يكتبون بمغالطات للواقع وهؤلاء مردودة عليهم بأفعالهم، ومن يكتبون بروح وطنية قوامها الشفقة والحرص وهؤلاء انتقاداتهم محل تقدير واحترام، هذا التصنيف مهم للغاية بعد ما اثبتت الايام المرض لدي الفئة الاولي والغرض لدى الفئة الثانية، بل أمست الحاجة الى كشف منطلقات المرض والغرض لا سيما الذين يكتبون انابة عن جهات معروفة في اغراضها ودوافعها وجهة تمويلها حيث اخذت تتطاول على الرموز الوطنية في محاولة يائسة لتشويه الصورة وتزييف الحقائق، وخصوصا اذا كانت تلك الشخصية هي الامام الصادق المهدي بإعتبار فعاليته في الساحة السياسية السودانية.
لماذا الهجوم علي الحبيب الامام؟ هل لأنه يمثل شرعية موازية للنظام الاستبدادي فاقد الشرعية اصلا؟ ام لانه يمثل بديلا فكريا وسياسيا؟، ام لانه يستمد مواقفه من شعبه وجماهير حزبه؟ ام لانه لم يلطخ يده بدماء الابرياء ولم ينهب قوت شعبه ولم يدمر بلاده ولم يرتهن الي الاجنبي؟.
بالتاكيد فإن الهجوم عليه هجوم علي المستقبل الذي يمثله، وضرب البديل الديمقراطي الذي يؤمن به، فهو لا يحمل أي صفة رسمية ولم يتبوء أي منصب حكومي طيلة سنين الظلام والظلم، سوى سمعته السياسية كونه اخر رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد، وهو ابن السودان يمثله بكافة اطيافه، وهذا ما يبين اهمية الرجل والدور الذي يلعبه في الحفاظ على وحدة السودان واستقراره والتعبير عن تطلعات شعبه.
لذلك الهجوم علي الحبيب الإمام يبرره، ان قدره، ان يكون بوابة العبور لكل من يريد ولوج المشهد السياسي المشوه بالانتهازية والمفعم بالغفلة، فإذا أردت ان تكون معروفا او حاضرا عليك بتوجيه سهامك صوب الصادق المهدي!! وإذا اردت ان تثبت وجودك في مسرح الصراع العبثي فعليك بالصادق المهدي!! فكم من انتهازي تربع علي عرش النظام فقط لانه حارب المهدي بالوكالة؟ وكم من انتهازي اخر اصبح اكثر ضجيجا لانه قارع المهدي بمغالطات كاذبة فلمع نجمه كأكبر مدعي لمعارضة للنظام؟ وكم مغمور اصبح في قمة الهرم بفضله؟ كل ذلك مفهوم في ظل هذا النظام الذي انحدر بسايكولوجيا الصراع السياسي الي اسفل سافلين، ولكن الغير مفهوم ان تستفحل الانتهازية لدرجة تجعل الموالي للنظام والمعارض له متفقون في الهدف والاجندة لاستمرار الوضع وتعطيل المستقبل.
الصادق المهدي رئيسا لنداء السودان بإتفاق كل مكوناته تعبيرا عن وحدة المسير والمصير وايمانا بأن المرحلة القادمة تتطلب النظر لها بأبعاد استراتيجية، فما عاد شعبنا يتحمل إفقار وإزلال النظام، وفي الوقت ذاته ما عاد يحتمل شعارات جوفاء توعده بالتغيير والمنى والسلوى وليس لها ادني ارادة وفعل علي ارض الواقع، وما عاد ينتظر من يدفع الشعب للنضال بالانابة عنه حتي ينقض علي ثورته، في مزايدة رخيصة، إن قادة نداء السودان بالحصافة والكياسة السياسية التي تجعلهم علي قناعة بالتغيير والخلاص بمقاومة النظام بكل الوسائل، فلا ينتظرون وصايا من احد! ولا يراهنون الا علي ارادة جماهيرهم وتقدم صفوف المقاومة!!
كما ان الشعب السوداني غير معني بهرطقات وشعارات جوفاء من معارضين، ولا وعود كذوبة من نظام بائس فقد مقومات بقائه واصبح يستنسخ جلده وينتظر منح مفبركة لإنقاذ خزائنه الخاوية علي عروشها ويستجدي كل الدول «اعطوه او منعوه»، الشعب السوداني معني بسلام عادل وتحول ديمقراطي، ويضع ثقته في من يضحي من اجله، وليس في من يريد ان يزج به ويخطف ثمار تضحياته.
بيان حول الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة
بسم الله الرحمن الرحيمحزب الأمة القوميالأمانة العامـة بيان حول الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ يومين...