كثفت أجهزة أمن النظام خلال الفترة الأخيرة انتهاكاتها الواسعة والممنهجة على الصحافة بصورة خطيرة، وقد ظل هذا دابها بين الفينة والأخرى، مما جعل أوضاع الصحافة والصحفيين في تدهور مستمر منذ انقلاب الإنقاذ المشئوم.
فقد واصل جهاز أمن النظام هجمته الشرسة على الصحف خلال الأيام الخمسة الماضية حيث صادر صحف التيار والجريدة والوطن وآخر لحظة من المطبعة مانعا توزيعها للرأي العام دون إبداء أي أسباب مما أدى إلى خسائر مادية فادحة، في عملية أقل ما توصف بأنها تعسف وتسلط، وانتكاسة كبيرة عن دعاوى التزام النظام بالقانون والحريات مما يشير بوضوح عدم جديته وإيمانه بالحريات والحقوق والدستور.
وهذا ما يذكرنا بالمصادرة الجماعية للصحف العام الماضي، ومما يؤكد بأن النظام وجهاز أمنه لا يعي ولا يستفيد من خطل سياساته وإنما يكرر الخطأ بشكل متعمد.
وأمام هذا التعسف والجبروت والانتهاك الخطير للصحافة والصحفيين نقول الاتى:
أولا: نؤكد للرأي العام الوطني والعالمي بأن الصحافة السودانية والصحفيين يواجهون ظروفا عصيبة في السودان، فلم يكتف النظام بسيطرته على الإعلام بقوانينه المعيبة وسياساته المجحفة ومنع توجيه أي نقد للنظام ورموزه، بل يسعى لتكميم الأفواه وكسر الأقلام وتركيع الصحف والقضاء علي هامش الحريات الضيق اصلا، لإرضاء غروره وطغيانه، ظانا بأن ذلك سيمنح شرعية لجرائمه في حق الشعب السوداني.
ثانيا: ان ما حدث للصحف المصادرة يبعث على خيبة الأمل، وأن ما تتعرض له هذه الصحف تطور غير مسبوق وعميق في نطاقه وهدفه حجب المعلومة والحقيقة عن الراي العام.
ثالثا: نؤكد بأن حرية الصحافة ركن أساسي لأي نظام حكم يراعي مصلحة الوطن والمواطن، فمن حق المواطنين الاطلاع على المعلومات وما يدور في الوطن من فشل وفساد وانتهاك واجرام، ان محاولة النظام لحجب المعلومات والحقائق بمصادرة الصحف ستكون نتائجه وخيمة من شأنها زيادة حدة الاستقطاب والسخط العام.
رابعا: إن حزب الأمة القومي بحكم مسؤولياته الوطنية يتمركز في خندق واحد مع الصحفيين، وفق ما يقررونه من تحرك عاجل لمناهضة هذا التعسف والعبث والدفاع عن صحافة حرة، واستعادة قدسية الكلمة وحق النشر والتعبير ووصول المعلومة للرأي العام.

3 ديسمبر 2017 م

دار الأمة