الأستاذ عثمان ميرغني من الذين ناصروا انقلاب 30 يونيو 1989م بأقوى صورة ممكنة. ولكنه كأكثر أصحاب العقول الواعية والضمائر الحية من المناصرين للانقلاب عندما شهدوا ما آل إليه الأمر من تشويه للشعار الإسلامي والاستبداد والفساد جندوا ألسنتهم وأقلامهم للتعبير عن ضمير أمتهم.
ليس للأستاذ عثمان أية علاقة خاصة بنا، ولكن لا يغالط وطني أو عاقل في أن التيار صارت تيار الضمير الوطني الحي.
أما البروف محمد زين العابدين فهو كذلك شخص لا تربطنا به أية علاقة خاصة ولكن نقدر له شجاعته في الإفصاح عن كلمة الحق في أكثر من مناسبة.
إن الحكم عليهما نيشان في الصدر بحرية الرأي والوطنية، وإن غرما مالاً فعلينا جميعاً أنصار حرية الرأي أن ندفعه تعبيراً عن تقديرنا، وأنا باسمهم أقطع بذلك وأعمل من أجله فداء لهما، وأكرر دعوتي لإقامة حافظة وطنية تكون بمثابة صندوق مستدام لدفع غرامات الصحفيين والكتاب على الصدع بالحق. وإن قررا دخول السجن بدلاً عن الغرامة فلنقم بدفعها وليشارك في ذلك الجميع تضامناً معهما، باعتبارهما مرافعين لقضيتنا نحن طلاب الحريات العامة المطلوبة بالحق الإلهي وبمنظومة حقوق الإنسان العالمية.
إن عقابهما بالإدانة أو بالغرامة أو بالسجن مثاقيل في ميزان الحرية والوطنية.
الصادق المهدي