في جلسة وصفت بالمتميزة والهادفة..
منتدي الثلاثاء الاسبوعي يستضيف الدكتور ابراهيم الامين ويناقش خيارات الخروج من النفق المظلم
د.ابراهيم الأمين يقف علي خيارات الخروج، ويُؤكد ان لا خيار للخروج من هذا النفق الا بإزالة النظام عبر الانتفاضة الشعبية
د. ابراهيم الامين يٌؤكد بأن عملية بناء الذات مهمة لا تقبل التأجيل لتجديد الأفكار والمناهج والقيادات استعدادا لجعل البديل يمشي بين الناس
د. ابراهيم الامين يُعدد أطروحات الامام الصادق المهدي الفكرية والسياسية، ويشير الي إنها تمثل مخرجا معرفيا وموضوعيا لأزمات الوطن، ويٌشدد علي ان أهداف الهيئة والحزب واحدة وان الفصل بينهما وظيفي وتنظيمي
المشاركون يُشّددون علي ضرورة إستكمال حلقات الانتفاضة، بالتنظيم الجيد، ووحدة قوي التغيير، وإحكام التحالفات السياسية
المشاركون يقفون علي نقاط قوة وضعف النظام، وعلي نقاط قوة وضعف المعارضة، ويرسمون خطوات الوصول الي التغيير
تواصلت جلسات منتدى الثلاثاء الأسبوعي الذي تنظمه دائرة الإعلام بحزب الامة القومي، حيث دار نقاش امس الثلاثاء ٢٥ سبتمبر، بدار الامة، حول ورقة (السودان .. خيارات الخروج من النفق المظلم) والتي قدمها الدكتور ابراهيم الامين عبد القادر نائب رئيس الحزب. وسط جمع غفير من القيادات والكوادر يتقدمهم الفريق صديق محمد اسماعيل نائب الرئيس، والاستاذة سارة نقد الله الامينة العامة، والدكتور محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي، والأستاذ إسماعيل آدم على مساعد الرئيس، ومولانا يوسف حسن، والأستاذ الواثق البرير، والاستاذة احسان كزام مساعدي الرئيس، وبروفيسر قاسم بدري، والأستاذ محمد سآتي علي، واعضاء المكتب السياسي والامانة العامة، وكوادر الحزب.
ابتدر الدكتور إبراهيم الأمين ورقته بتحليل الوضع السياسي المأزوم في السودان، وما وصل اليه الحال بسبب سياسات النظام الفاشلة التي أدخلته في نفق مظلم، وتناول في سرد تاريخي مراحل تكوين الدولة السودانية، والدور المحوري للمهدية ومساهمتها في تكوين الدولة الحديثة وبناء الشخصية السودانية، ووقف الامين علي دور الإمام عبدالرحمن المهدي الذي بلور النهج القومي وحقق الاستقلال، ودور الامام الصديق المهدي في ترسيخ معاني الديمقراطية، ومجهودات الامام الهادي المهدي في الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان ومواجهة صلف الديكتاتورية، وأشار الي اهمية المرحلة الحالية التي يقودها الإمام الصادق المهدي في تطوير الأفكار والرؤى والمؤسسية، مستفيدا من ثقافته العالية الممزوجة ما بين الحداثة والمعاصرة وبين الاصل المرتكز على الثوابت ومخاطبة المستجدات، وطرحه الي رؤي معرفية عالجت قضايا الدين والسياسة والاجتماع والثقافة والعلاقات الدولية، وشّدد ابراهيم علي ان قضية حزب الأمة القومي المركزية تتمثل في الديمقراطية وبناء الدولة المدنية، مؤكدا أن لا دولة في الإسلام تسمى دولة دينية وفي ذات الوقت الاشكالات المنهجية في التحدث عن علمانية مستنسخة، وتناول ابراهيم التحديات التي تواجه القوى السياسية في مسيرة خلاص الوطن من الشمولية، وبناء دولة ديمقراطية اساسها العدالة الاجتماعية، مفندا إخفاقات وتخريب نظام الانقاذ كواجهه للاسلام السياسي من نشر ثقافة الكراهية والعنصرية وضرب النسيج الاجتماعي واستهداف للتجربة السياسية والمدنية وافساد الحياة العامة واقامة حكم قائم علي التفرقة والتمكين وعدم قبول الآخر وعدم الاعتراف بالديانات والثقافات والتنوع الاثني في السودان، وعقد مقارنة بين النظام الديكتاتوري القائم وتجربة الديمقراطية الاخيرة واحترامها لحقوق غير المسلمين وإتاحة الفرصة لهم في المشاركة المنصفة في السلطة، مدللا علي ذلك بأن الأقباط كانوا ممثلين بالحكم الديمقراطي في الوزارة والنقابات، ومن ثم تناول أهم ملامح الدولة المدينة الديمقراطية الحديثة التي يدعو لها حزب الامة القومي، وبعد هذا التأسيس المفاهيمي والسرد التاريخي والوقوف علي حسنات الديمقراطية ومساؤي الديكتاتورية تعرض الامين الي خيارات الخروج من هذا النفق المظلم، بأن امام الشعب السوداني ثلاث خيارات هي: الخيار الأول الانقلاب الذي يعيد تجليات الازمة بكل قبحها، والخيار الثاني الانتقال السياسي السلمي بإعتراف النظام بفشله والرضوخ الي تسليم السلطة للشعب عبر حكومة انتقالية تعالج الأزمات الراهنة حسب الأولويات واعتماد برنامج إسعافي تعقبه انتخابات حرة ونزيهة في نهاية المرحلة الانتقالية، والخيار الثالث انتفاضة شعبية سلمية تزيل نظام الاستبداد والفساد لصالح نظام جديد يمهد للانتقال الي الديمقراطية، ورجح ابراهيم هذا الخيار، ودافع عنه بشدة، مقدما المبررات الموضوعية والتحديات، وقال أن طبيعة هذا النظام وتجارب السودان والدول المشابهة تؤكد ان لا خيار سوى إزالة هذا النظام عبر الانتفاضة الشعبية السلمية التي تفضي إلى حكم ديمقراطي يحقق السلام والعدل والمساواة ويفتح الطريق امام التنمية والاستقرار، كما عدد الامين مخاطر الانقلابات العسكرية، واستعرض محاولات النظام الفاشلة في ترقيع نظامه، ورصد وقائع عدة لعدم استجابة النظام لحوار جاد لطبيعته القائمة علي الاقصاء والتوجه الايدلوجي وسيطرة مجموعة المصالح والفاسدين المستفدين من الوضع الحالي، وشّكك ابراهيم في حملة النظام ضد ما يسمي بالقطط السمان، ومشيرا الي فقدان النظام للإرادة السياسية والرؤية الوطنية، وتسأل الامين عن جدوى الانتخابات في ظل نظام جُبل علي تزوير ارادة الناخب، وأن النظام اليوم كل تفكيره بلوغ انتخابات 2020 في محاولة لنيل شرعية مفقودة، وأن الدخول في مثل هذه انتخابات من شانه ان يعقد المشهد اكثر ويدخله في مواجهات غير مامونة العواقب، وانتقد الامين واقع المعارضة، وطالبها بتحمل مسئوليتها في تشكيل تحالف قومي يضع هموم المواطن ومصلحة الوطن كحد أعلى، واشار الي ضرورة ان تمثل تجربة التحالفات السابقة حافز لتقييم التجربة واستشراف المستقبل، وجّدد ابراهيم في ختام حديثه الدور المأمول من حزب الأمة القومي في قيادة التغيير والخلاص، مستفيدا من قدراته السياسية ورصيده التاريخي وعلاقاته الواسعة وقاعدته المتماسكة وكوادره المؤهلة، وان مطلوبات ذلك التنظيم المحكم واستنهاض الهمم والتشبيك والتنسيق مع القوي السياسية التي تعمل من اجل التغيير.
وبعد ان قدم الدكتور ابراهيم الأمين اطروحته هذه، والتي وجدت الإشادة في تلمسها للواقع وتأسيسها الي حوار سياسي مفتوح حول تصورات المستقبل القريب والبعيد، دارت مناقشات من قبل المشاركين والمشاركات، صّبت جُلها في الدور الذي يجب ان يلعبه حزب الأمة القومي في خلاص وبناء الوطن، وذلك بالتشديد علي احكام التنظيم، وتجديد الرؤية والمنهجية في التعاطي من مستجدات المشهد السياسي، ووضع ملامح التحالف العريض المنشود، والتبشير بالسياسات البديلة، وتحويل نقاط ضعف النظام الي فرص للتغيير، والتأكيد علي أن تخبط النظام الراهن يتطلب تدخلات حقيقية لوقف الإنهيار الشامل اقتصاديا واجتماعيا وامنيا، وأن مهمة ازالة النظام تستدعي رفع الوعي بضرورة التغيير وفرصه وحتميته، ومخاطبة الشعب السوداني بقضاياه الحياتية، وبناء تراكم نضالي غير قابل للتراجع، وترسيخ ثقافة الحوار الداخلي وبين قوى التغيير، وأن الأوضاع القائمة الان لن تستمر طويلاً لان النظام افلس وليس لديه ما يقدمه سوى اجترار تجاربه السابقة، وأن الرهان علي زيادة موجات الحراك الشعبي الرافض للنظام وقطع الطريق أمام اي محاولات لإعادة إنتاج نفسه، وترجيح ميزان القوة لصالح نظام جديد يكفل الحريات ويحقق تطلعات الشعب السوداني المشروعة.
وفي تعقيبه علي المداخلات والتسأولات، اكد الدكتور إبراهيم الامين علي أن عملية بناء الذات تعد من اولويات المرحلة الراهنة، وأن التحالفات السياسية لا غني عنها خاصة وأن حزبنا ينتهج نهجا قوميا غير اقصائي، وأن العلاقة بين حزب الأمة القومي وهيئة شئون الانصار علاقة قوية سمتها وحدة الهدف والمسير والمصير وان الفصل بينهما فصل وظيفي وتنظيمي، تحكمه النظم الاساسية واللوائح، وأن التركيز علي إطلاق طاقات الشباب يمثل عنوان المستقبل، وأن حزب الأمة القومي يعبر عن تركيبة السودان بكل تفاصيلها، لذلك يتأثر سلبا اوايجابا بما يحدث في الوطن من تقدم ومن تراجع، وأن إستمرار مثل هذه الحوارات من شأنه أن يدفع بعملية المجايلة داخل الحزب وبعملية التغيير في السودان.
الجدير بالذكر بأن دائرة الإعلام بحزب الامة القومي تهدف من منتدى الثلاثاء الأسبوعي ادارة حوارات علمية داخلية لإعلاء قيمة التفكير السياسي العميق والمستند علي اوراق محكمة، لكي تساهم في تشكيل الراي العام لصالح خلاص وبناء الوطن، هذا ما أكده المتحدث بآسم الدائرة، والذي أشار أيضاً الي استمرار جلسات منتدى الثلاثاء الاسبوعي حيث يقدم في جلسته القادمة قراءة علي ضوء قرار مجلس حقوق الإنسان بجنيف حول (أوضاع حقوق الإنسان والحريات الصحفية في السودان.. أزمات الداخل وتحديات الخارج) يقدمه الاستاذ محمد علي فزاري المحلل السياسي والصحفي المعروف..
***
دائرة الإعلام