رئيس حزب الأمة القومي ونداء السودان الإمام الصادق المهدي لـ(الجريدة):
ذهاب الحكومة مسألة وقت وما يحدث ارهاصات للانهيار
الحديث عن محاربة الفساد كلمة حق اريد بها باطل
سنقوم بهجوم على النظام
أنا متفائل بأن هذا السوء نذير بأن لابد أن يأتي انفراج
البلاغات المفتوحة ضدي كيدية وفردية وانفعالية تعبر عن موقف سياسي في قيادة النظام، وعن نفسية الذين فتحوها
الجهات التي تريد دخول الانتخابات تعبت، وتريد أن تقول نرى ماذا نفعل
الجهات التي تريد دخول الانتخابات تعبت، وتريد أن تقول نرى ماذا نفعل
ما قاله البشير معناها انا سأجعل من الانتخابات صورة حتى استمر في الحكم
غندور “ريسو وتيسو” واساءوا إليه وهو وزير خارجية
كل القوى الخارجية التي نتصل بها يعتبرون النظام السوداني كذاب ولا يعتمد عليه
النظام يتحدث في المسائل العربية بلغة تضليل لكنه في الحقيقة مع المعسكر التركي القطري
النظام يتنقل في المواقف، ينحاز في مرحلة مع مصر وحالياً ينحاز إلى اثيوبيا
حوار: محمد المختار محمد
تصوير: ياسر عز العرب
بعد عودته مباشرة من حصته الرياضية التي ينتظم في اداءها كل صباح، جلس رئيس حزب الأمة القومي ورئيس نداء السودان الإمام الصادق المهدي لمواعيد الحوار المضروب مع صحيفة (الجريدة)، عند العاشرة صباحاً بشقته في مدينة نصر بالقاهرة، وبحضور ذهني وبدني تنقل المهدي بين أسئلة الراهن، والوضع الاقتصادي المتأزم، وتوقعاته لمألات الأمور في السودان، مروراً بالفساد واستقالة غندور، وموقفه من دعوات بعض الاصوات بدخول الانتخابات، وحول البلاغات التي فتحت ضده، وعلاقات السودان الخارجية وغيرها، فماذا قال.
كيف تنظر للوضع السياسي العام حالياً؟
للأسف الوضع السياسي مع كل الحديث عن الحوار أسوأ من حيث، الاتفاق على السلام، والحوكمة، ومن حيث الجسم السياسي السوداني ممزق جداً، الحديث عن تحسن الحالة الأمنية كلام غير صحيح، صحيح ليس هناك نشاط مسلح كون جميع الأطراف متفقة على وقف إطلاق النار، وتوقعاً لإمكانية أن يكون هناك حوار حقيقي. لكن المعروف أن الأنشطة المسيسة المسلحة بحسب دراسة لمنظمة “ران الامريكية”، التي درست كل الحركات المسلحة -684 حركة مسلحة- منذ العام 1983م، وحتى 2008م، ومهما كانت هذه الحركات ضعيفة او واجهت مشاكل عسكرية لا تنتهي إلا باتفاق سياسي، عليه إذا لم يكن هناك اتفاق سياسي سيظل في خطر أمني، ما يضطره لصرف أموال كبيرة جداً لعدد من القوات المسلحة، وليس القوات المسلحة النظامية فحسب، بل والدعم السريع، والدفاع الشعبي، وكلها ستكون مصروفات تجعل أكثر من 70% من ميزانية الدولة تذهب للمسائل العسكرية والأمنية، هذا يعني اختناق للمسألة الأمنية. صحيح حدثت اتفاقات في ابوجا والدوحة ولكن ما زال عدد كبير من القوى في المنطقتين ودارفور لم تدخل في السلام، وأي محاولة لعمليات سلام جزئية كما حدث مؤخراً في برلين فاشلة ولا تأتي بأي نتيجة، لأنه لا يمكن أن تسمي هذه الحركات إرهابية وتفاوضها، ولا أحد يفاوض الحركات الإرهابية، إذن أنت تكذب على نفسك بتسميتها إرهابية ثم تجلس لتتفاوض معها، هذا تناقض كبير جداً، المسألة الأمنية لم تحل ولن تحل بدون اتفاق سلام شامل وكامل. والمسألة الاقتصادية متدهورة وسيئة جداً ولا تحتاج إلى برهان، وبالطبع النظام رفع حرارة المواجهة بفتح بلاغات ضد ناس.
هل أنت متفائل سيد صادق رغم الذي ذكرته، وأن تغييراً قريبا سيحدث؟
نعم أنا متفائل، وكما قال ابن زريق “اضيق الأمر إن قدرت اوسعه”، لأنها ضاقت لدرجة لا يمكن أن تذهب إلى أسوأ من ذلك، ويجب أن تكون إلى أحسن، وكما جاء في الحكمة اشتدي أزمة تنفرجي، والأزمة مفتاح الفرج، وفي رأي أنا متفائل بأن هذا السوء نذير بأن لابد أن يأتي انفراج.
دونت ضدك عدد من البلاغات مؤخراً من قبل جهاز الأمن بسبب الهيكلة الأخيرة لنداء السودان وتوقيعك مع حركات مسلحة، رغم جهودك السلمية والمدنية لإيجاد مخرج من الأزمة السودانية، الا تعتقد أن هذه البلاغات وغيرها رفض لكل رؤيتك وما تقوم به للحل؟
في رأي واضح أن هناك كيد، وهي بلاغات كيدية وغير حقيقية.
لكنها تعبر عن موقف سياسي؟
نعم تعبر عن موقف سياسي في قيادة النظام، وأنا أعرف أن اغلبية الناس داخل النظام غير موافقين على هذا الاجراء، وأنه اجراء فردي انفرادي وانفعالي، لذلك اعتقد أنه لا يسوى شيء غير كونه يعبر عن نفسية الذين فتحوا البلاغ، لأنه إذا كان الذين اتعامل معهم إرهابيين كيف تجلس معهم وتصل معهم إلى اتفاقيات، وتريد أن تتفق معهم ووقعت معهم خريطة الطريق ولديك وساطة مشتركة بينك وبينهم وهي الآلية الافريقية، ولا يعقل أنك تجلس مع هؤلاء وتعتقد أنهم إرهابيين، أنت تجلس معهم على أساس انهم قوات سياسية لديها قضية وتريد أن تصل معها إلى تسوية وليس كإرهابيين، ثم ان الإرهاب معروف وهذه القوى رغم أنها تحمل السلاح إلا أنها متجنبة القيام بأي عمل إرهابي، وفي كل العالم اصبح العمل الإرهابي في الاستقبال أو ما يطلقون عليه التفجير الانتحاري، او تفجير مواقع معينة، أو اغتيالات، ومعروف أن الإرهاب هو أن تتحرك من غير عنوان ضد اهداف مدنية وبشرية، ومعلوم ما هو، وهم تجنبوا كل هذا الإرهاب، لذلك البلاغ الأخير مثلما فتحوا ضدي بلاغات كيدية من قبل في العام 2014م، عندما انتقدت قوات الدعم السريع، قالوا إنني طالبت بأسقاط النظام بالقوة.
كيف تتعامل مع هذا الوضع إذن، وهل ستعود إلى السودان؟، وكأنما يتكرر السيناريو كما ذكرت، والاشياء تراوح مكانها؟
اعتقد الموقف الذي اتخذته الحكومة حسم قضية انهم لديهم خوف كبير جداً منا، وهذا يرفع مكانتنا في نظر الشعب السوداني، لأن الشعب السوداني في ضيق شديد جداً حالياً، وأي إنسان يبدو أنه يعبر عن رفض النظام في رأي ينال شعبية أكثر، وهذه البلاغات تعطيني شرعية أكثر، وشعبية أكثر. اما فيما يتعلق بمحتوى العمل نفسه نحن رتبنا فريق قوي جداً ليس للدفاع عننا فقط وأن هذا عمل سياسي وطني مدعوم بوثائقنا وليس إرهاب، لكن أكثر من ذلك سنقوم بهجوم على النظام، وكيف أن قيادته ملاحقة لدى المحكمة الجنائية، وحكومة موضوعة عند الأمريكان في قائمة الإرهاب، بالإضافة إلى احكام قضائية ضدهم في أمريكا فيما يتعلق بتفجير السفارات، لذلك سيكون هناك هجوم ودفوعات ببطلان هذه البلاغات وغير حقيقية، وانني غير جزء من العمل المسلح فيما يتعلق بالقوة التي اتعامل مها، وحتى هم لم يقوموا بعمل إرهابي، بل قوة سياسية مسلحة تدخل الحكومة معهم في اتفاقات وساعية لأن تصل إلى نتائج، إذن لا يمكن أن يصنفوا إرهابيين امام أي محكمة قضائية، إذن البلاغ كاذب وكيدي. وفي المقابل سنعمل هجوم على النظام باعتبار أنه دولياً غير شرعي، وحالياً لا يوجد أي إنسان يزور السودان على أي مستوى ليقابل قيادته، لأنهم يعتبرونها قيادة يدها ملوثة بالإبادة الجماعية، إذن النظام من الواضح هناك مطاعن ضده من ناحية المساءلة الجنائية، وعلى أي حال سأرجع السودان حسب تقديري بعد قضاء بعض مهامي منها اجتماع باريس، واجتماع آخر مُنتظر في أديس ابابا، ولدينا لقاء منتظر في نادي مدريد، وهذه أشياء خرجت لأقوم بها أساسا، وهي مهمة جداً كونها جزء من القضية السودانية، لكن بعدها سأرجع وسنواجه الموقف القضائي من ناحيتين، برفع بلاغات ضد النظام بأنه نظام تقوده قيادات مساءلة جنائياً، وندافع عن انفسنا ضد ما قالوه من بلاغات كيدية.
تتفاقم الأزمة الاقتصادية يوماً بعد يوم، ووتيرة تفكك الاقتصاد متسارعة جداً، كيف تنظر لهذا الوضع؟
هذا نتيجة السياسات الخاطئة، وظللنا نتحدث باستمرار بوجود سياسات خاطئة متبعة، وما دامت كذلك حقيقة لن يكون هناك اصلاح للمسألة الاقتصادية التي تذهب من سيء لأسوأ، ومنذ العام 2013م، تتجه للأسوأ، وعندما يقولون إنهم يريدون ضبط سعر الدولار يمنعون الناس من أن يأخذوا اموالهم من البنك، هذه تماماً كمن يقول إنه عمل اقتصاد، وعندما يريد أن يشتري حذاء ليقتصد، بدلاً عن شراء “جوز”، يقوم بقطع إحدى رجليه ويشتري واحدة ويقول هذا اقتصاد، هذا انتحار وليس اقتصاد.
هل تتوقع أن يتدهور الوضع وينهار بشكل أسرع؟
في داخل النظام عندما يقوم رئيس الجمهورية ويقول أنا قابلت سيدة وقلت لها بركاوي، هذه لغة غير معقولة، والاسوأ من ذلك عندما يقول أن سلطتي هذه لن اعطيها لأحد، لا لمؤتمر وطني ولا لمؤتمر شعبي، ولا أي زول، وسأحتفظ بها لأن الله هو من اعطاني لها، وحتى الآية التي ذكرها قالها “غلط”، قال “تؤتي الملك من تشاء وتنزَع”، بفتح الراء وهي تنزِع بكسر الراء، وكذلك مثل المرة السابقة بسبب “اللخمة”، قال “كنتم خير أمة أخرجت للنار”، وهذه كلها دلائل الاضطراب، ولن تستمر الحالة بهذه الصورة، كيف تنتهي الله أعلم، لكن نحن سنظل نطالب بتحول ديمقراطي وسلام عادل شامل.
هل تعتقد أن ذهاب الحكومة أصبح مسألة وقت، في ظل كل معطيات هذا الوضع الاقتصادي؟
نعم، انا اعتقد ذلك وهي كلها ارهاصات أن الذي يحدث ذاهب لحالة انهيار، كيف تكون هذه الحالة وكيف تنتهي لا اعرف.
ما تفسيرك لصمت الشارع وغياب المعارضة من تحريكه؟
لا شوف… نحن حالياً نحضر وسيأتي اليوم الذي سنتحرك فيه، وهذه ليست أول مرة نواجه نظام دكتاتوري، وفي النظام الدكتاتوري الأول والثاني قمنا بحركات ضده كثيرة جداً، عشرات الحركات حتى تراكمت الأمور في النهاية واتت بنتيجة، والآن الأمور تتراكم وستأتي بنتيجة، لأنه ليس هناك تحرك يتم بمرة واحدة، فالمسألة متراكمة مثلما حدث لنا مع عبود ونميري حدثت تراكمات أدت في النهاية إلى نتيجة، وحاليا التراكمات ذاهبة نحو التصاعد، وفي رأي النظام غير مستفيد من هذا الزمن، بل بالعكس الوقت الحالي بالنسبة للنظام دليل سوء حال وليس دليل استقرار.
هناك حديث عن محاربة الفساد رغم الانكار السابق بعدم وجوده، فظهر فجأة حديث عن وجود فساد وقطط سمان، كيف تنظر لما يثار عن محاربة الفساد؟
هي كلمة حق يراد بها باطل، لماذا؟، الزبير محمد صالح رحمه الله قال بوضوح تام “نحن أبناء فقراء لما تشوفونا اشترينا العمارات والسيارات اعرفوا اننا فسدنا”، ولا يوجد شخص لم يرى هؤلاء الناس ولم يسعوا غير العمارات والسيارات، والأموال خارج السودان، لذلك هذه أصبحت معروفة ويعلمها كل إنسان. هم يريدون بذلك ذر الرماد في عيون الناس، واعتقد إذا كان هناك جد وتوجه لمحاربة الفساد، هناك طريقة واضحة جداً جداً، أولا يصدر قانون صارم جدا تطبقه هيئة مستقلة تذهب لكل المسؤولين في السلطة السياسية والخدمة المدنية، وتنظر للحسابات والاملاك الحالية لكل واحد، وحساباته واملاكه في 30 يونيو 1989م، والفرق بينهما، وتقول له من أين لك هذ.
لكن هناك من يقول باستحالة محاربة الفساد في ظل منظومه يعتبرها فاسدة برمتها؟
*نعم، تمام، لكن ما أقوله لك هو استحقاقات محاربة الفساد التي اذكرها، لكن لن يفعلوها لأنهم يريدون تغطية الفساد وليس كشفه.
بدأ هناك حديث عن الانتخابات يأخذ حيزاً من النقاش ويتصاعد بأصوات معارضة تقول بدخول الانتخابات، ما هو موقفكم في حزب الأمة؟
في رأي هناك جهات تعبت، وتريد أن تقول نرى ماذا نفعل، لا يوجد عاقل رافض للانتخابات لكن الانتخابات لديها استحقاقات، إذا وجد قانون يضبط العملية الانتخابية، ومفوضية قومية ومستقلة، وأن تكون أجهزة الإعلام الحكومية قومية وبإدارة قومية، وحريات مكفولة، وضمان عدم تدخل المسؤولين في سير الانتخابات، هذه استحقاقات اذا توفرت كلنا سندخل الانتخابات، اما إذا لم تتوفر ستكون الانتخابات أيضا ذر للرماد في العيون للاستمرار، وكما يقول البشير نفسه لا انتخابات ولا مجلس وطني ولا حركة إسلامية انا حاكمكم حاكمكم، هذا ما قاله، وهذا معناها انا سأجعل من الانتخابات صورة حتى استمر في الحكم.
فيما يتعلق بتعديل الدستور، هل تتوقع تعديله ليترشح لفترة رئاسية أخرى؟
إذا كان الدستور الحالي مخروق، بند الحريات في البند الثاني في الدستور كله مخروق، وما دام الحال كذلك في رأي أن النظم الدكتاتورية تعمل دساتير مكتوب عليها حقوق لكنها تسن قوانين تسلب هذه الحقوق.
فيما يتعلق بإقالة وزير الخارجية إبراهيم غندور، هل كانت مفاجئة لكم ام أنها ابنة هذه الازمة، وهل كنتم تنظرون له بأن يلعب دور ابعد من وزير للخارجية؟
ايوه نعم، أول شيء غندور اساءوا إليه وهو وزير خارجية، اخذوا منه الملفات المهمة واعطوها لغيره، وتقدم باستقالة في يناير، وكان عليه الإصرار لكنه قبل هذه الإساءة، ودفعوه للاستمرار، وكما يقول المثل السوداني “ريسو وتيسو”، فهو كان مريس ومتيس لذلك كان عليه أن يستغيل منذ يناير، وقال أن الملفات المهمة اخذت منه واعطيت لغيره لعوض الجاز وكرتي، الامر الذي دفعه لتقديم استقالته، “حنسوه”، وارضوه بصورة ما لكي يستمر، وما قاله في المجلس الوطني حقيقة وليس بشيء غريب، لكن أي انسان في هذا النظام يقول أي حقيقة، حتى السيدة التي قالت أن الامتحانات كُشفت حاكموها واتضح انها مكشوفة، هذا النظام لا يريد الحقيقة، وعندما قلت كلام كذلك فتحوا ضدي بلاغات، هذا الظلام لا يريد الحقيقة يريد التضليل والباطل، لذلك أي انسان يقول الحقيقة يحدث له ذات الأمر.
بناءً على ما ذكرت لكنه يقتاد من هذا الأمر ويطيل عمره بهذه الطريقة؟
سمة من سمات هذا النظام الكذب، حتى أنني سميته “كذبوقراطية”.
أعني هنا تعاملكم مع نظام بهذا السلوك الذي ذكرت؟
نحن نتعامل معه بالأمر الواقع، لكن لن نضع يدنا في يده في اتفاق إلا أذا كان هذا الاتفاق يأتي بنتائج سلام وتحول ديمقراطي، منذ مجيء هذا النظام نحن نحاوره لكن لم ندخل معه، بينما دخلت كل القوة السياسية التي حاورته، نحاورهم ونقول لهم، وقد عرضوا علي أشياء كثيرة جداً منها مشاركة واسعة، لكن في النهاية هم يشعرون أن لدينا شرعية، بينما هم لديهم سلطة، ويريدون ادخالنا معهم بصورة ما ما دام الأمر كذلك. لكن نحن نقول لهم دخول معكم بدون تحول ديمقراطي وسلام وطني شامل كامل مستحيل.
كيف تنظر لعلاقات السودان الخارجية في ظل محاور متقاطعة لم يحسم امره منها؟
النظام حالياً نحن نتصل بكل هذه القوى، كلهم يعتبرون النظام السوداني كذاب ولا يعتد بأي كلام يقوله، ويتعاملون معه بهذه الصفة، وأنه لا يعتمد عليه ويمكن أن يقول كلاماً ويفعل شيء آخر. مصداقية النظام في علاقاته الخارجية في رأي صارت صفراً كبيراً.
كيف تنظر لفشل جولة مفاوضات سد النهضة الأخيرة في الخرطوم، وتذبذب علاقات الخرطوم والقاهرة؟
طبيعي جداً لأن النظام يتنقل في المواقف، ينحاز في مرحلة مع مصر وحالياً ينحاز إلى اثيوبيا، في رأي كان على النظام السوداني، كان واجبنا نحن السودانيون نقول بأننا جيران للإثنين ولابد أن نسعى للاتفاق دون الانحياز لهذا او ذاك، لكن النظام كان يسير في خط مع المصريين وحاليا مع الاثيوبيين، وفي الحالين لا يوافق هذا الدور السوداني، وليس هنا فحسب بل الدور السوداني في اليمن السعي وراء الصلح لا أن نشترك في الحرب، بل الدور السوداني في جميع هذه القضايا كون السودان بلد يمثل تنوع بشري وثقافي كبير ومن مصلحته أن يكون دوره دائماً وفاقي وليس انحيازي، وحتى في المسائل العربية يتحدث بلغة تضليل لكن هو في الحقيقة مع المعسكر التركي القطري، وهذا يفقده ثقة الأطراف الثانية.
بناء على ما ذكرت هل تتوقع أن تتدهور علاقات الخرطوم والقاهرة، والخرطوم وبعض الدول الخليجية؟
كتبت مقال عن مستقبل العلاقات السودانية المصرية، يمكنك تلخيصه.
ماذا عن الوضع في اليمن، ووجود الجيش السوداني هناك؟
هذه من أكبر الأخطاء، اليمنيون في جنوب اليمن وشماله من أكثر الناس تقديراً للشعب السوداني، وأكثر الناس اعترافاً بفضل السودان، لكن خلقوا لنا كراهية شديدة جداً في اليمن، لأن الناس في الطرف الآخر اتهموا السودان اتهامات شديدة جداً، وأنه ذهب إلى اليمن ليس بصفته ملتزماً بقضية وانما كمرتزق. وانا اعتقد أن دور السودان كان أن يعرض الوفاق بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، وهذا ممكن نسبة للقبول الذي يجده السودان من الطرفين، لكن للأسف هذا الوضع “غلط في غلط في غلط”، وحتى قرار دخول الحرب لم يتخذ عبر البرلمان، بل كان مفاجئ وفردي.
أنتم في نداء السودان وكذلك بحضورك الدولي، هل يمكنكم لعب أي دور في الملف اليمني؟، وهل يتوقع أن يتململ الجيش في ظل تصاعد المعارك وبالتالي الخسائر؟
انا لا اتحدث عن حكاية الجيش لكن اعتقد أن أي عاقل يرى هذه الحالة خطأ، نعم نحن نفكر بلعب دور، وانا بالفعل قدمت مشروعات للأطراف المختلفة، قدمت مبادرة لمؤتمر القمة العربي الأخير، وسنظل نلعب دور ونحن نرى أن مصلحة الأمة العربية والإسلامية في وقف المواجهات، والفتنة الطائفية السنية الشيعية، ووقف الحروب الحالية لأنها في النهاية ستدمر الطرفين وتأتي بنتائج عكسية، وللأسف الإدارة الامريكية تريد أن تحمس “الطار” بين الإثنين لتبيع لهما السلاح.
كيف تنظر إذن للقمة العربية الأخيرة؟
في رأي كانت فاشلة لأنها لم تحل أي مشكلة من المشاكل الحقيقية وتركت الأمور كما هي ولم تغير الواقع، وكان عليها التطرق لأزمة الخليج وحلها، وكذلك أزمة اليمن وسوريا كان عليها حلها كواجب، وهذا ممكن لكن للأسف لم يحدث ذلك، ودائما ما أقول لن يحدث استقرار في المنطقة إلا بمعاهدة أمن وسلام وتعايش عربية إيرانية تركية.
التأسيس الرابع لحزب الأمة والمؤتمر العام الثامن، حسب الجدولة مقرر له منتصف هذا العام او نهايته، لم يحدث رغم الترويج له من قبل؟
لا، المؤتمر العام هو بمثابة قمة لمؤتمرات، ودعيت كل أجهزة الحزب للمقابلة والتوجيه بأن نمضي في كل المؤتمرات القاعدية، وبمجرد الانتهاء منها سندعوا لورشة لتحديد البرنامج واجندة المؤتمر، يلي ذلك مباشرة تكوين اللجنة العليا لتوجه الدعوة للمؤتمر الثامن.
ما هي الخطوة القادمة لنداء السودان، لديكم اجتماع في باريس، وستقابلون المبعوثين، ما هو تصوركم، واما هي أبرز الاجندة التي ستطرح؟
أرسلت خطابات لكل المعنيين تقترح الاجندة للاجتماع يمكنك الاطلاع عليه.
ماذا بشأن لقاء المبعوثين، وما الذي ستعكسونه لهم من رؤية؟
سنطرح أن السودان لابد له من سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي، ونأمل أن يؤيدوا موقف الشعب السوداني.
ما هو رأيك في بيان الخبير المستقل لحالة حقوق الإنسان في السودان، “اريستيد نونسي”، والوضع العام لحقوق الإنسان في السودان؟
الوضع العام سيء، يعتقلون الصحفيين، ويقبضون على السياسيين ويعتقلونهم، وإذا احتج الناس احتجاج مدني يعتقلونهم، وفتح بلاغات كاذبة ضد الناس وهكذا.