احتشدت امس الخميس 17 يناير الحالـي مواكب وتظاهرات سلمية، دعـت لها القوى الموقعة على إعـلان الحرية والتغيير، حيث انطلقت في عدد من مـُدن السودان، شعاراتها وهتافاتها الداوية في عنـان السماء تٌندد برحيل النظام، وقد رسمت لوحـة وطنية وإنسانية زاهية تؤكد عبقرية وحيوية هذا الشعب، اقتداما وتجردا وحبا ووفاءا لتراب هذا الوطن.
وقد تعـامل النظام الدمـوي المعـادي للحرية والكرامة والإنسانية مع هذه المواكب والتظاهرات بعنف مفـرط ووحشية وتشفـي، اذ أنّ سلوك أجهزة أمن النظام ومليشيات الظل لا يقتصر على ممارسة الانتهاكات الفظيعة مثل القتل بالرصاص الحي والتعذيب والإخفاء القسري وغيره من ضروب آليات القمع، بل يحاول النظام جاهدا الي جـرّ المواطنين للعنف لكي يُسهل عليه استخدام مزيد من القوة والزخيرة، واستخدام ممارسات أكثر عنفيّة بهدف إسكات صوت الثورة، وكسر إرادتـها وتكميم أفواه الثوار المطالبة بإسقاط النظام وفتح الأفق نحو الحرية والعدالة والمساواة.
لجـأت مليشيات النظام امس إلى إطلاق الزخيرة في مواجهة المتظاهرين والمتظاهرات بشكل ممنهج حيث أودى بحياة عدد من الشهداء، وإصابة العشرات من الجرحى بالتحديد في منطقة بُـري الصمود، وضَرب المئات من المعتقلين والمعتـقلات بالهـراوات أثناء القبض والاحتجاز.
إننـا في هذه اللحظة، والتي تعـالت فيها الأصوات في مواكب تشييع الشهداء، وخروج المُصليـن من مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي بودنوباوي وغيره من المساجد، نـؤكد على أن استخدام الرصاص الحـي والمطاطي الموجه على رؤوس المتظاهرين، الغرض منه جّـر المواطنين الي العنف المضاد كمبـرر مكشوف لمزيد من التقتيل وسفك الدماء، بعد أن فشل في وصّـم المُتظاهرين بالتخريب، ان تَمسكنا بسلمية الثورة وملـئ سوح وشوارع الاحياء بالتظاهرات الليلية والحشـود والمواكب في المياديـن والأسـواق لا تراجع عنها البـّتة.
وفي هذا الصـدد ندعـم بقوة برنامج العمل النضالـي الذي أعلنته القـوى الموقعة على إعـلان الحرية والتغيير، ونُوجه قواعد حزبنا بالنـزول الي الشـوارع بجانب شعبنـا، وأنها لثـورة حتى النصـر.
وحتما ستنتصر إرادة الشعب السودانـي.
18 ينـاير 2019
الأمانة العـامة لحزب الأمـة القومـي
دار الأمـة