بسم الله الرحمن الرحيم
الرائد لا يكذب أهله
الإمام الصادق المهدي
16/5/2018م
أمتنا العربية والأمة الإسلامية والعالم، عوالم تمر بمرحلة خطيرة يعتبرها بعض الناس غلياناً منذراً بحرب كونية لا تبقى ولا تذر.
وأسوأ ما في الأمر قصور التشخيص لهذه الحالات، بالتالي تهافت القراءة لمآلاتها. فيما يلي أقدم تشخيصاً موضوعياً، وقراءة لمآلات، وبياناً للمواقف الصائبة المنشودة:
منذ عام 2001م احتلت قضية التطرف والإرهاب الأجندة العالمية. وشنت على القاعدة ثم على داعش حربٌ عالمية عملت على قتل أعداد كبيرة من المتشددين والإرهابين. ولكن التشدد والإرهاب يشهد زيادات. السبب هو أن لهذه الظواهر حواضن تغذي استمرارها أهمها:
وجود مظالم تواجهها شعوب الأمة قال عنها عالم غربي في مقال مهم نشرته مجلة السياسة الخارجية (يناير 2008م) هو غراهام فوللر: إذا كان الشرق الأوسط خالياً من الإسلام، ومهما كانت ملة أو اثنية أهله، فإن الصراع بين الشرق والغرب، والمظالم الداخلية، والتداخلات الخارجية، وكره الغزاة والإمبرياليين سوف تؤدي لحالة مثل ما نشهد اليوم. قال: قد يتمنى البعض اليوم أن يكون العالم من دون إسلام حيث لا توجد هذه المشاكل، لكن في الحقيقة فإن النزاعات والخصومات والأزمات في عالم كهذا لن تكون مختلفة جداً عن تلك التي نعانيها اليوم.
قال مايكل دورسون في كتابه عن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ 776م حتى الآن: إن غرس دولة- إسرائيل- في محيط عربي معاد لذلك سوف يؤدي لحروب مستمرة. حتى الآن وقعت 13 حرباً والتوتر مستمر: ثلاثة حروب في غزة، وحربان في لبنان حروب مع التمدد الإسرائيلي في المنطقة وصعود اليمين الإسرائيلي منذ اغتيال اسحق رابين، يشكل حاضناً مستمراً للتشدد والعنف.
انحياز سياسة أكبر وأقوى دولة، الولايات المتحدة، لإسرائيل؛ بحيث تصنع السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط في تل أبيب لا في واشنطن كما وثق لذلك عالمان أمريكيان هما ستيفن والت وجون ميرشايمر في كتابهما: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية (2006م). هذا الانحياز انتقده كثير من الأمريكيين ويغذيه تيار في الحزب الجمهوري وانجيليون أمريكيون يؤمنون بنبوءات في العهد القديم (التوراة). هذا الانقياد الأمريكي لليمين الإسرائيلي يبلغ شأوه على يد الرئيس الأمريكي الحالي، ولكنه كان موجوداً على طول سبعين عاماً إذ دعمت أمريكا إسرائيل عسكرياً بمبلغ نصف ترليون دولار، وتعاونت معها تكنولوجياً، وتنموياً، وأمنياً كما سجلت الوثائق.
الدولة الوطنية في العالم العربي والإسلامي تعاني من هشاشة ونقص في المشاركة وفي العدالة الاجتماعية، وعاملت الاختلافات غالباً بالقمع والتعذيب، ما جعل سجونها مراكز لتفريخ التشدد والإرهاب.
في العالم السني انتشر مذهب تكفيري للآخر يكفره ويهدر دمه. هذا الاعتقاد صار حاضناً للتشدد والعنف في أوساط السنة.
أما الشيعة فإن استلابية نظام الشاه، واعتماده على التدخل الخارجي، غذى معارضة قوية أفضت إلى ثورة 1979م التي تبنت موقفاً عدائياً شديداً لأمريكا ولإسرائيل تعدى الحدود الطائفية الاثني عشرية لدعم كل وجوه الممانعة.
كل الخيارات العلمانية القومية، والوطنية، والاشتراكية، في المنطقة تآكلت تماماً، وتركت فراغاً ملأه الخط الديني في صور معتدلة أو متشددة، ولكنه في كل حالاته عبر عن المظلومية. وأقوى معبر عن المظلومية التطرف والعنف المصاحب له.
مع وجود هذه العوامل الخمسة فاعلة فإن قيادة القوى الخارجية لحملات عسكرية يدعم قضية التطرف والعنف، ويزيد من صفوف أجناده. ففي محاضرة قدمتها في الرياض في عام 2002م دعوت لحلول تصالحية، فانبرى لي أحد قادة الفكر التكفيري وقال: دعك عن اعتدال لا يسمن ولا يغني من جوع، الامبريالية والصهيونية تستهدف الإسلام ونحن نريد مزيدأ من الحماقات الأمريكية والعدوانية الإسرائلية لتستيقظ أمتنا وتلبي نداء الجهاد.
الرئيس الأمريكي الحالي ترامب مختلف تماماً من أي رئيس سابق لأمريكا، فهو قد تسنم موجه شعبية من التعصب العنصري للبيض، والكراهية للآخر: للسود، وللاتين، وللمسلمين، وشعار أمريكا أولاً معناه التعصب لامتياز الإنسان الأمريكي الأبيض، واعتبار أن سياسات المساواة داخلياً، والتضامن العالمي خارجياً قزمت أمريكا وسلبتها من أهلها ما يتطلب نقضاً لهذه السياسات لاسترداد أمريكا لأهلها ولمجدها.
لقد اعتبر ترامب عهد سلفه أوباما مجسداً لكل تلك السلبيات، لذلك صارت بوصلته الموجهة هي محو آثار تلك السياسات ونقضها خيطاً خيطاً.
سبب آخر شخصي جعله الآن يثير الزوابع بصورة كبيرة وثق له مايكل وولف، وجيمس كومي في كتابيهما: داخل البيت الأبيض في عهد ترامب، ونداء الواجب، هو أنه ملاحق بمساءلات عن عرقلة العدالة، وانتفاع حملته الانتخابية من اختراق روسي بعلمه، وكذبه لا سيما في علاقاته مع سيدة أفلام إباحية. هذه المساءلات قد تؤدي لمحاكمته وحبسه.
التعامل مع أمريكا ترامب ينبغي أن يأخذ هذه العوامل في الحسبان. إنها حالة شديدة الخصوصية في موقف الولايات المتحدة.
إسرائيل بعد سبعين عاماً من تأسيسها تشهد ربيعاً إسرائيلياً حيثياته هي:
أن إسرائيل بقيت سبعين عاماً في وجه عداء عربي وإسلامي ومسيحي بينما أعداؤها في حالة تمزق.
أن لإسرائيل جيش هو العاشر بين جيوش العالم من حيث قوته وقدراته العسكرية.
أن إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ما يمكنها من الردع بل الإبتزاز النووي للآخرين.
أن إسرائيل تستمتع برعاية أقوى وأغنى دولة في العالم هي أمريكا.
أنها تمارس ديمقراطية يحظى بها يهودها وإلى حد غيرهم.
هذه الميزات الخمس تجعل إسرائيل في عامها السبعين تزعم لنفسها ربيعاً.
مقابل هذه الميزات الخمس توجد في نظر الدارسين خمس آفات هي:
هنالك انقسام سكاني حاد بين:
اليهود من أصل أروبي أي الاشكنازي والآخرين من مناطق أخرى أي المزاريم.
وانقسام حاد بين الذين يؤمنون بالدين اليهودي وهم الهارديم أي الذين يهتزون لذكر الله، والعلمانيين الذين يرون أن الإله الذي لا يؤمنون به هو الذي أعطاهم أرض فلسطين. المفارقة هنا هي أن الهارديم ضد الصهيونية لأنهم يرون أن عودتهم للأرض ينبغي أن تكون بلطف إلهي روحي لا بوسائل وضعية، هؤلاء يشكلون 15% من السكان ومؤخراً زادت نسبتهم إلى 25%.
سكان إسرائيل الآن 8,2 مليون نسمة منهم 21% من العرب. وأغلبية يهود إسرائيل يؤيدون ضم كل أرض فلسطين التاريخية من النهر (الأردن) إلى البحر الأبيض المتوسط. هذا معناه أن العرب سيكونون أغلبية السكان حتى دون العودة لمن شردوا في معسكرات اللاجئين.
أغلبية اليهود يرون ضرورة يهودية الدولة، ويرفضون أن يكون لغيرهم حقوق مواطنة متساوية. والنتيجة أن تكون الدولة دولة فصل عنصري كجنوب أفريقيا قبل عام 1992م. هذا الوضع سيجعل إسرائيل خليفة لجنوب افريقيا المبادة ومحل نقمة عامة.
يمكن لإسرائيل أن تقيم علاقات مع بعض جيرانها. لكن سياساتها العدوانية والتوسعية تحول دون تطبيع العلاقات معها. بل هنالك زيادة في عداء شعوب المنطقة سوف تكون تعبئة مضادة لإسرائيل، ستحمل رايتها قوى دينية وسياسية.
الصهيونية تهدف لجمع كل اليهود في العالم. كان هذا الهدف ممكناً عندما راجت اللاسامية في أروبا وأمريكا. ولكن هذا تغير بحيث يشعر اليهود في أمريكا وأروبا بأن ظروفهم أفضل كثيراً من ظروف من استقروا في إسرائيل. لذلك قال إدغار برونفمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي لبن غريون: إننا لن نقوم بالهجرة لإٍسرائيل. نحن قد وجدنا صهيوننا في أمريكا. بل هنالك ثلث سكان إسرائيل من اليهود تداعبهم مثل كثيرين في العالم الرغبة في هجرة نحو الغرب.
الممارسات القمعية التي تمارسها إسرائيل جعلت كثيرين ينتقدونها بصورة حادة. قال الجنرال يائير قولان نائب رئيس هيئة الأركان في مايو 2016م بمناسبة ذكرى المحرقة: ما يحدث في بلادنا اليوم يكرر ما حدث في أروبا أيام النازية!!
ونتيجة لهذه العوامل الخمسة فإن ما يوصف بالربيع الإسرائيلي زائف. لذلك أبدي سافير بلوتسكر في صحيفة يديعوت احرنوت عن احتمال انهيار الدولة. وقال يونستان شيم في معاريف بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاماً على إسرائيل: لا داعي للاحتفال فالمستقبل قاتم. وقال توماس فريدمان في النيويورك تايمز: إن إسرائيل في طريقها انحداراً مستمراً نحو دولة ذات قوميتين يسيطر عليها المتطرفون.
وصار كثيرون يقولون ما قاله ديفيد حروسمان المعارض الإسرائيلي: كان هدفنا إقامة وطن لليهود ولكن الذي أقمناه هو حصن يهودي.
وفي العام الماضي، كتب غريق كارلستروم وهو إسرائيلي كتاباً بعنوان: إلى متى ستبقى إسرائيل؟ وهو كتاب علمي وموثق قال في نهايته: إن هذه الدولة لا يمكن أن تستمر إلا على حساب وطن لليهود، ومع أنه قال لا يستطيع الجواب على السؤال قال: لكن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر!
إذن الهاجس هو احتمال انهيار الدولة، واحتمال أن تمحى من الوجود، وهي مخاوف غزت وتغذي العصبية اليهودية والمخاوف على مصيرها. بعض الساسة الإسرائيليين يدركون هذه الحقائق ويرون المستقبل في إقامة دولتين إحداهما للعرب وتقديم التنازلات اللازمة لتحقيق ذلك. ولكن آخرين يرون أن الحل في قيام إسرائيل بدور الشرطي في المنطقة، وضم الضفة الغربية لإسرائيل، وتأديب أية قوة تحاول الخروج من هذه الوصاية. لذلك ضربت إسرائيل المفاعل النووي العراقي في 1981م، ثم السوري في 2007م، وواصلت حروبها في المنطقة، وإسرائيل هي التي اعتبرت عراق صدام حسين رحمه الله خطراً وحرضت أمريكا على احتلاله، وقدمت في سبيل ذلك معلومات زائفة، ولكن المهم أن تحتل العراق، وقد كان في 2003م بعدوان دعمته غفلة عربية، ولكنه كان عارياً من التأييد الدولي، بل صار الجميع يعتبرونه من أكبر أخطاء الولايات المتحدة وبريطانيا.
في1982م قرر شارون غزو لبنان وتدمير الوجود الفلسطيني فيها، وطرد سوريا منها، وإقامة حكومة مارونية موالية، وهي والأردن سوف يطبعان مع إسرائيل.. دعمت أمريكا هذا الرأي. ما حدث فعلاً كان عكس هذه الرؤية: إسرائيل تورطت في بيروت. الحكومة المارونية الموالية انهارت ورئيسها بشير الجميل قتل، والسفارة الأمريكية هوجمت، ومعسكرات المارينز صفيت، وأتيحت الفرصة للحرس الثوري الإيراني عبر العلاقة الشيعية تكوين وتدريب حزب الله. حزب الله قام بدور مهم في طرد إسرائيل من جنوب لبنان، ومنذئذٍ واصل صعوداً بلغ قمته الآن في انتخابات 2018. ومنذ بداية القرن الميلادي الجديد حرصت إسرائيل على الربط بين الإرهاب الذي حدث في 11/9/2001م في أمريكا والرئيس العراقي صدام حسين، وتبنى نائب الرئيس الأمريكي تشيني هذا الرأي ما أدى للغزو الأمريكي البريطاني للعراق واحتلاله. النتيجة صنف هذا الاحتلال مجافياً للقانون الدولي وعراق ما بعد الاحتلال صار الأقرب لإيران لبروز دور الأحزاب الشيعية فيه.
وبنفس الدوافع ها هو نتنياهو يقود حليفه الأمريكي لغزو إيران ويقدم معلومات بصورة درامية قالت الوكالة النووية أنها معلومات قديمة اطلعت عليها، وأنها تؤكد إن إيران ملتزمة بما اتفقت عليه مع الدول 1+5 والذي اعتمده مجلس الأمن اتفاقاً دولياً. وكتب 26 ممن تولوا وظائف عليا وقيادات عسكرية ورئيس وكالة إسرائيل للطاقة النووية قالوا: نحن كمسؤولين نؤمن أن الإبقاء على الاتفاق مع إيران من مصلحة إسرائيل القومية ما يوجب الإبقاء عليه.
ولكن نتنياهو يعتبرها فرصة ذهبية أن يقود رئيساً أمريكياً موالياً لتحقيق ما يريده من تكرار ما حدث للعراق في 2003م مع إيران الآن.
الرئيس الأمريكي الحالي بلا علم، ولا حكمة، ولا تجربة؛ بل حزمة من العصبيات، ورغبة في إثبات أنه آت بما لم تستطعه الأوائل، وحريص على محو آثار أوباما “البغيض”؛ أقدم في مجالات السياسة الدولية بما لا يمكن وصفه بصفة إلا أنه تخريب: هجوم غر لا يخاف عواقباً. خرج عن اتفاق باريس الدولي بخصوص البيئة، وعزل بلاده في أمر تجارة دول المحيط الهادي، وقرر فرض رسوم جمركية في أمر الصلب والألمنيوم دون مراعاة لاتفاق التجارة العالمية، وقرر التمييز ضد آخرين بسبب هويتهم الدينية، وعزل بلاده في أمر اتفاق دولي مع إيران، وختم حماقاته حتى الآن بنقض كل القرارات الدولية حول سلام الشرق الأوسط بقراراته الاعتراف بشرعية المستوطنات غير الشرعية في الأرض المحتلة في فلسطين، ونقل السفارة الأمريكية للقدس باعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل.. هذه القرارات بجرة قلم ربطت بين اغتصاب القدس وخرق الاتفاقية الدولية مع إيران، وبالتالي رسخت تحالفاً أمريكياً إسرائلياً ضد النظام الدولي القائم، واستعدت العرب مسلمين ومسيحيين، والأمة الإسلامية.
هدف هذه الحماقات هو عزل إيران توطئة لضربها إذا لم تمتثل للقرار، وهو وضع الفلسطينين أمام أمر واقع لقبول “صفقة” القرن، وهي القبول بكنتون فلسطيني في غزة وبعض الضفة الغربية عاصمة أبو ديس:
اسْفِنْجةٌ جَـاءَتْ لِشُـــــربِ بَحْــرِ وشَمْعةٌ ضـَاءَتْ لِشَمْــــسِ ظُهْرِ
وصفقة القرن البائسة: ثلاثة مضحكة مبكية لعمري!
الغرض مرض. دون اتعاظ بدرس ما حدث في 1982م، وما حدث في 2003م، وما تحقق فيهما من نتائج عكسية، ها هو نتنياهو يدفع في اتجاه دفع أمريكا لضرب إيران.
قراءتي للموقف هي أن أمريكا لن تخوض حرباً جديدة في الشرق الأوسط بعد صرف 7 تريليون دولار وقتل 5 ألف أمريكي في حروب أتت بنتائج عكسية. وهم الرئيس الأمريكي هو رفع درجة العداء العربي الإيراني بهدفين: الأول بيع أسلحة للدول العربية، والهدف الثاني أن تقع حرب طائفية كما حدث في 1980-1989م ليقتتل الطرفان كما قال الرئيس الأمريكي السابق نكسون إنها حرب نتمناها. وإسرائيل نفسها لن تنفرد بغزو إيران تقديراً لما في ذلك من مخاطر. ولكن نتنياهو يستثمر رفع درجة العداء في أمرين يهمانه: الأول تقدير أن حدة العداء العربي الإيراني سوف تخلق مناخ تقارب مع العرب، والثاني لتغطية ملاحقات قانونية تطارده.
رب ضارة نافعة، بالنسبة لإيران فإنها تحصد من هذا الموقف منافع كثيرة أهمها:
الحصول على تأييد دولي واسع أروبي وروسي وصيني على حساب أمريكا.
تفكك التحالف الغربي لصالحها.
انحياز شعبي عربي إسلامي واسع حتى إذا تقاعست الدول.
إتاحة فرصة لتقوم إيران بدور دولي مرموق كدولة مسؤولة.
وضع أمريكا في موضع الدولة المارقة.
أمريكا تسعى لمفاوضة كوريا الشمالية وهو موقف ليس لأمريكا فضل فيه بل السبب هو عقلانية قيادة كوريا الجنوبية وبلوغ كوريا الشمالية مرحلة ما أرادت من تطوير القوة النووية والصاروخية بحيث لا تحتاج لمزيد من التجارب.
كوريا الشمالية صرفت دم قلبها لبناء قدراتها الدفاعية، وهذه هي التي جعلت لها احتراماً دولياً وهيبة موقف. لن تتخلى عن هذا الموقف إلا مقابل أمرين: الأول: تصفية البنية العسكرية المعادية في المنطقة كلها. الثاني: وكيف يؤمن اتفاق مع أمريكا وهي تمزق الاتفاقات الدولية وتنفرد بموقفها رغم مواقف حلفائها والدول الموقعة معها والأمم المتحدة.
رئاسة كوريا الشمالية سوف تستمع بعلو المكانة الدولية المرموقة بعقد لقاء قمة بين ترامب وكيم ولكنها لن تفرط في موقفها دون الوفاء بهذين الشرطين.
لا سبيل لعاقل، أووطني، أوعربي، أومسلم، أومؤيد للحقوق الدولية أن يقف مع هذا التحالف الأمريكي الإسرائيلي.
وأنا بالطواقي الست التي ألبسها أدعو كل أولئك اتخاذ مواقف فكرية، وسياسية وشعبية قوية ضد هذا التحالف ومن أجل سلام عادل في فلسطين، والإبقاء على الاتفاق الدولي في الملف النووي.
نحن ضد السلاح النووي، ومع شرق أوسط خالٍ منه، وهذا يشمل كل الدول بما فيها إسرائيل. الموقف الانتقائي ضد انتشار السلاح النووي لا أخلاقي، وغير واقعي، لأن وجوده في أية دولة في إقليم فيه تنافس حافز لانتشاره كما حدث بين الهند وباكستان.
ختاماً: زعماء الكوريتين هما من قرر مراجعة العداء بينهما. الأمة العربية والإيرانية والتركية هم سكان طبيعيون لإقليم الشرق الأوسط الكبير، ولا يمكن حسم خلافاتهم الطائفية والقومية بالقوة بل تتيح الخلافات فرصة لانتفاع النفوذ الأجنبي ليحقق مصالحه على حسابهم ولتمدد الغلو والإرهاب. الخيار الوحيد المنشود، والذي يرضاه الله، ويحقق مصالح الشعوب، هو الإقدام الشجاع على صلح طائفي، وصلح قومي، وتعايش أمني في المنطقة، وإذا قصرت القيادات الرسمية في تلبية هذا النداء يرجى أن تتولى الشعوب مهمة النصيحة.
آخر رئيس وزراء سوداني منتخب 1986م
إمام الأنصار المنتخب 2002م
رئيس حزب الأمة القومي المنتخب 2009م
رئيس المنتدى العالمي للوسطية، منتخب 2007م
عضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد 2010م
رئيس نداء السودان، منتخب 2018م