حاورته عبير المجمر (سويكت)
Hotel Novotel Chateau de Versailles
Paris
الجزء الثامن
السيد الإمام الصادق المهدي شغل الساحة السياسية السودانية و العربية و الأفريقية، أثار إعجاب مؤيديه و أرهق و أتعب معارضيه، أختلفت معه أو إتفقت شئت أم أبيت يبقى رقما سياسيا صعبا.
رئيس منتدى الوسطية العالمي هو مفكر إسلامي و مصلح و مجدد و مجتهد و مفكر إسلامي كتب المئات من الكتب و المراجع في شتى القضايا المختلفة التي شغلت الساحة العالمية و المحلية.
الإمام الصادق المهدي رئيس الوزراء الشرعي سياسي بارع و مفكر عبقري و محاور لبق متمرس و متمكن من الردود على الأسئلة الساخنة و يجيد فن إسكات الخصوم، أحد أشرس صقور السياسة السودانية يتصدى لهجوم غرمائه بمرونة و برود انجليزي حتى لقب بي Black Englishman
يمتاز بالحلم و هي صفات القادة و لكن إحذر صولة الحليم فالسيد زعيم الأنصار كالأسد يخشى و هو نائم و يحسب له ألف حساب.
جمع بين القوة و المرونة و الإنسانية و الروح الفكاهية الإجتماعية في أجمل لوحة سيموفونية.
يعتبر حالة نادرة و هو إبن الثمانين يتمتع بذاكرة حديدية و حدة بصر و سمع مرهف و هو سريع الحركة يسابقك في المشي سألناه عن وصفته السحرية فأجاب قائلاً :
كن تقياً تعش قوياً *حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر *من عاش تقياً عاش قوياً.
و هو بإبتسامته الساخرة يردد أبيات شعره المفضلة :
سنّي بروحي لا بعد سنين
فلأسخرن غداً من التسعين
عمري إلى السبعين يركض مسرعاً
والروح ثابتة على العشرين
ديمقراطيته لا يختلف عليها إثنان حتى معارضيه، و في هذا الإجتماع الأخير لنداء السودان سرد لنا الناطق الرسمي للحركة الشعبية قطاع الشمال و أحد صقورها المنحدر من مناطق الهامش ألا و هو السيد مبارك أردول أن خاله القيادي البارز في الحركة الشعبية سبق أن تم أسره في معركة اليرموك و عندما جاءت الديمقراطية الثانية أصدر السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك قرار بالعفو عنه و إطلاق سراحه و لم يكتف بذلك بل عينه مديراً للدباغة.
إلتقينا سيادة زعيم المعارضة السودانية و رئيس نداء السودان السيد الصادق المهدي
في الإجتماعات الأخيرة التي عقدت بباريس في الفترة من 15/08/2018 حتى، 19/08/2018 و أجرينا معه هذا الحوار و الآن إلى مضابط الحوار :
في حديثكم لنا في حوار المئة سؤال قلتم أن قرار منعكم دخول مصر أكد على موقفكم النضالي و صمودكم و صب في ميزان موقفكم الوطني و هو مكسب شعبي بالنسبة لكم لكن إلا تتفقون معي في أن فيه تأكيد على هيمنة النظام الحالي و استبداده و تجبره و انه اصبح لا يبالي و لا يضع إعتبارا لأي شئ ؟
في هذه المسائل أقول دائماً كما قال المسيح عليه السلام بثمارها تعرفونها، يعني منعي دخول مصر ثماره كانت أن كل الكتاب المصريين الذين عندهم معرفة بالسودان أمثال :هاني رسلان، أماني الطويل، أسماء الحسيني، سمي من تشائين أدانوا هذا الموقف و اعتبروا أن وجودي في مصر من مصلحة الشعب المصري و من مصلحة السودان و لذلك أنا في رأيي هذا مكسب ثاني، فكل مصري على الإطلاق إلتقيته في أي موقع من داخل المطار المصري أو في أي مكان أتى و سلم على و أعتذر أنا في رأيي هذا مكسب كبير جداً و لذلك اقول :(بثمارها تعرفونها)، فأنا بالنسبة لي هذا مكسب كبير ، فهناك العشرات من الناس في الداخل من المنتمين لنداء السودان لكن النظام لم يستهدفهم و لكن استهدفني أنا…..
قلت له: هذا أمر طبيعي فالنظام لم يستهدفهم لأنهم لا يمتلكون شعبيتك و ليسو بمؤثرين على الساحة السياسية كما هو حالكم و النظام لا يخافهم و لا يسببون له ضرر و إلا لكان قد اتخذ معهم نفس الإجراءات.
نعم، صحيح و لهذا قلت لك هذه تذكية ثم أن الشعب السوداني و أي شعب في أي مكان يقدر النضال و المناضلين.
لذلك أنا عندما أخبروني الناس بهذا الخبر أنا قلت لهم عبارة لكن هم لم يفهموها قلت لهم :(الغن بالقرن) ، يعني المكسب (الغن) الذي تحققه يكون بحجم (القرن) المصاعب التي تتعرض له، فالمكاسب التي تحققها تكون بحجم ما تواجه من صعوبات.
إذن بالنسبة لي هذه الإجراءات أتت بفوائد كثيرة لذلك أنا أقول كما قال السيد المسيح (بثمارها تعرفونها) ، و لذلك أنا لست شاعر بضجر من هذه الإجراءات التي رفعت أسهمي الشعبية بصورة أكثر بكثير جداً مما كنت أتصور.
عند سؤالي لكم الخاص بقادة الثورية و أسباب عدم قبولكم دعوتهم أشرتم إلى أن هذه الجماعات معترف بها دولياً و ليسو بإرهابيين و هذه ليست المرة الأولى تقولون ذلك، لكن أضفتم قائلين (“جماعات دارفور عندها إختلاف مع النظام السوداني و تتكلم عن مظالم و تقول إن هناك مشاكل بين عناصر ذات تكوين أثنى مختلف (عرب و زرقه) و بناءا على ذلك قامت ردة فعل نتيجة لذلك تمثلت في حركات مسلحة لم تك موجودة من قبل…”) ، هل أنتم تتفقون معهم في ذلك و تعتقدون أن هناك مظالم مبنية على الإثنية عرب و زرقه و أن هذه المظالم العنصرية أهم أسباب خلافهم مع النظام؟
مما لا شك فيه أن النظام السوداني منحرف و يتكلم عن تطبيق الشريعة بشكل منحرف و غلط، و يتكلمون عن الإنحياز العربي بطريقة غلط، فالسودان تركيبته عربية أفريقية و أي عاقل يريد أن يتكلم عن إدارة السودان لازم يأخذ في الحسبان هذا التنوع، و أنا كتبت كتاب في هذا الموضوع و أسميته (الهوية السودانية بين التسبيك و التفكيك) ،فالنظام السوداني للأسف يتبع سياسة أدت و تؤدي إلى التفكيك و نحن ندعو إلى التسبيك، بمعنى أنه لابد من أن تشعر كل العناصر السودانية أن لها إعتراف بدورها، لكن بالتأكيد ما في شك أن النظام السوداني أتخذ خط إسلامي حزبي غلط، و خط عروبي حزبي غلط أتى بردود فعل مضادة بالنسبة للموقف الإسلامي الحزبي و بالنسبة لموقفه من العروبة الحزبية.
السيد الإمام هل تعتقدون فعلاً أن السبب الرئيسي في إنتشار النعرات العنصرية هو نظام الإنقاذ وحده أم هناك فروع أخرى فالبعض يرى أن الكتاب الأسود قد لعب دوره في توليد الفتن و الانشقاقات بين أبناء الشعب الواحد و كذلك خطاب دكتور الترابي و مقولته الشهيرة على لسان البشير أن المرأة الدارفورية إذا تم اغتصابها من قبل جعلي فهذا شرف لها، و لا أدري مدى صحة هذه المقولة لكن أعلم أن المتاجرة بهذا النوع من الخطاب السياسي لضرب الخصوم ولد نعرات عنصرية دفع ثمنها الشعب السوداني و أنا بنفسي كنت موجودة في ندوة تحدث فيها القائدان مني و د. جبريل عن العنصرية و استشهدوا بمقولة الترابي و قبلهم السيد عبدالواحد استشهد بهذه المقولة مراراً و تكرارا، فهل الإنقاذ وحدها هي المسؤولة أم أيضاً الخطاب السياسي المستخدم من قبل البعض؟
الحقيقة هي أن هذا النظام خطابه إستفزازي للاخر و يتكلمون كأنما هم عندما جاءوا أسلموا السودانيون، يعني الإسلام دخل السودان عن طريقهم، و كل هذه السياسات خاطئه و فعلاً هم من عززوا العنصرية و خلقوا البغضاء بين السودانيين و جعلوا البعض يشعروا بعدم إنتماء بسبب العنصرية، فهذا النظام بعد مجئيه عزز مشاعر العنصرية بصورة غير مسبوقة حتى بداخل الكيانات العربية قسمها إلى جعلي و شايقي و هذه المسائل لم تك موجودة من قبل و لم تك جزء من السياسات السودانية لكن أتت بقدومهم، فنحن في عهدنا حزبنا حزب الأمة في دوائره في دارفور بالتحديد الضعين و هي مركز قبائل عربية كبيرة قبيلة الرزيقات كان نائب الدائرة هذه عن حزب الأمه زغاوي و إسمه أحمد حبيب توفي الآن ربنا يرحمه، يعني في عهدنا لم تك هناك استقطابات عنصرية.
أيضا حزب الأمة مع كل ما يملك من سند قوي جداً في دارفور و في القبائل العربية في دارفور الحاكم بإسم حزب الأمه في فترة الديمقراطية الثالثة كان الحاكم الأول عبدالنبي على أحمد برتاوي ثم أتى بعده حاكم ثاني في فترة في عهد الديمقراطية الثالثة التيجاني سيسي فوراوري، يعني هذه السياسات العنصرية الموجودة الآن لم تك موجودة في عهدي، لذلك لم تك هناك أي ردود فعل من القبائل العربية في أن تحكم من قبل اثنيات أخرى و كان الأمر مقبول و طبيعي جداً، و هذا دليل على أن الشعور الحالي الذي فيه إحساس عنصري كان غير موجود في عهدنا بل أتى مع حكومة الإنقاذ.
السيد الإمام قلتم أن محكمة الجنايات الدولية قد أيدتها 140 دولة و نتفق معكم في ذلك، لكن عارضتها أيضا في نفس الوقت العديد من الدول و رأت فيها أنها محكمة مسيسة و تخصصت في القادة الأفارقة فقط و تمرر أجندة مسيسة و رأوا فيها إنتهاك للسيادة الأفريقية و نادوا بمحاكم أفريقية قومية و قضاء عادل غير مسيس فما هو تعليقكم على ذلك؟
كلام فارغ و غير صحيح، المحكمة الجنائية قائمة على نظام روما و موقعة فيه دول كثيرة جداً، صحيح الحكومة السودانية لم توقع على النظام لكنها صادقت عليه و نظام روما هو تطوير للقانون الجنائي الدولي حتى لا يكون هناك مجال للإفلات من العقوبة.
و صحيح أن هناك كثير من القيادات الأفريقية مرتكبة جرائم حرب ضد الإنسانية و الكثير منهم قاموا بسرقات و فساد مالي، و هناك قائمة طويلة عريضة للقيادات الأفريقية التي قامت بسرقة أموال الشعب، و هؤلاء القادة الأفارقة فيهم نسبة عالية ممن قاموا بانتهاكات لحقوق الإنسان و منهم مرتكبي جرائم حرب في أفريقيا و لهذا المحكمة رصدت العديد من القادة الأفارقة.
و ما في شخص قدمت له اتهامات من قبل محكمة الجنايات الدولية بناءاً على الإشاعات و لكن كل من أتهم وجهت له التهمة بعد تحقيق، مثلاً الذي حصل في السودان مجلس الأمن أرسل بعثة للسودان طافت دارفور و كتبت تقريراً و بناءا على هذا التقرير قرر مجلس الأمن بالإجماع القرار 1593 و هذا موضوع موثق و ليس فيه كلام، اللجنة جاءت دارفور و طافت و بعدها عملت تقرير رفع لمجلس الأمن الذي بناءا على ذلك اتخذ قراره و الملاحقات التي قامت بها محكمة الجنايات الدولية مبنية على اتهامات معينة و تحقيقات معينة و بناءا على ذلك تم استدعاء الأطراف المطلوبة و الأغلبية العظمى هم من القادة الأفارقة.
لكن محكمة الجنايات الدولية ليست متخصصة في الأفارقة فقط بل هي في تكوينها أممية و دولية و فيها عدد من الأفارقة و المدعية العامة للمحكمة السيدة فاتو بني سودا هي أفريقية الأصل، لذلك هذا الكلام الذي يرددونه مجرد كلام عاطفي في رأيي بهدف حماية الأشخاص مرتكبي الجرائم، فجميع هذه الجرائم التي كان المتهمين فيها قادة أفارقة قامت بناءاً على تحقيقات و حقائق و لم تك مبنية على انحياز أو عاطفة و حتى ادلل على أن المحكمة الجنائية تحاسب جميع الجرائم الدولية فقد كان هناك تحقيق و استدعاء في موضوع البوسنه و قاموا بمحاسبة القادة البوسنيين الذين ارتكبوا جرائم، و الآن هناك عدد كبير من الفلسطينيين يرون أنه لابد من تقديم إسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية بسبب ما ارتكبته من جرائم، و في ناس يعتقدون أن بوش و بلير قد تسببوا في الحرب العراقية و هي حرب غير قانونية أدت إلى احتلال بلد و قتل مواطنين… إلخ و بناءاً على ذلك فهم يستحقون المحاكمة أمام محكمة الجنايات الدولية، أذن ليس هناك أي شخص قدم لمحكمة الجنايات الدولية بالعاطفة و لكن بناءا على حقائق و تحقيق و كما قلت لك الكثير من القادة الأفارقة مرتكبو جرائم لذلك يحاولوا أن يستغلوا مسألة العاطفة و يقولوا أن هناك ملاحقة للافارقة فقط و هذا كلام غير صحيح.
حسنا أنتم خلال حديثكم حاولتم أن توضحوا أن ما يقال عن تسيس المحكمة و استهداف بعض الفئات أمر غير صحيح، في الوقت الذي ذكرتم فيه بعضمة لسانكم بعض النقاط التي أشارت إلى العكس على سبيل المثال: قلتم أن هناك من طالبوا بتقديم إسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية و كذلك تقديم بوش و بلير فيما يتعلق بأمر العراق و لكن حتى الآن لا إسرائيل و لا بوش و لا بلير قدموا للمحكمة لكن قضية دارفور كما ذكرتم انتم شخصيا فصل فيها بسرعة فما الفرق بين دارفور الإقليم و العراق الدولة بأكملها و كذلك فلسطين قضية تاريخية و ليست حديثة الولادة لماذا لم ينظر في أمر هذه القضية من قبل المحكمة الجنائية غير المسيسة و العادلة كما تصفونها؟
لا لا، الأمر ليس بهذه السهولة فالمحكمة تبني على إجراءات processus.
حسنا إذا كان ما تقولون صحيحاً فما الذي يمنع إجراء هذه الإجراءات كما فعل في دارفور فأنت شخصياً من قال ان بعد زيارتكم لدارفور 2004 و الحمله التفقدية التي قمتم بها و التصريحات التي تلتها من تسليط الضوء على القضية بعدها بشهرين ارسلوا وفد التقى بكم و قام بالتحقيق و تبني رؤيتكم و رفع الموضوع لمجلس الأمن، إضافة إلى ذلك انتم أيضا من قال ان المحكمة حققت في قضية البوسنة و قدمت القادة البوسنيين للمحاكمة، أذن بنفس المستوى هل عجزت المحكمة من إرسال وفود إلى فلسطين و العراق للتحقيق و رفع قرار لمجلس الأمن؟؟؟ كما حدث في قضية دارفور و البوسنه ما الذي يمنع؟ اعطني سبب واحد يمنع ذلك؟
أنت ما قادرة تفهمني مجلس الأمن يمكن أن يحميهم لأنه أصلاً الذي حول المسائلات السياسية السودانية للمحكمة الجنائية هو مجلس الأمن هو من قام بذلك و…
عذراً للمقاطعة، و لماذا مجلس الأمن لم يحول القضية الفلسطينية و لم يقدم بوش و بلير أيضا؟
أنت ما قادرة تفهمي هذه النقطة؟ لأن مجلس الأمن يحميهم هذه حماية أمريكيةَ
قلت له : طبعاً هذه النقطة بالتحديد انا فاهمها جيدا أكثر مما تتخيل، لكن أردت أن تقر بنفسك أن مجلس الأمن مسيس و المحكمة الجنائية مربوطة بمجلس الأمن فهو من يحول قضايا بعينها و هو أيضا من يغض الطرف و لا يحول قضايا أخرى، و المحكمة الجنائية تتحرك وفقا له، و طالما أن المحكمة تتحرك وفقا لمجلس أمن مسيس غير نزيه إذن ما بني على باطل فهو باطل.
فمجلس الأمن هو من حول قضية دارفور و فصل فيها و تقاعس عن تحويل قضية فلسطين و اسرائيل و كذلك موضوع العراق و جرائم بوش و بلير.
و انتم من قلتم أن إسرائيل و بوش و بلير يتمتعون بحماية أمريكية، أذن انتم تثبتون عكس ما ذكرتم عن أن أحد أهداف المحاكمة هو عدم الإفلات من العقاب و ها انتم تتحدثون عن حماية أمريكية اي الإفلات عن العقاب إذن من كان ظهره مسنود بحماية أمريكية يجرم و يفلت من العقاب، ثم إن حديثكم عن الإجراءات و التحقيق و ال processus الخ يعني هذه الإجراءات تمكنوا من تطبيقها في قضية البوسنه و دارفور الإقليم بسرعة كبيرة بينما فشلوا في التحقيق و اتباع نفس الإجراءات في دوله بأكمله كالعراق الدولة و ليس الإقليم؟ ، هل عجزوا عن اتخاذ نفس الإجراءات في قضية تاريخية مثل قضية إسرائيل و فلسطين؟ و عجزوا عن التحقيق في موضوع بلير و بوش!! هذا الكلام عجيب للغاية !!!
رد قائلاً : صحيح أن مجلس الأمن قد يكون مسيس و لكن هذا لا يعني أن القرار الذي اتخذه تجاه نظام الخرطوم كان مسيس، و هو قرار اتخذ بالإجماع لا يمكن أن نقول أنه باطل لأنه اتخذ بالإجماع و المشكلة ان في مجلس الأمن و لا واحد حاول يعمل فيتو ضد القرار الصادر في قضية دارفور .
حسنا السيد الإمام إذا كان إجماع هؤلاء الأعضاء الخمسة على قرار ما يعني صحته في نظركم و امتناعهم يعني عكس ذلك، فهل لك أن تقول لي لماذا نفس هؤلاء الأعضاء الخمسة لما يجمعوا على قضية العراق و بوش و بلير و تقديم إسرائيل أيضا للمحاكمة لماذا لم يجمعوا على ذلك و اتخذوا قرار نهائي في هذه القضايا؟؟؟؟لماذا لزموا الصمت؟؟؟
رد قائلاً : المهم أنا مقتنع بأن دارفور ارتكبت فيها جرائم.
السيد الإمام انا لم اغالط في هذا الموضوع و لم أفتى فيه، لكن تحدثت عن نقاط معينة انت تطرقت لها و أنا أستوقفتك عندها ، و الآن أيضا استوقفك هنا و اقول لك انت قلت أنك مقتنع بأن دارفور ارتكبت فيها جرائم بنفس المستوى إذن الست مقتنع ان العراق ارتكبت فيها جرائم أيضاً و كذلك فلسطين؟؟ و ما رأيك في من طالبوا بتقديم بلير و بوش هل انت مقتنع ام لا؟
رد قائلاً :نعم و لكن هذا لا يعني بما انه تمت جرائم في مناطق أخرى فهذا يلغي المساءلة الجنائية لما حدث في درافور.
لا لا لا السيد رئيس نداء السودان ، انا لم أتحدث إطلاقا عن موضوع إلغاء أو عدم إلغاء المساءلة الجنائية لكن تطرقت لنقاط معينة استوقفتكم فيها خلال حديثكم حتى تتضح الرؤية فصحيح كما قلت انت هناك 140 دولة أيدت المحكمة الجنائية و لكن هناك دول أخرى لم تؤيدها و لها أسبابها و نحن مهمتنا طرح الموضوع من الزاويتين مع و ضد.
و حتى نتأكد من صحة ما يشاع عن أن محكمة الجنايات تعمل بمبدأ إذا سرق فيهم القوى تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.
رد قائلاً :دارفور ارتكبت فيها جرائم و طالما هذه الجرائم مثبتة المحاكمة في محلها و إسرائيل لم توقع على نظام روما و كل من لم يوقع على نظام روما هو في حماية من المثول أمام المحكمة و..
عذراً السيد الإمام علي المقاطعة إذا كان الأمر كذلك فالسودان أيضاً كما قلتم أنتم شخصياً لم يوقع هو الآخر على نظام روما إذن لماذا حول هو الي محكمة الجنايات و لم تحول إسرائيل؟
رد قائلاً :نعم هذا سؤال يمكن أن تسأليه لأن مجلس هو من حول القضية السودانية إلى المحكمة.
قلت له :إذن رجعنا للمربع الأول محكمة الجنايات الدولية مرتبط بمجلس الأمن المسيس الذي يحول بعض القضايا و يغض البصر عن قضايا أخرى إذن محكمة مسيسة يديرها بطريقة غير مباشرة مجلس أمن مسيس.
و الآن دعنا ننتقل إلى نقاط أخرى.
تابعونا للحوار بقية