يطيب لي أن اترافع لصالح رواد المرافعات فأقول:
اولاً: الاسم الأصح لهذه النقابة أنها نقابة الحقوقيين، أو القضاء الواقف، لأن المحاماة يمكن أن تكون لحق أو باطل، ولكن لا بأس من استخدام الخطأ المشهور.
ثانياً: أهنيء المحامين الديمقراطيين على أنهم ديمقراطياً حددواً مرشحيهم، وجمعوا كل الصف الوطني الحقيقي، في مقابل مرشحين مأمورين بتعليمات فوقية على سنة أهل التمكين، فأسلوب الترشيح كاشف لنمطين: نمط الجبر، ونمط الاختيار؛ والنتيجة: قائمة التحرير، وقائمة التمكين. النهج الذي أفسد مؤسسات الدولة النظامية والمدنية، وأفسد ممارسات السوق الحر.
كل الذين انخرطوا في سلك التمكين انخرطوا في بيت طاعة من باب:
جلوا صارماً وقضوا باطلاً وقالو أصبنا فقلنا نعم
نرسل جنوداً لحرب أهلية في اليمن، أو نفتح بلادنا لقاعدة عسكرية أجنبية، أو نقرر ما نشاء، فيقول سدنة التمكين: نعم.
ثالثاً: الحريات العامة الآن في السودان من حيث حرية التنظيم، والتعبير، والتنقل، والنشر غائبة، في تناقض مع مقاصد الشريعة، ومع منظومة حقوق الإنسان الدولية. إذن وأنتم رواد المهنة الحقوقية استعدوا بكل قوة وحماسة لخوض معركة من أجل الحريات التي نعاها شاعرنا في بلداننا:
لقد شُيّعت فاتِنَةٌ، تُسمى في بِلاد العُربِ
تَخريباً، وإرهاباً
وطَعناً في القوانينِ الإلهيّةِ
لكن اسمُها في الأصلِ حُرّية
رابعاً: ما أحرى القوى السياسية الرافضة للفساد والاستبداد، العاملة من أجل نظام جديد، الاقتداء بما فعل المحامون لجمع الصف الوطني كله لحصار النظام، واستخدام كل الوسائل الخالية من العنف لإقامة النظام الجديد.
خامساً: أثمن غالياً مراجعة حلفائنا في المؤتمر السوداني وقرارهم دعم قائمة التحالف الديمقراطي لخوض معركة إذا ربحت كانت خطوة في طريق النظام الجديد، وإذا لم تحقق النصر فإنها سوف تكون صرخة تعبوية من أجل الحريات العامة.
وأقول للأخوة في المؤتمر الشعبي: لقد رفعتم شعار السلام والحريات. النظام لن يدفع استحقاقات السلام ولا حقوق الحريات، وسوف يستمر يرضعكم شطراً ميتاً فاسمحوا لأعضائكم من المحامين أن يتضامنوا مع زملائهم في تجمع التحرير والسلام.
سادساً: الحزب الحاكم الذي وصل للسطة انقلابياً وظف ويوظف أموال دافع الضرائب لدعم أدوات التمكين، ومنها النقابات التابعة له لا للدفاع عن الحقوق ولكن للامتثال للتوجيهات الأمنية.
أقول لكل أحزاب المطلب الشعبي، والقوى المدنية، والشبابية، ولرجال ونساء الأعمال الذين أذاهم فساد التمكين، أن يهرعوا سراً وعلانية لدعم فريق التحرير معنوياً، ومادياً. سارعوا لدعمهم فقد فعلنا نحن في حزبنا وفعل آخرون وسنواصل من كل الموارد فلا عطر بعد عروس. كل جنيه يدفع هو يدٌ في ساعد الحرية، ومسمار في نعش الزندية.
نقابة محامين حرة سوف تدافع عن المصالح الوطنية العليا لمنع بيع الأراضي، وإقامة كانتونات مدنية وقواعد عسكرية في أرض الوطن مجافاة للقواعد الدستورية والقومية اللازمة، بينما نقابة بيت الطاعة سوف تدافع عن هذا التفريط.
سابعاً وختاماً: أناشد فريق التحرير: رواد الحريات العامة وحقوق الإنسان، أن ينبهوا نقابات المحامين العربية والأفريقية، ومحامين بلا حدود ليدعموا معنوياً مطلب الحريات وحقوق الإنسان في السودان، فقضايا الحريات وحقوق الإنسان قضايا مهمة للإنسان في كل مكان.
يا أخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي الحقوقيين لكم منا التهاني الحارة على ما حققتم من تضامن واستعداد، ولكم ما تستحقون من أطيب التمنيات بالتوفيق فلكل مجتهد نصيب، والمطرودة ملحوقة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فإن معركتكم جزء من معركة التحرير الأكبر:
أعاذلتي مهلاً إذا ما تأخرت قوافلنا حتماً فسوف تعود
ولا بد من ورد لظمأى تطاولت ليالي سراها واحتواها البيد
(صالح عبد القادر)
والسلام عليكم ورحمة الله
الصادق المهدي