بسم الله الرحمن الرحيم
هيئة شؤون الأنصارللدعوة والإرشاد
الله أكبر ولله الحمد
المركـز العام – أم درمــــان
مكتب الأمين العام
ه/ش/دع/12/2017
“الأمير أحمد بشارة شبابٌ يتَجدَّد وقيمٌ تتجسَّد”
عرفت العم أحمد بشارة منذ بداية تسعينات القرن الماضي؛ والتقينا كثيرا في السجن وسافرنا معا داخل السودان وخارجه، وتعاملت معه في كل الظروف؛ وأظن أنّ شهادتي فيه مقبولة ؛ فقد وضع سيدنا عمر بن الخطاب منهجا لمعرفة الناس؛ ويتلخص في” أن تكون جارا للمرء، أو تعاملت معه بالمال، أو سافرت معه سفرا بعيدا تعرف به مروءة الرجل”؛ وقد تعاملت مع العم الأميرأحمد بشارة بأكثر مما تحدث عنه سيدناعمر بن الخطاب؛ وهو التعامل في ظروف الشدة التي تبرز معادن الرجال! فالعم أحمد بشارة في كل المواقف كان رجلا في زمن عزَّ فيه الرجال أصحاب المواقف المشرفة.
إنني في يوم تكريمه أسجل في حقه المعاني الآتية:
أولا: الإلتزام؛ العم أحمدبشارة منذ أن عرفته كان رجلا ملتزما بدينه، وفيا لعقيدته، صامدا في مواقفه؛ مبدئيا في تعامله؛ لم يُعْرف عنه أيَّ مظهر من مظاهر الخنوع، أو التردد، أوالتخاذل؛ والإلتزام في الاسلام يعني الإستقامة قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ” [الأحقاف:13]
ثانيا: التجديد: لقد ساهم العم الأمير أحمد بشارة في مسيرة التجديد التي سار عليها كيان الأنصار بقيادة الحبيب الإمام الصادق المهدي؛ حيث يرجع إليه الفضل في تكوين مكاتب الهيئة في غرب كردفان؛ وكان حلقة الوصل بين المركز وبين كثير من المواقع التي قامت فيها تكوينات لهيئة شؤون الأنصار؛ وكان حريصا على تقديم الشباب، وتوجيههم لقيادة العمل دون تشبث بمنصب أوتطلع لوجاهة.
ثالثا: الحكمة: يتميز العم الأمير أحمد بشارة بالحكمة وبعد النظر في طرح آرائه وأفكاره؛ وكانت مداخلاته في مجلس الحل والعقد متميزة ، ساهمت في اتخاذ القرارات المهمة التي أدت إلى تطوير الأداء؛ وكان ضمن الوفد الذي زار دار فور في بداية وقوع الأحداث في دار فور؛ وقد زار الوفد أكثر من عشر محليات، والتقى بالإدارة الأهلية والمسئولين والمواطنين؛ وكانت مداخلات الأمير أحمد بشارة حكيمة ومدركة لتقاليد القبائل وأعرافها.
رابعا: البعد الاجتماعي: العم الأمير أحمد بشارة ؛ له علاقات اجتماعية واسعة ؛ ويعرف الأصول الاجتماعية، وظل يُنَبِّه المركز دائما بالتواصل مع الأحباب؛ مهنئًا ومعزياً ومتفقداً؛ فمامن عزاء يحدث لأي فرد من الأحباب إلا ويتصل بنا ويزودنا بهاتفه لنعزيه، وإن كانت الوفاة في العاصمة يطلب منا أن نقوم بواجب العزاء، وزيارة المرضى وهكذا؛ بهذا العمل ساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية وتقوية التماسك بين الأحباب وقد قال صلى الله عليه وسلم:” لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” .
خامسا: الصمود: تعرض كياننا لمضايقات كثيرة، وابتلاءات، وامتحانات قاسية ؛ وكان العم الأمير أحمد بشارة في كل المواقف صامدا محتسبا؛ لم يهزه وعيد ولم يزحزحه إغراء؛ بل ظل صامدا كالجبل الأشم مقتنعا بأننا على حق، وسننتصر مهما طال ليل الباطل؛ ولابد من صنعاء وإن طال السفر.
سادسا: الأريحية: سافرنا سويا مع العم الأمير أحمد بشارة إلى مانيلا عاصمة الفلبين؛ للمشاركة في حفل تكريم الإمام الصادق المهدي لنيله جائزة قوسي، وكان معنا بعض رموز الوطن الاعلامي والثقافي؛ وقد خلق معهم الأمير أحمد بشارة تواصلا جميلا؛ فأحبوه وأثنوا عليه ؛ فكان بحق سفيرا للأنصار للتواصل مع الآخرين؛ وكان في تلك البلاد معتزا بأنصاريته ن وملتزما بالزي المميز “على الله” وحمل معه علم الأنصار في كل المحافل التي شاركنا فيها؛ كان هاشا باشا باسما ؛ يتمتع بأريحية فتح بها قلوب كل أعضاء الوفد فأحبوه وارتاحوا إليه .
سابعا: أقدم أسمى آيات الشكر للأحباب على هذه اللفتة البارعة بتكريم العم الأمير أحمد بشارة ؛ فهو علم من أعلام كياننا الديني والوطني؛ ويستحق تكريما يليق بعطائه من الجميع. ووصيتي للأحباب أن يتخذوا من العم الأمير أحمد بشارة قدوة ونموذجا للتأَسِّي ؛ فهو يُجَسِّد الأنصارية عقيدة، ومنهجا، وفكرا، وسلوكا، وأخلاقا؛ وهو يجمع بين حكمة الشيوخ وروح الشباب .
نسأل الله أن يحفظ الحبيب الأمير أحمد بشارة ، ويمد في عمره ،ويبارك فيه، حتى يواصل عطاءه المتجدد.
قال تعالى: ” إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً”
“ابنك المحب”
عبد المحمود أبُّو إبراهيم لأمين العام لهيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد
القاهرة: 25 ربيع أول 1439هـ
الموافق: 14 12/2017م
القاهرة