أقام حزب الأمة القومي اليوم الاثنين 28 أغسطس الحالي بدار الأمة ندوة بعنوان: نحو خطاب سياسي مشترك: التطبيع مع اسرائيل بين المصالح الاستراتيجية والمواقف الراهنة. وسط حضور نوعي، شارك فيها ممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وممثل سفارة فلسطين وممثلين عن الجالية الفلسطينية بالسودان.
ابتدر الندوة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بكلمة ضافية حول الخطاب السياسي الثابت المتجدد حول الموقف من عدالة القضية الفلسطينية وعدوان الكيان الصهيوني، واكد أن القضية لا تخضع للمزايدة أو الابتزاز، وكشف عن موقف الحزب تاريخيا وبراءة ساحته من أي اتهامات باطلة، وشدد على أن آل المهدي غير معنيين باي موقف نشاذ لا يمثلهم مشبها ذلك بموقف أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشار إلى ضرورة تبني خطاب سياسي يرفض التطبيع عبر لقاءات شعبية تنويرية في كل الولايات والدول تستنهض الشعوب لدعم المقاومة الفلسطينية وتجرم دعاوى التطبيع مع الكيان الصهيونى المغتصب.
من جانبه أكد د. محمد محجوب هارون الأكاديمي والخبير الاستراتيجي على ضرورة النظرة الكلية والاستراتيجية بإعتبار أن المصالح الحقيقية للأمة العربية والإسلامية تقتضي التشديد على رفض كل أشكال التطبيع، مؤكدا إن الكيان الصهيونى يسعى لضرب المنطقة العربية وخلق الفتن فيما بينها وأن الواجب بناء إرادة قوية للحفاظ على الأمن القومي ضد الاستهداف الصهيونى، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الكيان الصهيونى مفتوح الحدود وفق مخطط توسعي في المنطقة.
الأستاذ فيصل محمد صالح الإعلامي والمحلل السياسي فند في كلمته الأصوات والمواقف الراهنة الداعية للتطبيع بأنها أصوات نشاذ واعية للمخطط الإمبريالي التوسعي وتعد جزء منه ولا تخرج عن التآمر والعمالة، وأن ربط التطبيع بالمصالح فرية لا يمكن أن ينطلي على أمتنا، وأن هذه القضية لا تعرف الحياد وإنما قضية أمة في مواجهة كيان غاصب، وأن كل تجارب التطبيع فشلت لأن الكيان الصهيونى يعتمد على المعونات الأمريكية وأن مشروعه قائم على تفرقة الكلمة وزرع الفتن بين دول المنطقة، واشار الى ان السودان قدم الموقف السليم الداعم للمقاومة الباسلة التي دفعت ثمنا كبيرا ومن بعدها دول المواجهة التي تدفعت ثمنا مواقفها الرافضة للتطبيع وأن نصيب السودان لم يكن كبير لأنه لم يكن ضمن دول المواجهة. وأن الموقف يقتضي رفض التطبيع مهما كانت مبرراته، وان كان هناك حسنة في بروز أصوات التطبيع الآن فهي حافز لتبيان خطل هذه الدعوة وتنوير الرأي العام بحيثيات الرفض ودعم المقاومة..
من جانبه ثمن الأستاذ عباس ذكى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية موقف حزب الأمة القومي والإمام الصادق المهدي المناصر للقضية الفلسطينية وسرد فشل كل محاولات التطبيع لأن إسرائيل لا تنشد السلام والأمن في المنطقة وأن قضية فلسطين قضية أمة، مؤكدا على الدور الكبير الذي قام به السودان في مناصرته للقضية.
وأكد الأستاذ ساطع الحاج القيادي بالحزب الناصري في كلمته بأن حزب الأمة القومي لا يحتاج للدفاع عن مواقفه في القضية فهي ملك للشعب السوداني وهو يقدرها ويحترمها وأنه موقف مشرف ومشرق، وأن دعاة التطبيع لا يدركون مصالح الأمة وإنما تتبنى مواقفهم علي دعم توجهات الإمبريالية وأن هذه الأصوات موجودة في العراق والسودان وغيره من البلدان وليس مستغرب ظهورها في هذا التوقيت، مشددا على ضرورة مواجهة هذه الأصوات وإبراز الموقف السوداني الرافض للتطبيع.
الأستاذ عثمان الكباشي ممثل جمعية الأخوة السودانية الفلسطينية هاجم دعاة التطبيع واتهمهم بأنهم يمثلون مخلب قط لضرب مصالح السودان وأنهم لا يعلمون من تجارب التطبيع التي جلبت الحمضيات التي دمرت الزراعة في مصر وقسمت جنوب السودان وزرعت الفتن في المنطقة، وقال إن الإمام الصادق المهدي يمثل رمزية رجل الدولة المعارض الذي يؤتمن على السودان، ورحب بدعوة حزب الأمة القومي لاستهاض الأمة في هذه القضية لإبراز الموقف الصحيح، وشدد على عزل دعاة التطبيع بما يمثلونه من موقف معادي للوطن ومصالحه.
الأستاذ علي سعيد ممثل الحزب الشيوعي السوداني أكد على رفض حزبه للتطبيع وأن موقف الشيوعي واضح ومبدئي ضد الإمبريالية والصهيونية وداعم للمقاومة، وأن حزبا الامة والشيوعي ظلا على الداوم متفقين ومتضامنين في قضايا الشعوب وليس غريبا أن تتحد رؤيتهما مع القوى الأخرى في هذه القضية المركزية..
وفي ختام الندوة تم تكريم الإمام الصادق المهدي وتسليمه “خريطة فلسطين” من قبل ممثل السفارة والجالية الفلسطينية..
كما عبرت عدد من الأحزاب السياسية في مقدمتها حزب البعث السوداني والإخوان المسلمين وجمعية الصداقة السودانية الفلسطينية عن دعمهم للمقاومة ورفضهم للتطبيع مع الكيان الصهيونى..