عقار وعرمان لم يقولا إنهما مع المشاركة في الانتخابات
سنخوض بقواعدنا العريضة الانتخابات إذا توفرت الاستحقاقات
انقلاب الترابي على الديمقراطية ميَّز الصفوف
المؤتمر العام هو من يقرر رئيس الحزب القادم وأرغب في المغادرة
علاقتي بالترابي كانت في حدود الإنسانية والنسب
يظل الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي رقماً في السياسة السودانية لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، بل هو من الذين أرسوا دعائم السياسة وظل يعمل من أجل ديمقراطية تسود كل السودان في سبيل ذلك نحج في الوصول الى رئاسة الورزاء مرتين عبر صناديق الانتخابات، بعد انقلاب الإنقاذ عليه 1989م أخرج كتاب “الديمقراطية عائدة وراحجة”، للمهدي علائق محبة ومودة مع الصحفيين لا يرد لهم طلباً يجلس لكبيرهم وصغيرهم دون تردد. (الصيحة) جلست إليه في حوار يجمع بين الخاص والعام، فخرجنا بالتالي:
حوار ــ عبد الرؤوف طه ــ تصوير ــ محمد نور محكر
*بالتحديد متى ينعقد المؤتمر العام الثامن؟
– بالتقدير يجب أن ينعقد في النصف الأول من العام 2018م.
*بمعنى حزب الأمة بصحة جيدة؟
-لدينا 18 فرعاً للحزب بمعنى أننا موجودون في كل ولايات السودان .
*ما مدى فاعلية الحزب في الولايات؟
– الحزب فاعل في كل ولاية، ولدينا مكتب تنفيذي وسياسي في كل ولاية .
* نشاط الحزب يبدو بالخارج متراجعاً؟
– لدينا وجود في 73 دولة خارج السودان، وكل أفرع الحزب بالداخل والخارج ستقيم مؤتمراتها القاعدية لتصعيد عناصرها من أجل المشاركة في المؤتمر العام، ولدينا القواعد الفئوية الطلبة والشباب والمرأة والمهنيون.
*كيف تمضي الترتيبات للمؤتمر العام الثامن؟
– سنعقد ورشة بخصوص المؤتمر العام، وكتبت مذكرة للتأسيس الرابع لحزب الأمة، وكان التأسيس الأول 1945م، والتأسيس الثاني كان في العام 1965م ثم التأسيس الثالث في العام 1985م والتأسيس الرابع سيكون في العام 2018م، وسنتناول المستجدات الفكرية والسياسية والتنظيمية، وستكون ضمن الورشة، وسنناقش المذكرة التي كتبتها وبموجبها يتم تحضير الأجندة التي ستناقش في المؤتمر العام .
*هل نتوقع رئيساً جديداً يأتي عبر المؤتمر العام؟
– المؤتمر العام هو من يقرر، ولكن أنا أعلنت أنني سأتفرغ للأعمال السياسية القومية والفكر والسياسية الإقليمية والدولية، وأقوم بتاليف بعض الكتب عن السيرة النبوية لسيدنا محمد صلى عليه وسلم.
ـ ما الغرض من تدوين الكتاب؟
أريد أن أغير النظرة للسيرة النبوية التي تعتبر آية من آيات العقلانية، وأنا سأكتب محمد رسول الإنسانية وأبرئ السيرة من العجائب والغرائب وأبرّئه أيضاً من الحربيات، وأغيّر في وجهة نظر كل من ينظر للرسول بأنه قائد حملة مغازٍ لأن كل الغزوات التي قادها الرسول صلى عليه وسلم كانت دفاعية ليس لنشر الإسلام وإنما لحرية العقيدة، ولذلك سأتحدث بأن الإسلام لم ينتشر بقوة السلاح وإنما بقوة المنطق.
*ذكرتَ أنك تريد التفرّغ للقضايا الدولية؟
– نعم أريد أن أصلح الأمم المتحدة عبر منتدى الوسطية وعبر عضويتي في منتدى مدريد الذي يضم رؤساء الوزراء السابقين .
*وجودك بالداخل ليس له أي حراك عكس وجودك بالخارج كان هنالك حراك كبير؟
– نحن حزب مميز، كل الترتيبات تمضي على أساس دروي، وله قيادات محترمة واستطعنا أن نخلق حراكاً سياسياً كبيراً في الفترة الماضية.
*البعض عاب عليك عدم حضورك للمشاركة في عزاء د. حسن الترابي بينما حضر خالد مشعل رغم المخاطر؟
– علاقتي مع الترابي (ما قدر دا)
*في الآخر بينكما نسب؟
– صحيح هو نسيبي، ولكن من ناحية سياسية نحن بعيدون من بعض ومن ناحية فكرية كذلك نحن بعيدون من بعض، وأنا قمت بتأبينه وتقديم واجب العزاء، ولكن العلاقة (ما قدر دا) وناس خالد مشعل لديهم علاقات أيدلوجية مع ناس الترابي، ونحن ما عندنا علاقة معهم، بالعكس نحن نعتبر أنهم بالانقلاب الذي قاموا به قد ميزوا موقفهم تماماً من موقفنا .
*عفواً، لكن هذا الموت الذي يعطي مساحة للتسامح والعفو؟
– ليس في الموت شماتة، ونحن قدمنا واجب العزاء ولكن العلاقة (ما قدر دا).
*رجل بقامة الترابي ألا يستحق أن تعود من القاهرة للمشاركة في عزائه؟
– العلاقة (ما قدر دا) والعلاقة هي علاقة تعامل إنساني وعائلي ما أكثر من ذلك .
* ما هو موقف حزب الأمة من الانتخابات القادمة؟
– سنعقد ورشة في منتصف الشهر الجاري للحديث عن الانتخابات .
*بمعنى نتوقع مشاركة الحزب أم مقاطعته؟
– ما في حاجة اسمها انتخابات بالشكل دا وإذا مضت الانتخابات بنفس وتيرة 2010م و2015م لن ندخلها لأنها لن تكون انتخابات.
*هل ستكون لديكم ملاحظات على المعترك الانتخابي القادم؟
– نعم، أبرزها أن مفوضية الانتخابات معينة حزبياً وأجهزة الدولة كلها الإدارية وغيرها تابعة للمؤتمر الوطني وأجهزة الدولة الأخرى مسخرة للوطني وأموال الدولة كلها كذلك مسخرة للحزب الحاكم وأجهزة الإعلام القومية كلها مسخرة للمؤتمر الوطني وكل شيء مسخر للمؤتمر الوطني، ولذلك بهذه الصورة لا يمكن ندخل الانتخابات، ولذلك سنعقد ورشة لتقييم الوضع.
*بمعنى نتوقع مقاطعة حزب الأمة لانتخابات 2020م؟
– لن أجزم لك بذلك، أو (أقول ليك كلام نهائي).
*الخلاصة في شأن الانتخابات وموقفكم منها؟
-لا الخلاصة إذا كانت الانتخابات القادمة مثل انتخابات 2010م و2015 م يجب أن تقاطع بل تعتبر تزييفاً، ولكن في ورشتنا التي ستعقد منتصف الشهر الجاري سنحدد ما هو المطلوب إذا كانت هنالك انتخابات نزيهة وما هي استحقاقات الانتخابات النزيهة .
*ما هي الاستحقاقات التي يجب توفّرها حتى تكون الانتخابات حرة ونزيهة؟
– كل الطغاة في العالم العربي والإسلامي يصنعون انتخابات مطبوخة حتى يتسنى لهم مخاطبة الرأي العام العالمي، ولذلك نحن لن نشارك في انتخابات مطبوخة مثلما حدث في انتخابات 2010 و2015م وسنقول ما هي استحقاقات الانتخابات النزيهة.
*إذا توفرت شروط النزاهة هل ستخوضون الانتخابات؟
– إذا توفرت سنخوضها .
*هل يملك حزب الأمة قواعد كبيرة تؤهله للفوز في الانتخابات؟
– أعتقد لدينا قاعدة شعبية.
*ولكن منذ عودتك من القاهرة ليس هنالك حراك شعبي أو جماهيري يخص حزبكم؟
– بالعكس ومنذ عودتي من القاهرة أثبت أن قاعدتنا الشعبية قوية ومنذ عودتي طفتُ ست ولايات وكانت بها استقبالات شعبية .
ـ هل أفكار الحزب ما زالت تستهوي الجماهير؟
ما زلنا أصحاب فكر ومبادرات سياسية وتنظيمية تمكنا من خلالها من انتزاع شعبية موازية، ولكن كل هذا لا يعني أننا سندخل الانتخابات إلا بعد توفّر استحقاقاتها، وورشة منتصف الشهر الجاري ستحدد هذه الاستحقاقات .
*هل هي استحقاقات أم شروط؟
– هي استحقاقات ستكون شروطاً لأي انتخابات قادمة ندخل فيها.
*حلفاؤك في نداء السودان أعلنوا رغبتهم في دخول الانتخابات ووضعوا عدة شروط؟
– حتى الآن لم تتضح الرؤية ولم يتم حسم المسألة بصورة نهائية .
*عقار وعرمان أعلنا رغبتهما في خوض الانتخابات القادمة؟
– عقار وعرمان كتبا حديثاً، وقالا أنهما يريدان دخول الانتخابات بشروط وهي تتعلق بالاستحقاقات .
*طالبا بعدم ترشح البشير مرة أخرى؟
– لا ليست هذه الشروط، بل طالبوا بشروط أخرى حول نزاهة الانتخابات وعرمان وعقار كيف لهما أن يترشحا هم محكومان بالإعدام، وهذه الشروط يجب أن تزول، ويجب أن يكون هنالك تطبيع في الحريات.
*المحصلة نداء السودان لن يخوض الانتخابات؟
– نحن سنقنع كل الرأي العام الخارج عن المؤتمر الوطني بأن لا دخول في استحقاقات إلا بتوفير شروط كافية تضمن نزاهة الانتخابات.
* كيف تنظر للأصوات التي تنادي بإعادة ترشيح الرئيس البشير؟
رئيس تنزانيا أكمل دورتين وأراد حزبه ترشيحه ولكنه رفض، وقال: إذا لم أحترم الدستور فمن الذي سيحترمه، لذلك أرسلت له برقية أشيد من خلالها بهذا الموقف، وأنا أعتقد خطأ جداً أن تتم إعادة ترشيح الأخ البشير .
*في تقديرك هل فشل المؤتمر الوطني في إيجاد بديل للبشير؟
– المؤتمر الوطني مضطر يرشح البشير .
*لماذا؟
– لا يوجد خيار غيره .
* إلى أي شيء تعزو فشل الوطني في توفير بديل للبشير؟
– لأنهم لم يسمحوا لأي خيار آخر أن ينشأ، لذلك هم مضطرون لإعلان إفلاسهم من أجل تعديل الدستور لانتخاب الأخ البشير.
* في حالة تعديل الدستور هل سيشارك حزب الأمة في الانتخابات؟
– سنحدد ذلك عبر ورشة الحزب منتصف الشهر الجاري، ولكن أعتقد من الخطأ إعادة تعديل الدستور.
* البعض يضع العوامل الخارجية مثل الجنائية في مسألة ترشيح البشير؟
– لو حصل حوار وطني حقيقي يمكن يحدث اتفاق لإيجاد مخرج لمسألة الجنائية، وتكوين مفوضية حقيقية، وإنصاف بدل المحكمة الجنائية، ولكن هذا لا يتم إلا بحوار وطني حقيقي …
” الصيحة “