أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا) في السادس من يوليو الحالي قرارا علق بموجبه عضوية الاتحاد العام لكرة القدم السوداني، وبالتالي تجميد نشاطه الخارجي، وذلك على خلفية صراع بين مجموعات المصالح في الحزب الحاكم حول انتخابات الاتحاد وتمترس كل منها على موقفه غير آبه بتاريخ الكرة السودانية الناصع عربيا وإفريقيا، ولا بملايين السودانيين الذين يقفون متفرجين على فضائح النظام ومنسوبيه، مما أدى للتدخل الحكومي السافر، نعيا للقانون، وللعرف الرياضي، وتحطيما لآمال الشعب، وإهانة للسودان.
إننا إذ نأسف جدا أن تشهد بلادنا الرائدة في إقليمها كرويا اتخاذ قرار يجمد كرتها استنادا لمرجعية قانونية دولية، وبحيثيات صحيحة؛ فإننا نحمل النظام الحاكم مسئولية نسف الاستقرار النسبي في القطاع الرياضي، وما وصل إليه الوضع من ترد، وما ينتظر من احتمالات غير محمودة، في ظل العجز وفقدان الإرادة والفساد والدمار الذي ضرب كل القطاعات الاجتماعية والصحية والثقافية والاقتصادية، دهسا لكل لحمات الوطن الرياضية والفنية والقبلية والطائفية والأسرية والمجتمع مدنية والحزبية .. لقد عجز النظام عن تثبيت أية شرعية بالبناء والإنجاز مثلما ادعى، فطفق مسحا بالسوق والأعناق لكل رقع النسيج الاجتماعي السوداني بحثا عن شرعية بالنقض، وهدما لكل شيء عداه هو ورموزه وشخوصه ومحسوبيه.
إن ما دار من تدخل سافر في اتحاد الكرة وانتخاباته من قبل وزارة العدل وأمانة الرياضة بالمؤتمر الوطني وقيادات ذلك الحزب إنما هو استنساخ لدور لاعبين آخرين يعملون ب’كفاءة هدم’ بدرجات متفاوتة في كل مجالات الحياة العامة في السودان..
لقد ظهر مآل هذه التدخلات بتدمير كافة مرافق الحياة العامة، وتدهور كم ونوع الخدمات كافة، مما يجعل البلاد على حافة انهيار تام، ويؤكد أن هذا النظام انتهت صلاحيته وفقد كافة مقومات البقاء وأن إزالته صارت أمرا لا مناص منه.
إننا في حزب الأمة القومي أمام انسداد أفق حل الأزمة الراهنة والانزلاق المتسارع نحو مستنقع العبث والفوضى والفشل، نقول الآتى:
1. أن التراجع الخطير الذي حدث في الرياضة السودانية والذي يثير قلقا عميقا هو حلقة من حلقات الفشل الكبير لهذا النظام في إدارة البلاد فالرياضة ليست استثناء.
2. أن غياب إرادة وجدية النظام ومنسوبيه في معالجة الأمور، يؤكد استمرار نهج التعنت والمزاجية وغلبة منطق الإقصاء والانفراد في إدارة البلاد مما يقودها نحو الهاوية.
3. نحمل النظام كامل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع، وكل ما قد ينجم عن هذه الحادثة التاريخية الخطيرة مستقبلا، وندعو كافة محبي ومشجعي كرة القدم إلى التصدي لهذا العبث وقيادة زمام المبادرة بعزل ومحاسبة كل من تورط في هذه الكارثة.
4. نؤكد اهتمامنا بالشأن الرياضي ووضعنا لها في سلم أولوياتنا، لما تمثله الرياضة من صحة جسدية ونفسية، وانتماء، ودبلوماسية، وتواصل، ونهضة، وسيادة، ومستقبل.. هذه المعاني تجعل من الرياضة إحدي ممسكات الوطن وهويته، وإحدي مقومات انصهار المجتمعات، ومعلوم مكانة كرة القدم السامية بين الرياضات عالميا وإقليميا ووطنيا.. لكل هذا سنعمل إن شاء الله في حزب الأمة القومي على مواصلة الضغط بمختلف الوسائل السلمية، جنبا إلى جنب القوى الوطنية الحية، من أجل استعادة حرية وديمقراطية الحركة الرياضية، وتحرير البلاد من هذا النظام المورده إلى التهلكة في كل المجالات ومقزمه في كافة المحافل، ديدننا في ذلك إما حوار باستحقاقاته بعيدا عن مسرحية الوثبة، أو انتفاضة شعبية تبطل ما يأفكون.
وإذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.
8/7/2017
دار الأمة