إن اختيار شعار اليوم العالمي للمرأة لهذا العام هو “حان الوقت” اختيار موفق جدا،، فقد ناضلن نساء بلادي في سبيل تغيير حياتهن والمجتمع من حولهن الي الافضل عبر رحلة شاقة دفعن فيها الثمن اضعافا مضاعفة فوجدن الدعم والحماية من الامام عبد الرحمن المهدي والشيخ بابكر بدر والمؤازرة من القوي المستنيرة، رغم هذه الاشراقات التي اضاءت طريق تحرير المرأة، الا ان نساء بلادي واجهن تحديات جسيمة، وتعرضن لصنوف من العذاب والقمع والانتهاك من قوى الظلم بقوانينها وسياساتها المستهدفة المراة وقوي الظلام التي اصدرت الفتاوي المنكفئة التي تحط من قدر المراة وتحرض المجتمع لقمعها وازلالها، فأصبحت المراة السودانية ما بين سندان النظم المستبدة ومطرقة الجماعات المتطرفة، فهي تقاتل في كل الجباه من اجل كرامتها وحريتها وحقوقها. ومع هذه التحديات فقد ساعدت الحركة النسائية السودانية عاملان اساسيان كان لهما الاثر الاكبر في تقدمها هما:
اولا: عزيمة النساء التي لم تلين وتضامنهن في قضاياهن وقناعتهن بأن معركة التحرير والتنوير والتثوير هي فرض عين وليس كفاية، فقّدن الاحتجاجات والتظاهرات والمذكرات، واقّمن منابر الوعي والنقاش داخل احزابهن وتنظيماتهن، فكان لهن دورا رائدا في الفن والرياضة والاعلام والثقافة والسياسة لانتزاع حقوقهن واسهامهن في هذه المجالات، وقد شهد الجميع موقفهن في مسيرات خلاص الوطن في يناير وفبراير هذا العام مواقف “تملي العين حتي تفضل” اقداما ومواجهة وصمودا في الشارع والسجون، فكن عصيات علي الانكسار، وقويات في المحن، وبالتالي سطرن مواقف مشرفة يعتز بها كل سوداني غيور، فلهن التحية .. لوفاءهن لتاريخ الحركة النسائية والوطنية ووضعن لبنات اساسية في تراكم الانتفاضة ومسيرة الخلاص وحددن معالم المستقبل.
ثانيا: لقد ظلت مناصرة قضايا وحقوق المراة تحظي بتأييد المؤسسات الاكاديمية العريقة لاسيما الاحفاد وبدعم المفكرين المعاصرين وهم كُثر، علي سبيل المثال فقد سّطر قلم الحبيب الامام الصادق المهدي في عيد المراة هذا العام أحرف من نور في مقالته “سلام عليها في يوم عيدها” وظل علي الدوام يدعم ويناصر المراة السودانية برؤي متجددة ومعاصرة، كما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة في خطاب وجهه للمرأة في عيدها قائلا “أن المهمة الرئيسية هي إعطاء السلطة للنساء”.
وفي رسالتي هذه أكد بأن معارك النساء مستمرة من أجل التحرر والمساواة والحقوق والخلاص.
واوجه رسالتي هذه الي المراة السودانية في عيدها بأنها حتما ستنتصر بإذن الله .. فقد حان الوقت.. فلنشمر علي ساعد الجد وأن نقود معركة التحرر والخلاص.
كل عام ونساء بلادي وفي كل العالم بخير..
كل عام والشعب السوداني بخير.
سارة نقد الله
الامينة العامة لحزب الامة القومي
9 مارس 2018