تطـورات الأوضاع في السـودان مطلع العام الجديـد
لـقد ظل حزب الأمة القومي يُتابع تطـورات الأوضاع في البلاد عن كثبِ، والتي تحمل في طياتها بُشريات خلاص الوطن من الطغيان والاستبداد، وفي ذات الوقت تعكس حالة الإفلاس التـام للنظام وإعتماده على القمع الدموي للحفاظ على كرسي الحـكم تجنبا للملاحقة الجنائية الدولية.
في تطـور نوعي وقفزة جبـارة في طريق الإنتفاضة، تـم امس الاول من يناير التوقيع علي (إعـلان الحـرية والتغيير) لفتح مسارات التحول نحو الديمقراطية. وانسـحاب قوى سياسية مشاركة في النظام بموجب حوار الوثبة والانضمام الي صف الشعب كخطوة موفقة في الإتجاه الصحيح. في الوقت الذي أعُلنت فيه موازنة العام 2019م الأكثر كارثيةً وافقارا وتجويعا والتي يَصعب الالتزام بها صرفا وايرادا. وما تصريحات رئيس النظام الا إنعكاس لحالة اليأس والعجز.
إننا أمـام هذه التطـورات الهامة في بلادنـا نقول الآتـي:
أولا: إننا نَدعم بشدة إعـلان الحرية والتغيير، ونؤكد إلتزامنا بكل بنوده، لما يمثله من بديـل ناجـع يلبـي تطلعات شعبنا في هذا المنعطف، وندعو كافة مكونات شعبنا وقواه الحية لدعمه وتأييده، وصـولا الي تواثق قومـي لخلاص الوطن.
ثانيـا: إن انسحاب قـوى سياسية مشاركة في النظام لم يكن مفاجـئ بالنسبة لنا، نظرا لطبيعة النظام الآحادية والقمعية، نُرحب بهذه الخطوة الإيجابية التي تصب في مصلحة عزل النظام، وتجريده من اللعب علـى أوتـار حوار الوثبة، الذي اسبغ عليه قدسية مذعومة لمخرجاته ولكنه لم يلتزم بها كعادته، وعلي هذه القـوى المنسحبة دفع استحقاقات الموقف الوطنـي الصحيح ومساندة الشعب في ثورته الهادفة لإزالة النظام لصالح نظام جديـد.
ثالثـا: ميـزانية هذا العام 2019م تُنذر البلاد بكارثة كبـرى، بما فيها من عجز، وزيادة في الانفاق، وضعف تمويل الانتاج، وإهمـال خدمات ومعاش الناس، يؤكد ذلك ارتفاع الانفاق الي 53% عن العام الماضي، والعجز ارتفع الي 90% واصبح يمثل 25% من العجز الكلـي ومصادر تمويل هذا العجز هي طباعة بلا تغطية، مما يرفع التضخم والاسعار والقروض، والانفاق لا يتقيد في مسألة الأمـن والتظاهرات والاضطرابات ستزيد من الصـرف الأمنـي، كما أن نسبة التضخم المستهدفة 27% وهذه نسبة غير واقعية فالنسبة السائدة 90%، وعَجز الميزان التجاري المستهدف 2,5 مليار دولار، والعجز الفعلي في ظل الصـادر والوارد لا يقل عن 6 مليار دولار في العام هذا العجز مرشح للزيادة في ظل الفجوة بيـن سعر الدولار في السوق الموازي وسعر آلية السوق، إضافةً الـي أن شُـح النقد نَسـف ما تبقـي من ثقة في النظام المصرفـي وانكسار الدورة النقدية، هـذه المؤشرات تؤكد بأن هذا النظام مستهدف لشعبنا في معاشه واستقراره، فكلفة بقاءه باهظة، ورحيله أول خطوات التعافـي الاقتصـادي.
رابعـا: إن تصريـحات رئيس النظام في ولاية الجزيـرة ومع قادة الشرطة وبمناسبة ذكرى الاستقلال، تعكس حالة التخبط وفقدان البوصلة، بما تحمله من وعيـد وتهديـد وإرهـاب للشعب السوداني بالقصاص لتبرير مشروعية القتـل وسفك الدماء، مخالفا بذلك مقاصـد القصاص في النص القرآني التي تعني المعاملة بالمثل، هذه التصريحات التي تفتقر للمسئولية والحصافة تتعمد استفزاز الشعب السوداني، مما يُذكرنا بتصريـحات الطغاة في دول الربيع العربـي أمام المد الثـوري في الشارع.
خامسـا واخيرا: إن ملامح تطـورات الأوضـاع في البلاد تنذر بكارثة حقيقية، المخرج منها وحدة قـوى التغيير والخلاص، وتصعيد المقاومة الشعبية، ودعـم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية والمـذكرات والمواكب السلمية، حتي إزالة النظام وفتح مسارات للتحول الديمقراطي والسلام العادل والعدالة الاجتماعية.
2 ينـاير 2019
الأمانة العامة لحزب الأمـة القومـي
دار الأمـة