شهد هذا الاسبوع أحداثا مؤسفة بولاية وسط دارفور، حيث تعرض معسكر خمسة دقائق للنازحين قرب زالنجي يوم الاثنين 21 مايو، إلى هجوم من قبل مليشيات النظام، راحت ضحيته مواطنة، واصيب عدد من النازحين بجروح متفاوتة وخطيرة، واعتقل عدد من النازحين بالمعسكر، كما تعرض معسكر عرديبة بقارسيلا يومي الثلاثاء والأربعاء الي هجوم مماثل اكثر دموية، راح ضحيته اربعة قتلي وعشرات الجرحى.
تاتي هذه الاحداث المتتالية المؤسفة والاعتداءات المستمرة علي النازحين العزل، بواسطة مليشيات النظام والتي تهدف الي نشر ثقافة القتل والسلب والدماء بين الاهالي، والعَيثٌ في الارض فسادا، وارهاب النازحين، وإنتهاك الحق في الحياة، والحق في السكن والمأوي بمعسكرات النزوح واللجوء بعد ان شردتهم الحرب.
الاحداث الاخيرة توكد أننا أمام موجة جديدة من الاعمال الإرهابية، الموجهة والمقصودة، تنفذها مليشيات عمياء وصماء، تعتدي على الأبرياء والآمنين في شهر رمضان الفضيل الذي جعله الله أمنا وسلاما لعباده.
إننا في حزب الامة القومي اذ نستنكر وندين هذه الاعتداءات الغاشمة، فإننا نؤكد علي الاتي:
1. نؤكد علي ان الاعتداءات الاخيرة تمت تحت بصر النظام بيد أجهزته التنفيذية والأمنية علي المستويين المركزي والولائي، وبالتالي تتحمل هذه الاجهزة مسؤولية ما جرى، ولن تستطيع فتح اي تحقيق حول الاعتداءات، لأن ماتم هو تنفيذ سياسة النظام الاجرامية الداعية لتصفية المعسكرات بأي ثمن، ولنزع وجمع السلاح بالقوة، وهذا قفز علي الواقع المؤلم الذي يكذب ادعاءات السلام والاستقرار بدارفور، حتما سيخلف كارثة انسانية اذا استمر النظام في مساره هذا.
2. نحذر النظام من مغبة هذه الاعتداءات المستمرة والهجوم الغادر علي المدنيين العزل، وعلي استهداف النازحين، وسفك دماء الابرياء، فهل يستجيب النظام لصوت العقل!! كل التجارب تؤكد ان النظام صّم آذانه عن صوت العقل، لحظة ارتكابه جرائمه الدموية في حق المواطنين طيلة السنوات الماضية، فلم يستبين النصح الا ضحي الغد.
3. نؤكد بأن النظام الشمولي مازال سادرا في غيه، رُغم فشله في كل الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية، فلم يتبق له سوي استخدام القمع والارهاب والسلاح من منطلق الخوف والرعب ولحماية نفسه جراء الانتهاكات الواسعة التي نفذها في حق السودانيين تشبثا بالسلطة، ومحافظة علي مكتسبات التمكين، ولذا فإن معركة خلاص الوطن مسئولية جميع مكونات شعبنا في التصدي لوقف العبث والعنف والقتل لأهلنا في دارفور، فلن يكون هناك استقرار وامن في دارفور اوغيرها في ظل هذا النظام، فذهابه مدخلا حقيقيا للأمن والاستقرار والسلام في السودان.
4. نترحم علي الموتي، ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى، ونطالب المجتمع الدولي عبر بعثته لحفظ السلام بتحمل مسئوليته في حماية النازحين، والتحقيق في هذه الاعتداءات، ونناشد القوي السياسية والمدنية، بضرورة ترجيح كفة الوطن، والعمل المشترك والتنسيق والتكامل لمعركة استرداد الوطن والديمقراطية، ونشدد علي تمسكنا بموقفنا الثابت المتجدد بإزالة هذا النظام لصالح نظام جديد يكفل الحريات ويوقف التخريب والدمار والحرب ويحقق تطلعات الانسان السوداني في العيش الكريم والتحول الديمقراطي والسلام العادل الشامل.
24 مايــو 2018
الأمانة العامة لحزب الأمة القومي
دار الامـة