فجعنا كغيرنا من السودانيين بتوقف صحيفة حريات الإلكترونية اليوم 27 ابريل الحالي كأهم منصات الوعي والتغيير والديمقراطية والاستنارة، في وقت تضاعفت الحوجة لها وأخواتها وبلادنا قاب قوسين او ادني من الخلاص، فقد اسهمت حريات بمهنيتها واستقلاليتها وتعبيرها الصادق عن قضايا الوطن وهموم المواطن، بسياستها التحريرية الواضحة في بناء تراكم الوعي المعرفي بكتابات راي حرة وأخبار مسوؤلة وتقارير وتحقيقات مؤثقة منذ تأسيسها في اكتوبر 2010، فكانت ملجأ لإنصاف المظلومين ومنبر لمناصرة حقوق الإنسان والحريات الأساسية ومدرسة متفردة للاعلام السوداني الهادف من حيث وثائقية المعلومات ومصادرها وقدسية الكلمة وحرية التعبير، فتفاعل المجتمع السوداني مع رسالتها فشكلت وجدانه الثوري والاصلاحي في ذات الوقت، وارست ملامح طريق الانتفاضة ضد الظلم والطغيان كآلية للخلاص وفتحت ابواب الامل لمستقبل بلادنا قوامه الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية..
إننا في حزب الأمة القومي اذ نأسف لهذا التوقف لدواعي مالية فإننا نؤكد علي الاتي:
اولا: ان النظام الاستبدادي قد شوه الاعلام في البلاد، وسخره للدفاع والتبرير لسياسات الفشل والفساد والقهر ليساهم في تغبيش الوعي وحجب جرائمه واغتيال الرموز الوطنية، وقمع الاعلام الحر الذي قاوم سياسة النظام لاغتيال الكلمة، فكانت لحريات واخواتها منصات حقيقية لحرية التعبير والعمل الصحفي المعبر عن الشعب السوداني وهمومه وتطلعاته.
ثانيا: ان توقف صحيفة حريات لأسباب مالية يجعلنا جميعا احزاب ومنظمات مجتمع مدني وناشطين ورجال أعمال امام تحدي مساندة الصحيفة وتوفير الدعم اللازم لمعاودة الصدور من جديد، وهي اكثر مهنية واستقلالية وتعبيرا عن الحق والحقيقة.
ثالثا: واجبنا ضمن حزمة العمل المقاوم لخلاص الوطن، مد يد العون بلا من ولا اذي ولا اجندة لأسرة صحيفة حريات، وبالتالي فإننا ندعو كل دعاة التغيير والتنوير والتحرير للتحرك العاجل الآن قبل الغد لمناصرة حريات والاسهام في حل المشكلة المالية وسنكون بإذن الله في حزب الأمة القومي من أوائل المناصرين، لإيماننا بدورها ورسالتها الحرة.
اخيرا: نأمل ان تعاود حريات الصدور وان تلعب دورها الاعلامي الفاعل في خلاص وبناء الوطن.
سارة نقد الله
الامينة العامة لحزب الأمة القومي