بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
بيان شكر
قال تعالي :(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
شعب السودان الوفي الأبي المقدام، أمة الأفريقانية والعروبة والإسلام، أصحاب الضمير الحي في عالمنا المعمور.نخاطبكم اليوم والألم يعتصر أكبادنا ويشق قلوبنا ونعزيكم قبل أنفسنا في هذا الامتحان الصعب. إن فقد الحبيب الإمام رئيس الحزب لا يقتصر على حزبه وكيانه، بل يتجاوزهما ليشمل الأشقاء العرب وأهل أفريقيا وأمة الإسلام، بل وأهل الضمير الحي من سكان المعمورة، لأنه كان يعمل بكل جد واجتهاد لإرساء قيم الحرية والكرامة والمساواة والعدالة والسلام والمحبة في محيطه السوداني والافريقي والعربي والعالمي.الحبيب لم تكبله مصالح ذاتية ولا انتماءات حزبية، بل كان همه الاكبر تحقيق الصالح العام؛ كان مهموماً بالوصال بين شقي السودان وبين شقي أفريقيا، كان مجتهداً لتحقيق الإخاء الإنساني وتحقيق الإخاء الوطني بنبذ كل عوامل الفرقة والشتات ونبذ الاستعلاء القبلي والعرقي والجهوي والثقافي والديني. الحبيب الإمام الرئيس أرسى لبنات السلام في البلاد، وكان همه الشاغل عبور الفترة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي بِردِ الأمانة لصاحبها شعب السودان. كان حبيبنا الرئيس الراحل محباً للشعب السوداني، وفياً له؛ وبادله في حياته حباً بحب، وفاءً بوفاء، تأييداً واحتفاءً وانتخاباً؛ لقد توقعنا يوم رحيله الفاجع أن يظهر شعب السودان الوفي مشاعره ووفاءه للحبيب الراحل، لكننا لم نتوقع هذا التدافع وهذا العدد، في وقت تعاني فيه البلاد بل العالم أجمع من كارثة الكورونا، متجاوزين مناشداتنا لهم بالحفاظ على صحتهم، في مشهد غير مسبوق في أي تشييع بلا كورونا. إننا لا نشكر شعب السودان، فالراحل إبنه والفقد فقده والمصيبة مصيبته؛ ولكن مشهد الدعاء والرجاء أيام المرض، ومشهد التشييع، ومشهد العزاء، وفقد الحبيب وترديد محاسنه تثبت كلها وفاء أهل السودان وطيب معشرهم وأصالة معدنهم، وهذا كله يطوقنا جميعاً، مؤسسات وأفراد، بجمائل وفضائل تجاه هذا الشعب الكريم، ويضع على رقابنا ديناً يلزمنا بالتصدي لمصالح الشعب ومصلحة الوطن. إن مشاعر حب و تأييد أهل السودان الذي أظهروه منذ مرض الحبيب الرئيس تؤكد صحة نهج وسلوك ومسيرة حبيبنا الراحل؛ عليه نعاهدكم نحن في مؤسسات وأجهزة حزب الأمة القومي بالتمسك بالمبادئ والمثل والقيم التي رسختها مسيرة الحبيب الراحل؛ ونعاهدكم بالوفاء له، والوفاء له هو وفاء للوطن وشعبه؛ ونعاهدكم بالتمسك بالمؤسسية ورأي الجماعة والنهج القومي؛ ونعاهدكم بالتمسك برؤاه التي طرحها في التأسيس الرابع لحزب الأمة؛ ونعاهدكم بالعمل على تماسك المرحلة الانتقالية، وختامها المتفق عليه بإجراء انتخابات عامة حرة نزيهة يشارك فيها كل أهل السودان. إننا نشعر بالعرفان ونسدي أسمى آيات الشكر لكل الذين ساهموا في علاج الإمام، والذين شيعوه، والذين عزونا في الفقد الجلل. ونخص بالذكر:
• أسرة مستشفى علياء، وجمهورية مصر الشقيقة ودولة قطر الشقيقة ودولة المانيا لإبداءهم الاستعداد للمساهمة في العلاج،وفي مقدمة هؤلاء دولة الإمارات العربية المتحدة التي أقلته لأحد مراكزها المرموقة للعلاج.
• التشييع الرسمي الذي قام به مجلسا السيادة والوزراء ممثلاً في رئيسي المجلسين وأعضاءهما، وقوات الشعب المسلحة، والحداد لثلاثة أيام وتنكيس العلم، والإعلام والقنوات التي بثّت ما عندها من برامج ولقاءات تخص الحبيب الراحل والجمهور الوفي الذي استطلعته القنوات وشهد للحبيب بالخيرية.
• والشكر للسيد رئيس مجلس السيادة ،واعضاء المجلس الذين واصلوا معزيين اضافة للتشيع الرسمي، والشكر للسيد نائب رئيس مجلس السيادة ووفده الذين وصلوا سرادق العزاء.والشكر للسيد رئيس الوزراء وطاقمه لحرصهم على تقديم العزاء لقيادة الحزب وللأسرة،والشكر موصول كذلك للسادة الوزراء، ولقادة الأجهزة النظامية وطاقمها.
• ونشكر دولة قطر التي أرسل أميرها وفداً للعزاء، ونشكر دولة مصر التي أرسل رئيسها وفداً للعزاء. ونشكر الدول والمؤسسات والبعثات الدبلوماسية الذين وصلوا والذين أبرقوا معزين، والدول التي أبرقت معزية السيدين رئيس مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء.
• والشكر لقيادة القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والشكر موصول للطرق الصوفية ولممثلي القبائل التي وصلت وساهمت.
• والشكر لزملاء الحبيب الراحل في نادي مدريد ومنتدى الوسطية الذين ظلوا يتابعون بإشفاق أثناء المرض وأبرقوا معزين.
• والشكر موصول للصحافيين والكتاب والمفكرين والشعراء في العالم العربي والعالم أجمع الذين سطروا معبرين عن مشاعر حزنهم وعن وفاءهم للراحل المقيم.
• الشكر الجزيل والتضرع لله بالحفظ والسلامة للذين تدافعوا وحققوا الوداع المهيب في مشهد كان يصفه الحبيب الراحل في حياته بـ “عجال لاقن”.
والشكر للذين أقاموا حلقات الذكر والدعاء للحبيب الراحل وللذين أقاموا مراكز للعزاء في مختلف المحليات والولايات ليمنعوا الكثيرين من الوصول يوم التشييع الكبير التزاماً بتوجيه اللجنة العليا والشكر موصول للسودانيين بلا حدود في المهاجر علي إقامة مراكز للعزاء في مهاجرهم في السفارات و مقار الجاليات . إن مشهد التشييع والعزاء في كل مراحله وبكل تجلياته يشير لقبول ودرجة حبيبنا الراحل عند الحق عز وجل “ألسنة الخلق أقلام الحق”، ويؤكد المعنى الذي نعى به نفسه قبل ثلاثة أسابيع من انتقاله “شيعنا حقاني إلى الحق”. جماهير شعبنا الأوفياء: إن مصيبة رحيل الإمام وفقده في هذا الظرف الحرج، تتطلب منا جميعاً التعاون والتماسك والتعاضد والتشاور والتحاور لتحقيق ما يصلحنا وطناً وشعباً. إن استشهاده وإصابته بالكورونا واستشهاد الكثيرين الذين فقدناهم متأثرين بها، والذين يعانون في المستشفيات ومراكز العزل وفي بيوتهم من جراء الإصابة بها، كما أن حالة النقص التي نعانيها في الخدمات الصحية والعلاجية، كل ذلك يحتم علينا العمل بكامل جهودنا لمكافحة ومجابهة هذا المرض اللعين الذي كشر عن أنيابه في موجته الثانية والتهم خيارنا وأصاب الكثيرين منا، خصوصاً وأننا مقبلون على فصل الشتاء الذي يساعد في انتشار هذا الفيروس الكارثة. حمانا الله جميعاً وهيأ لشعبنا السلامة من كل الأمراض وكل أشكال المعاناة، وقيض لبلادنا مخرجاً سلمياً من كل أزم اتها لتنال وضعها اللائق بين الأمم.
حزب الأمة القومي
17ديسمبر2020م