استمرارا للقتل والعنف الذي أصبح سمة ملازمة للنظام الانقلابي، فجع الشعب السوداني بمقتل طالبين وجرح آخرين في حادثة مؤسفة في داخلية (سكن) طلاب جامعة امدرمان اﻹسلامية مجمع الفتيحاب يوم الخميس31 أغسطس 2017 والتي نفذها أحد طلاب الحزب الحاكم عند مداهمته للداخلية وقتل كل من الطالب جعفر محمد عبد الباري والطالب اشرف الهادي الدومة، قبل اقتحام الأجهزة الأمنية ومليشيات الحزب الحاكم الطلابية الداخلية والتي بدورها قامت بضرب وطرد الطلاب ونهب ممتلكاتهم.
هذه الواقعة لم تكن الأولى ولن تكن الاخيرة في ظل هيمنة عقلية القتل والعنف المستهدفة للطلاب والشعب وحمايتها بسياسات وتوجهات نظام ديكتاتوري بأكمله جُبل علي إزهاق الأرواح وسفك الدماء والتشريد في سبيل تمكينه وبقاءه في السلطة بأي ثمن، فهي ليس حادثة معزولة وعابرة ارتكبها شخص، وهذا ما يستدعي مواجهة النظام الانقلابي بجرائمه وانتهاكاته اليوم قبل الغد.
إن حزب الأمة القومي إذ يُدين ويّحمل النظام وحزبه ومليشياته المسئولية كاملة، يؤكد على الآتي:
أولا: يترحم الحزب على فقيدي الحركة الطلابية والوطن، ويتقدم بأحر التعازي والمواساة لزويهما، مع تمنياته بعاجل الشفاء للجرحى، ويؤكد على متابعة القضية في مسارها القانوني لإنزال أقصى العقوبة على المتهم، ومحاسبة كل من شارك في الحادثة، وفي مسارها السياسي بحل كافة مليشيات النظام وأولها بما يسمى بالوحدات الجهادية في الجامعات.
ثانيا: إن إسكان الطلاب واعاشتهم وتأمين حقهم في التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية والمحافظة على حياتهم وأمنهم، وتوفير البيئة التعليمية السليمة من أوجب واجبات الحكومة الراشدة، وإن تخلي النظام عن هذه المسؤولية تُعد في حد ذاتها جريمة مركبة تفتح الباب للجرائم الأخرى.
ثالثا: لقد ظل تدخل الأجهزة الأمنية في الجامعات والمجمعات السكنية للطلاب على الدوام يُشكل خطرا على الاستقرار الأكاديمي ومهددا للأمن العام، بما ترتكبه من انتهاكات واسعة لحقوق الطلاب وإهدار الأرواح والممتلكات، مما يتطلب قانونا وسياسة عامة تُحرم دخولها إلى سوح الجامعات والمجمعات السكنية.
رابعا: آن الأوان لإصطفاف كافة القوى السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني لتوفير كل أشكال الدعم السياسي والمدني والقانوني للطلاب وحمايتهم من عسف وإجرام النظام، فقد تكرر استهداف الحركة الطلابية بصورة مقلقة وبوسائل عدة سعيا لكسر إرادتها ووحدتها كأهم طلائع التغيير والخلاص.
5 سبتمبر 2017
دار الامة