رد رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي على ” أصوات حكومية أعلنت تجريم ما تحقق في اجتماع نداء السودان بباريس” (يعني ضمنياً الرئيس عمر البشير ) كما رد على آخرين يتهمون ما تحقق (هيكلة ورؤية تحالف قوى نداء السودان) بمداهنة النظام”.
وقال لدى مخاطبته أمس بلندن (24 مارس) ممثلي القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالمملكة المتحدة، وبينها اتحادات وروابط ونقابات مهنيين إنه ” يحلو للانقلابيين محاولة الصاق تهم العنف بنا ، فالانقلاب ( انقلاب البشير في 30 يونيو 1989 على حكومة منتخبة) هو تشريع لثقافة العنف، وقد شهد السودان مرحلة دموية غير مسبوقة ( خلال فترة حكم النظام الحالي).
وفيما شدد على أن “سجلنا السلامي ناصع بحيثياته” تحدث عن رئاسته لتحالف قوى (نداء السودان) وأوضح أنه “منذ العام 2014 أتراس اجتماعات النداء وما حدث ( رئاسته نداء السودان في اجتماع باريس ) هو تقنين لتلك الحالة”.
وبشان ما يردده النظام عن تحالف أحزاب مع حركات مسلحة قال إن ” قوى نداء السودان المسلحة غير مصنفة إرهابية، والنظام نفسه يحاورها، ووقع معها خريطة الطريق الأفريقية، وهي قوى يعترف بها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، ومع ذلك أعلنا في اعلان دستوري أن نداء السودان مؤسسة مدنية، والمكون العسكري خارج النداء، ومع ذلك هم ( قادة الحركات المسلحة) ملتزمون بموقف دفاعي إلى حين ابرام اتفاقية سلام”.
وأضاف “المدهش أن النظام (نظام الرئيس عمر البشير) هو المصنف بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو موقف يتجاهله النظام، مع أن السودان يعاقب بسببه عقوبات معلومة”.
و رد المهدي على “أصحاب هجمة أخرى( بعض المعارضين ) تقول إننا نسعى لمشاركة النظام” في الحكم ، وشدد في هذا السياق على أن “موقفنا المبدئي هو أن نحاور الطغاة من أجل خلاص الوطن دون مشاركتهم” بالحكم.
وكان المهدي استهل حديثه بتحية سودانيي المهجر، وقال إن ” سودان المهجر الآن يمثل ربع أهل السودان، وعندنا (حزب الأمة) 73 مكتباً” (في العالم ) وتناول عدداً من النقاط في صدارتها أن ” النظام الذي استولى على السلطة بانقلاب في عام 1989، شوه الإسلام في أعوامه الطويلة، ومزق السودان، ودمر الاقتصاد الوطني، واتبع سياسات محورية تتناقض مع الأمن القومي السوداني، واتبع سياسات دفاعية شوهت التركيبة القومية للقوات النظامية السودانية، ما يبرر التطلع لإنهائه ( النظام) وإقامة نظام جديد”.
وأكد أن الرفض للنظام مستمر منذ البداية، مشيراً إلى أن اتفاقات السلام التي وقعها النظام لم تحقق السلام والاستقرار، لأنها كانت ثنائية وأشبه بصفقات لم تخاطب أسباب النزاع، وبالتالي التوتر الأمني مستمر، ومع أن المقاومة المسلحة هدأت وصارت تجدد وقف العدائيات، فالحقيقة كما اثبتت أنه لا تنتهي الا إذا ابرمت اتفاقية سلام عادل وشامل”.
وفيما قال إن “المعارضة مستمرة، والهبات ضده مستمرة” دعا إلى “مشروع بديل لبناء الوطن” أكد أنه “طرح للقوى السياسية عهداً من أجل الوطن ونعمل ليوقع عليه زملاؤنا في نداء السودان، بل القوى العاملة من أجل نظام جديد”.
وأعلن أن خلاصة العهد الذي طرحه تنص على “حكومة قومية انتقالية، وتوفير الحريات، ومؤتمر قومي دستوري، وآلية للعدالة الانتقالية منذ العام 1956، وعلاقات خارجية غير محورية ومتوازنة، وابرام اتفاقية سلام عادل وشامل، واجراء انتخابات عامة حرة وتسليم السلطة للشعب بموجب، وتصفية دولة الفساد، وتحديد برنامج الإصلاح في مجالات اقتصادية واجتماعية وإدارية ودفاعية وأمنية”.
وقال المهدي أن ” السياسات البديلة سوف ترفق مع العهد من أجل الوطن وتُقدًم في ” مانفستو” بعنوان دليل بناء الوطن”، وأكد أنه سيسعى إلى تكملة وحدة النداء “وسوف نجري حوارات ثنائية مع كل قوى النظام الجديد بهدف الاتفاق القومي على مشروع بناء وطن السلام والديمقراطية والإدارة العادلة للتنوع، و”نأمل أن يكتمل ذلك في شهرين”.
كما أعلن ” نشاطاً تعبوياً داخل وخارج السودان سينطلق، كما سينطلق نشاط دبلوماسي يخاطب الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ودول الجوار والاتحاد الأوروبي والترويكا، وسنطالبهم بدعم مطالب الشعب السوداني المشروعة”.
ودعا القوى السياسية السودانية خارج (نداء السودان) إلى “الاتفاق على هدف النظام الجديد والعهد المقترح مع احتمال أن نختلف في الوسائل”، وقال إن ” بعضنا يرفض أي حوار مع النظام ويحصر وسيلته في الانتفاضة، هذه وسيلة متفق عليها، ولكننا نقبل وسيلة الحوار الوطني كما وقعنا عليها في خريطة الطريق”.
واقترح المهدي على ” القوى الرافضة لأي حوار، التعاون فيما نتفق فيه، وتفهم أسباب المختلف عليه، فالأسرة الأفريقية والدولية بل الحكمة الوطنية تتطلب افساح المجال للحوار باستحقاقاته إن أمكن، وقد كان ناجحاً في كثير من البلدان في جنوب أفريقيا وشيلي، واسبانيا”.
وشهد لقاء الوطني نقاشاً حيوياً وطرحاً لآراء عدة ، تناولت قضايا السودان الساخنة، وشمل ذلك تأكيد متحدثين “عدم جدوى الحوار مع النظام والدعوة لرفضه، إضافة إلى دعوة لتفعيل دور المرأة في العمل السياسي في الأحزاب كافة، وأن النظام بلا مشروعية، وأن المعارضة فاشلة وهناك رتابة في العمل السياسي الحزبي السوداني”.
ورد الصادق على عدد من الأسئلة والتعليقات وقال إن السودان يتمتع بتنوع سياسي ودعا القوى السياسية السودانية إلى إعادة اكتشاف أنفسهم، مشيرا إلى أن حزب الأمة يسعى إلى تأسيس رابع للحزب، وأن النظام (نظام البشير) هو الذي فصل جنوب السودان وليس الولايات المتحدة الأميركية.
ونفى اتهام المعارضة بالفشل وقال إنها ” نزعت الشرعية من النظام، إذ بات مطارداً، وغير مستقر ومطارد وهو يحاول دائماً أن يغير جلده”. كما أعلن أن التواصل مستمر مع عبد العزيز الحلو (رئيس حركة تحرير السودان).
وكان رئيس لجنة جزب الأمة القومي بالمملكة المتحدة الدكتور محمد الأنصاري خاطب اللقاء في البداية مرحباً بالإمام الصادق المهدي، ومشدداً على أهمية اللقاء، وأدار اللقاء محمد زين عديلة رئيس اللجنة المركزية لحزب الأمة بلندن ومحمد المكي أحمد ( رئيس تحرير صحيفة التحرير الإلكترونية) بحضور الدبلوماسي السابق الحارث ادريس على المنصة.