حزب الأمــة القومـي
في ذكـرى الإستقلال من المستعمر الخارجـي، وإنتصار ثورة شعبنا على المستعمر الداخلـي..
تمُر علينا هذه الأيام الذكرى الرابعة والستون لإستقلال بلادنا الثاني، وشعبنا قد أسقط الديكتاتورية الثالثة، مما أضفى علي الذكرى بعداً آخر يجسِّد معاني الإستقلال، والثورة في آنٍ واحد..
يطيبُ لنا في هذه السانحة أن نحيِّي نضال الرواد الذين قاوموا الإستعمار بكل بسالة، كما نحيِّى شهداء الشعب السوداني منذ فجر الإستقلال الأول الذي حققته عزيمة أبطال المهدية، مروراً بشهداء هبات شعبنا المتواليات ضد الديكتاتوريات المبادة، لا سيما شهداء ثورة ديسمبر المجيدة..
لقد تبنّت جماهير حزب الأمة القومي بشرفٍ وعزيمة شعار (السودان للسودانيين)، ودفعوا لقاء ذلك أغلى الأثمان، وما أحداث مارس 1954م ألَّا أبرز الدلائل علي ذلك..
إن خصوصية ذكرى إستقلال بلادنا هذا العام، تتجاوز الأبعاد الإحتفالية إلى التوقف عند إستلهام دلالاتها الرمزية، كمناسبةٍ عظيمة تمجِّد نضالات شعبنا لتحقيق غاية الإستقلال النبيلة، كما أنها تكرِّس تصميم هذا الشعب لبذل المزيد من النضالات والتضحيات للتحرير والإستقلال مجدداً، من كل أشكال الإستعمار الداخلية والخارجية، وكلما دعت الضرورة لذلك..
يؤسفنا جداً أن هذه المناسبة العظيمة تمُر على بلادنا ودماء طاهرة قد أريقت في مدينة الجنينة غربي السودان، ونسأل الله الرحمة للقتلى، وعاجل الشفاء للجرحى..
إن درب الإستقلال الحقيقي للبلاد ما يزال طويلاً، وسيظل شعبنا يحفر على الصخر، ويدفع بالتضحيات المتتالية حتى يتحقق كامل الإنعتاق، ولينبلج فجر الديموقراطية المستدامة في بلادنا، ولينعم الشعب كله في وطنه الموحد في تسامحٍ لا يعرف التمييز بين أبناء الوطن الواحد..
وسيظل حزبُ الأمة القومي على ذات العهد، عاملاً بكل إخلاص، مع حلفائه، وأصدقائه نحو تحقيق غايات ثورة البلاد المتمثلة في الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة..
1 يناير 2020م
الواثـق البـريـر
الأمين العام لحزب الأمـة القومـي
دار الأمـــة – أم درمـــان