بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد مسعود بارزاني
رئيس إقليم كردستان
أخي الحبيب
أبدأ بتأكيد تعاطفي مع الشعب الكردي الذي واجه معاناة كثيرة.
وأثني بأن المجموعات الوطنية في أكثر بلداننا ذات الهوية المختلفة من القومية السائدة او المذهب الديني السائد تعاني من مظالم معلومة.
ولكن العمل على معالجة هذه الأمور بآلية تقرير المصير سوف يؤدي لتشظي الدولة الوطنية في كافة المناطق، وهي نتيجة سيئة وتحقق مرامي الأعداء الإستراتيجيين للمنطقة كلها، أي أن برامج تقرير المصير سوف تحقق عكس مقاصدها، بل تحقق مقاصد غيرها.
النهج الصحيح هو أن تحدد المجموعات الوطنية المذكورة في الدولة الوطنية المعنية مطالبها المشروعة في الحكم اللا مركزي، وفي النصيب العادل في السلطة والثروة، وفي الاعتراف بالهوية الثقافية كأساس للوحدة ضمن التنوع في الدولة الوطنية.
هذا النهج يدعمه وعي المجموعات الوطنية المذكورة بحقوقها، ويدعمه انتشار ثقافة وآليات حقوق الإنسان عالمياً، ويرجى أن تتجاوب معه قيادات الدولة الوطنية في كل مكان تجنباً للتشظي البديل المحتوم للإعراض عن مشروع الوحدة ضمن التنوع.
الإستفتاء المزمع سوف يصير سابقة تفتح أبواب التشظي وتقويض الدولة الوطنية في المنطقة، وهذا يعطي قوى الهيمنة نصراً بلا حرب.
لذلك أرجو صرف النظر عن تقرير المصير كوسيلة لإنصاف الشعب الكردي، وتبني الدعوة لعقد اجتماعي جديد يحقق ذلك الإنصاف في ظل الوحدة ضمن التنوع، وقفل الباب نهائياً أمام إقامة وحدة الدولة الوطنية على هوية اقصائية، وقفل الباب نهائيا أمام التطلع لتقرير المصير كوسيلة للتصدي لذلك النهج الاقصائي.
ليكن تتويج نضالكم خطوة نحو إصلاح الدولة الوطنية بموجب عقد اجتماعي جديد بدل أن يكون خطوة تفتح باب التشظي والاحتراب في منطقة تئن من ثقل النزاعات، ومن ثلاثة عوامل خبيثة تراهن على اتساع واستمرار تلك النزاعات هي:
الكيان الإقليمي الدخيل المغروس في المنطقة.
الحركات الإرهابية التي استشرت في المنطقة.
تجار السلاح الذين يراهنون على اتساع واستمرار النزاعات.
كل أمر يحقق عكس مقاصده باطل، لذك وبكل الحرص الأخوي أناشدك أنت وسائر قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وسكان الإقليم التخلي عن مشروع تقرير المصير وتبني مشورع العقد الاجتماعي الجديد لدولة وطنية تصون الوحدة باحترام التنوع.
ولك أطيب التحيات والسلام.
الصادق المهدي
19/9/2017م