أتقدم بأطيب التهاني والتبريكات للأم السودانية والشعب السوداني بمناسبة عيد الأم.
لقد عانت الامهات السودانيات معاناة مضاعفة من هذا النظام منذ يونيو 1989، قّتل ازواجهن في حروب عبثية في اطراف البلاد، وأجبر الالاف من الامهات على ترك منازلهن واللجوء إلى معسكرات اللاجئين في لهيب الصيف وزمهرير الشتاء وتكسو وجههن الكآبة والحزن، وشّرد ابنائهن في بلاد الشتات واطراف المدن، وسّن قوانين قمعية طالت النساء بشكل اساسي اعنفها قانون النظام العام، وطّارد العاملات لكسب لقمة العيش، وزّج بهن في السجون والمعتقلات، وفّرض نظام تعليم يجعل تعليم ابنائهن شبه مستحيل، وقّيد دورهن بقوانين وسياسات واجراءات تمييزية،
هذا عطفا علي انعدام الرعاية الصحية لا سيما الصحة الانجابية، هذا النظام جعل امهات بلادي في اوضاع قاسية ومهينة، فالنساء اكثر الشرائح الاجتماعية اختناقا وتضررا من استمرار هذا الوضع، وبالتالي فإن النساء صاحبات المصلحة الاولي في التغيير، ومازال الحلم يراود الام السودانية بحياة كريمة وآمنة ومستقرة.
ان كفاح المراة السودانية من اجل نيل حقوقها وحريتها يتجدد يوم بعد يوم، فقد ضّربن نساء بلادي اروع الامثال في النضال والتصدي لقضاياهن علي المستوي الاجتماعي والسياسي والمعيشي، مما اهّلهن الي قيادة ملاحم وطنية مشرقة من اجل واقع افضل ورحاب ابشر.
وانا أحيي امهات وطننا العزيز بهذه المناسبة العطرة أتوجه بنداء لكل الاحزاب السياسية والمجتمع المدني والقطاعات الحية بضرورة إيلاء أهمية قصوى لقضايا المراة ومناصرتها لاستعادة حقوقها المسلوبة في الرعاية الصحية والاجتماعية والمشاركة السياسية والمجتمعية والدفاع عن حريتها وكرامتها، فقد آن الاوان ان تكون قضايا المراة في مقدمة الاولويات في برامج الاحزاب ومشروعات المجتمع المدني واستراتيجيات البناء الوطني.
كما ادعو جميع نساء السودان بالتمسك بحقوقهن والمحافظة علي تراكمية النضال ووحدة الصف النسوي وبناء اجندة المستقبل..
تحية للأم في عيدها وأجمل التحايا والتبريكات لها، مع تمنياتي ان يحل العيد القادم وقد تحققت للمرأة السودانية تطلعاتها، وللشعب السوداني حريته وكرامته وللوطن استقراره وسيادته.
سارة نقد الله
الامينة العامة لحزب الامة القومي
21 مارس 2018