الأميرة الأنصارية سارة نقد الله تحكي لأول مرة عن أسرار زي على الله وحوادث مارس 2_1
حاورتها عبير المجمر (سويكت)
في Hôtel Holiday Inn بباريس
فاطمة أحمد إبراهيم هي مفخرة لكل السودانيين والسودانيات ورمز من رموز الوطنية.
الأمير عبدالله عبدالرحمن نقدالله هو من قاد حوادث مارس التي كانت بداية الإعلان الأول لإستقلال السودان مع مجموعة الإستقلاليين.
السيدة سارة من الرموز النسائية لحزب الأمة و كان عندها باع طويل فى المجال التنفيذي و العلاقات الخارجية و أسست إلى أن تتولى المرأة أعلى المناصب بمنتهى الكفاءة.
الأمير عبدالرحمن نقدالله كان من القيادات الشبابية ذات التأثير في حزب الأمة و صاحب فكرة شباب الأنصار و زي على الله و له مواقف وطنية حازمة و قوية.
الأمير عبدالله عبدالرحمن نقدالله و عبدالله خليل شخصيات كان لها دور أساسي في البناء التنظيمي لحزب الأمة و تشكيله و تطويره و هم من تبنوا شعار السودان للسودانيين منذ تأسيس الحزب في 27 فبراير 1945.
نحن عندما نصل إلى قناعة بأن هذا هو طريق النضال و الكفاح و المنهجية لا نتراجع إلى الوراء و الناس فسرت ذلك بالشجاعة و الإقدام.
عند زيارة الرئيس نجيب إلى السودان تمت محاكمة الأمير عبدالله عبدالرحمن نقدالله بسبب حوادث مارس التي قال عنها أحد البريطانيين انها كانت بداية إعلان استقلال السودان.
الإخلاص للوطن هو الدرب الذي يجمع الجميع عندما يصبح الوطن في محنة و في حاجه إلى قدوة تتقدم الي الإمام و تفتح الطريق للآخرين.
الجزء الأول
الأميرة الدكتورة سارة نقد الله سليلة بيت سوداني أنصاري وطني ثوري و هي إنسانة عفيفة شريفة و مناضلة جسورة ،هي و شقيقها الأمير عبدالرحمن نقدالله سجلا بطولات و صولات و جولات رائعة في مقاومة نظام الإنقاذ الانقلابي الفاشستي الإستبدادي الديكتاتوري وكلاهما تم سجنه وإعتقاله و كل ذلك لم يثنيها عن دورها الرسالي و النضالي و بالرغم من أنها أستاذة جامعية تجدها تشارك دائماً في المظاهرات والاحتجاجات ضد الظلم و الفساد و الإستبداد.
و هي قيادية بارزة في حزب الأمة تدرجت بأدائها المتميز بالحنكه والحكمة إلى أن صارت الأمين العام لحزب الأمة.
كانت قد جاءت أخيرا إلى باريس عقب إطلاق سراحها للمشاركة في نداء السودان.
فالتقيتها و أجريت معها هذا الحوار الذي أحيلكم الآن إلى مضابطه :
قالوا أن سارة نقد الله وفاطمة إبراهيم وجهان سياسي و فكري فى الشجاعة و الجرأة فماذا تقولين أنت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسوله الكريم
الأخت العزيزة فاطمة أحمد إبراهيم ربنا يرحمها ويغفرلها هي مفخرة لكل السودانيين و السودانيات و هي رمز وطني من رموز الوطنية ،و نحن السودانيون عموماً عندنا المقدرة في التعبير عن رأينا و وقوفنا في الرأي القوى، و الواحد والواحدة منا عندما يصل إلى قناعة إلى أنه هذا هو الطريق الذي يريده يسير فيه و هذه هي المنهجية التي يريد أن يتبعها و هذه هي الوسائل التي يريد أن يستخدمها بعد ذلك لا يصبح لدينا طريق للرجعة إلى الوراء و يمكن أن يفسر الناس ذلك بالشجاعة أو الإقدام لكن طبعاً….
قلت لها مقاطعة عذرا السيدة سارة ، هم لا يفسرون و لكنهم يقيمون الأفعال و المواقف، و انت مواقفك و أفعالك السياسية و الفكرية ليس لها وصف أخر غير الشجاعة و الجرأة و التمسك بالفكر و المبدأ والقضية الوطنية، و هذه الجرأة و الشجاعة هي التي تجمع بينكم و بين السيدة فاطمة أحمد إبراهيم رحمة الله عليها؟
نعم بالرغم من أننا من مدرستين مختلفتين لكن تجمعنا القضية الوطنية هذا صحيح و كما قلتي التمسك بالمبدأ والفكر فعندما يصبح الإنسان مخلص لوطنه أعتقد أن هذا الدرب يجمع الجميع و عندما يصبح الوطن في محنة يصبح محتاج إلى قدوة تتقدم إلى الأمام حتى تفتح الطريق للآخرين.
كثيرون يعتقدون أن السيدة سارة نقد الله هي أقوى و أشجع أمين عام مر علي حزب الأمة فكيف تعلقون على ذلك؟
لا طبعاً، حزب الأمة الحمدلله رب العالمين كان عنده سبعة أمناء عامين سابقين و لكل واحد منهم رمزيته و قوة شخصيته و تأسيسه إذا كان الأمين العام عبدالله خليل أو عبدالله عبدالرحمن نقدالله فهؤلاء في فترة تأسيس الحزب في 27 فبراير 1945 كان لهم دوراً أساسي في البناء التنظيمي و شكله وتطوير الحزب و تبنيهم شعار أن يكون السودان للسودانيين، و جمعوا تحت هذا الشعار جميع السودانيين الحادبين على مصلحة الوطن، و بعدهم يأتي عمنا عمر نور الدائم رحمه الله و أخونا عبد النبي على أحمد و أخونا الفريق صديق محمد إسماعيل و بعده الدكتور إبراهيم الأمين و أنا أعتبر الشخصية السابعة كأمين عام لحزب الأمة.
و أمين عام حزب الأمة موقع له مواصفاته ومنهجيته و يلزم الإنسان الذي يكون فيه أن يكون مربوط بمبادئ و قيم الحزب و هيكلته والقضايا الوطنية التي يتبناها الحزب و يصبح هو الجهاز التنفيذي الذي ينفذ هذه المسألة و بالتالي جميع الأمناء العاميين في حزب الأمة ملأوا خانتهم في الوقت الذي كانوا فيه.
قلت لها :جميع الشخصيات الذين ذكرتيهم هم رجال إذن أنت المرأة الوحيدة التي تولت منصب أمين عام في حزب الأمة و مع ذلك كانت مواقفك قوية وصامدة؟
هو طبعاً واحده من محامد حزب الأمة أنه أول حزب ينتخب امرأة كأمين عام لحزب الأمة وهو كما ذكرت رأس الجهاز التنفيذي للحزب، وحزب الأمة بكل تاريخه و إرثه أعتقد أن تولى المرأة جهازه التنفيذي أمر يحمد للحزب، فقد كان حزب الأمة أول حزب سوداني يأتي بالأمين العام له امرأة ، و هذه لم تك المرأة الأولي ففي فترة من الفترات عملنا أمانة خماسية بعد إنتفاضة أبريل رجب عندما أصبحت عندنا كوادر قيادية كبيرة جداً و حتي يتم إستيعابها عملنا تعديل في هيكلتنا و قمنا بعمل أمانة عامة خماسية و كان فيها دكتور عمر نور الدائم و السيدة سارة ودكتور أدم مادبو والسيد أبو بكر عديل والأخ نصر الدين الهادي، و قد كانت الأمانة العامة جماعية، و بالتأكيد السيدة سارة كان عندها باع طويل في المجال التنفيذي و علاقتها الخارجية و الشأن الحزبي و بالتأكيد كان عندها أيضاً دور مقدام جداً و مهم و مؤثر و بالتالي هي من الرموز النسائية للحزب التي أسست إلى أن المرأة يمكن أن تتولى أعلى المناصب بمنتهى الكفاءة.
السيدة سارة، ال نقدالله يمتازون بالقوة والشجاعة و الصرامة في القضايا الوطنية و يمتازون بالمواقف البطولية الرائعة بدءاً بالوالد نقدالله و الأمير عبدالرحمن و إنتهاءاً بكم فهل هذا عائد للتربية الأنصارية أم ماذا؟
نعم أكيد التربية الأنصارية عندها مؤثرات سياسية في بناء الشخصية القوية المعتدلة الجرئية في إبداء رأيها وأيضاً الكفاح و النضال وللتربية الأنصارية دور وتأثير كبير في هذه المسألة، و الأمير الكبير عبدالله عبدالرحمن نقدالله ربنا يرحمه و يغفر له و يحسن له بقدر ما أحسن للمواطن السوداني و للحزب هو في وقته و مع الإمام عبدالرحمن الذي كان من القيادات الشبابية و صاحب فكرة تكوين شباب الأنصار فهو من قام بفكرة (زي على الله) على أساس أن يصبح الزي الرسمي لشباب الأنصار، وفكرة شباب الأنصار جاءت من فكرة الكشافة و قد عمل الأمير عبدالرحمن علي تسكين هذه الفكرة داخل الحزب و هكذا نشأت فكرة شباب الأنصار و أصبح عندهم الزي الخاص بشباب الأنصار (زي على الله) وهو عبارة عن زي أبيض معه جزمة باته بيضاء و شراب أبيض، و قد تمت تربيتهم و تدريبهم تدريب عالي جداً معتمد على المؤهلات و على طريقة التجميع، و طريقتهم تتمثل فى أن كل تسعة أشخاص عندهم رئيس و يسمونهم (العشرات)، و كل ثلاث عشرات يعملوا لهم مقدمية فيها ثلاثة و ثلاثين شخص، و رئيس هذه المقدمية بأجمعها يصبح رئيس الثلاث و ثلاثين شخص، و بعد ذلك كل عشرة يجتمعوا و يصبحوا مائه لذلك قد تكوني قد سمعتي عندنا في هيئة شؤون الأنصار و في تكويننا يقولون لكي :(فلان هذا كان رأس مائه )، و المسألة التنظيمية عندهم تتمركز في أن المعلومة تصل لرأس العشرة، و هؤلاء العشرة كل واحد منهم يوصلها للآخرين أي بمعني إن المعلومة لابد أن تصل للجميع، فقد كان عندنا تنظيم منضبط تماماً و هذا كان داعم أساسي لتنظيم الحزب في نشأته الابتدائية في عام 1945 بعدها تجمع الشباب و تمكنوا من أن ينهضوا بالتكوينات المحلية التي كانت على مستوى الأحياء و الفرقات و بعد ذلك في الوقت الذي كانت فيه على مستوى المديريات، فبالتالى الحمدالله رب العالمين حزب الأمة عنده وجود قاعدي في كل مناطق السودان على مستوى الحي و الفريق و القرية حتى المديرية، و قد حصل تعديل كثيراً من التابع 1945 لذلك عندنا العديد من اللوائح التنظيمية و التعديلات الدستورية التي تقوم بتغيير هيكل الحزب على مستوى الجهاز التنفيذي و التشريعي و الجهاز الرئاسي و بالتالي تحصل التعديلات الدستورية و يأتي رئيس المؤتمر العام إلى الحزب، فالأمير عبدالرحمن هو من المؤسسين لشباب الأنصار و زيه و الأمير عبدالله نقدالله عنده مواقف حازمة جداً في قضايا مختلفة في البلد.
هل لك أن تتكرمي بذكر بعض هذه المواقف للأجيال النابتة؟
طبعاً من المواقف الأساسية حوادث مارس، و حوادث مارس هذه مازالت حتى الآن حته مظلمة تحتاج مننا إلى كشف الضوء عليها، فهي كما قال أحد الخواجات الإنجليز :(حوادث مارس كانت الإعلان الأول للإنتقال لإستقلال السودان)،فالسيد محمد نجيب رئيس جمهورية مصر آنذاك كان يريد أن يأتي إلى السودان و يحضر إفتتاح أول برلمان سوداني في أول مارس 1945 و الأمير عبدالله آنذاك كان قد أعد الشباب من جميع الولايات على أساس أن يعملوا إستقبال لنجيب و في نفس الوقت يسمعوه صوتهم (صوت الإستقلاليين)، و آنذاك الشخص المسؤول في الشرطة في ولاية الخرطوم طلب منهم أن يجمعوا عصايتهم و سكاكينكهم و قد كان ذلك بالفعل و قاموا بجمعها من جميع هؤلاء الشباب، و عملوا صفيين من مطار الخرطوم إلى القصر الجمهوري و توقف هؤلاء الشباب على أساس أن سيارة نجيب سوف تأتي قادمة في وسطهم و هم يهتفوا ،و لكن للأسف الشديد حصل تغيير خط سير سيارة الرئيس نجيب و غير مسار موكبه، و هؤلاء الشباب آتاهم خبر أن الموكب تم تغييره فتحركوا من هنالك و جاءوا حتى الميدان شرق وزراة المالية و غرب القصر الجمهوري حيث كان حشداً كبيراً، و في ذاك الوقت أحد الضباط الخواجات أطلق رصاص في الهواء و حصل إشتباك بين الأنصار و الشرطة و حصلت أحداث دموية استشهد فيها الكثيرين و تحاكم الأمير عبدالله عبدالرحمن نقدالله و مجموعة من قياداتنا مثل : حسن صالح، و عمنا على فرح ،و مجموعة من القيادات تمت محاكمتهم على هذه الأحداث، لكن أنا أعتقد أن هذه الأحداث كما ذكر آنذاك البريطاني الذي لا يحضرني إسمه الآن أن حوادث مارس هذه كانت هي بداية إعلان استقلال السودان.
قلت لها :إذن الشعب السوداني لم يخطأ عندما وصف أسرة نقدالله بأنها اتصفت بالمواقف البطولية و الوطنية.
ثم واصلت قائلةً : السيدة سارة نقد الله كان الشعب السوداني قبل خروجكم مشغول بالمظاهرات و لكن بعد خروجكم من المعتقل هدأت الأمور لدرجة مخجلة جداً فماذا جرأ في رأيكم؟
للأسف الشديد نحن كنا قد بدأنا هذا الشغل على مستوى تحالف قوى المعارضة، لكن في الفترة الأولى اعتقلت جميع القيادات التي كانت قد قامت بهذا العمل إحتمال أن واحده من أخطائنا أنه كان يجب أن نقوم بترتيبات مختلفة على أساس أن العمل لا يقف ، بإذن الله تعالى نوعد جماهير الشعب السوداني بإذن الله تعالى أن إعلان خلاص الوطن الذي فيه آليات التغيير التي تشمل الإعتصامات و المظاهرات ستستمر إلى أن تصل للإضراب العام و سنستمر و نرتب لذلك انشاءالله بإذنه تعالي إلى أن نعلن خلاص الوطن انشاءالله.
تابعونا للحوار بقية
الأميرة الأنصارية سارة نقد الله تحكي لأول مرة عن أسرار زي على الله وحوادث مارس 2_2
الجزء الثاني
خارطة الطريق تلزم القوى الموقعة عليها في نداء السودان بالإلتزام بالحل السلمي كحل سياسي و تلزم الحكومة ببسط الحريات و إطلاق سراح المعتقلين و نعلم أن النظام لن يلتزم بذلك.
السيد الإمام لن يترشح لرئاسة الحزب في المؤتمر العام الثامن لحزب الأمة و سيقام المؤتمر و ننتخب رئيس حزب الأمة القادم.
لا طبعاً، لن أقبل بمنصب رئيس وزراء قضيت أربعة سنين أمين لحزب الأمه و هي فترة كافية جداً و هذه اخر محطة بالنسبة لي مافي طريقة لأي محطة ثانية.
خارطة الطريق فكرة الإتحاد الإفريقي برئاسة تامبو امبيكي و ناس النظام وقعوا عليها أولاً ثم نداء السودان و جميع الأطراف الموقعة ملزمة بالإلتزام بوثيقة خارطة الطريق.
%80 من ميزانية الدولة تصرف على الأجهزة الأمنية لذلك هي مبرطعه في البلد برطعه أساسية و مجندة أعداد كبيرة جداً من الأشخاص.
السيد الإمام داعم للمرأة السودانية دعم أساسي و عنده رؤية متقدمة جداً في إطار التجديد الفكري و المؤسسي و دوره على المستوى العالمي و الأفريقي و العربي و الإسلامي لا يحتاج لتعريف أو تسليط ضوء.
في السابق كنا نفكر في إسقاط النظام الديكتاتوري العسكري دون أو مع برنامج لما فيما بعد لكن الآن إستفدنا من التجارب.
في ظل الإنقاذ تم تدمير الجانب التربوي و التعليمي و كثرت الجامعات و المدارس الفاقدة للكفاءة و المهنية و غير مطابقة للمواصفات والمقاييس و اللوائح.
المرأة السودانية محل ما بختوها تسد و تملأ العين لمن تفضل و هي موجودة في جميع المحافل و المجالات و تفوقت و تقدمت على ذويها من نساء الإقليم المحيط بها.
حكومة الإنقاذ دمرت المجال التربوي و التعليمي و أصبحت مهنة التعليم مهنة من لا مهنة له.
حاورتها عبير المجمر (سويكت)
في Hôtel Holiday Inn بباريس
الجزء الثاني
الأميرة الدكتورة سارة نقد الله سليلة بيت سوداني أنصاري وطني ثوري و هي إنسانة عفيفة شريفة و مناضلة جسورة ،هي و شقيقها الأمير عبدالرحمن نقدالله سجلا بطولات و صولات و جولات رائعة في مقاومة نظام الإنقاذ الانقلابي الفاشستي الإستبدادي الديكتاتوري و كلاهما تم سجنه و إعتقاله و كل ذلك لم يثنيها عن دورها الرسالي و النضالي و بالرغم من أنها أستاذة جامعية تجدها تشارك دائماً في المظاهرات و الاحتجاجات ضد الظلم و الفساد و الإستبداد.
و هي قيادية بارزة في حزب الأمة تدرجت بأدائها المتميز بالحنكه و الحكمة إلى أن صارت الأمين العام لحزب الأمة.
كانت قد جاءت أخيرا إلى باريس عقب إطلاق سراحها للمشاركة في نداء السودان.
فالتقيتها و أجريت معها هذا الحوار الذي أحيلكم الآن إلى مضابطه :
السيدة نقدالله غلاء المعيشة و غلاء الأسعار و إرتفاع الجنية السوداني كلها كانت مبررات لخروجكم إلى الشارع و لكن اليوم لم نسمع من يشكو كل ذلك مع العلم أن الحال مازال كما كان عليه فما السبب في ذلك؟
نعم طبعاً السياسات الأخيرة الاقتصادية للحكومة كانت فيها زيادات جنونية و أثرت على كل قطاعات الشعب السوداني مع تدني المرتبات و عدم إمكانية الصرف و تراكم جميع هذه الأشياء على عاتق المواطن السوداني لكن للصبر حدود و ستأتي لحظة الإنفجار، فعندما يصبح رب البيت عاجز عن تلبية إحتياجات أولاده و متطلبات منزله سينفجر و يثور، لأن المسألة الآن لم تصبح فقط إنعدام لقمة العيش و الدواء و لكن حتى جرعة الماء ستنعدم و جميع هذه الضغوطات على كاهل المواطن البسيط ستعجل بالإنفجار المنتظر.
قلت له ضاحكة : نتمني ذلك فثلاثين سنة عدت و نحن في إنتظار هذا الانفجار.
ثم واصلت قائلةً : السيدة سارة ما هي أطروحاتكم في إصلاح مناهج التعليم في السودان التي إندثرت تماماً بسبب تخبط سياسيات النظام المنهجية و التعليمية؟
و الله يا إبنتي هذا أخطر موضوع مسألة تدمير النظام التعليمي، فالنظام التعليمي كان يعتبر من أهم و أقيم الأشياء التي كان يتمتع بها الشعب السوداني لكن نحن الآن في السياسات البديلة التي أجريناها يعتبر التعليم فيها محور خاص و أساسى لأنه لابد من إيجاد سياسات بديلة للتعليم، فقد دمروا في الأول بخت الرضا المعهد الذي كان مسؤولاً عن المناهج و متابعتها و تجربتها و تغييرها و تقييمها و إعدادها و تأهيل المعلمين على مستوى السودان، و قد كان معهد بخت الرضا يتمتع بسمعة ممتازة ملئت الآفاق و لكن الأن إندثرت و إنهدمت و بقت مهنة التعليم في ظل النظام الحالي مهنة من لا مهنة له، يعني الناس الذين لا يجدون عمل في أي منطقة يقولون لك 🙁 أذهب و إشتغل معلم لفترة محدودة حتى تمشي أمورك)، فالبتاكيد عندك حق في ظل هذا النظام حصلت هزات أساسية في المناهج و في تأهيل و تدريب المعلمين و لذلك أن وزارة التربية والتعليم إنعدم و إندثر فيها جانب التربية الذي هو الجانب الأساسي في منهجيتنا و الأساس في غرس الأسس الأساسية لمجتمعنا، ففي السابق كانت المدارس مسؤولة عن هذه المسألة لكن للأسف لم يعد هناك تربية و لا حتي تعليم، و بالتالي نحن في حزب الأمة منهجنا المتمثل في السياسات البديلة فيه رؤية كاملة لإعادة التعليم و منهجيته و إعداد المعلمين و جميع هذه المسائل، فالان و للأسف يمكنك أن تجد مدرسة و جامعة في أي مكان بينما في السابق كان هنالك ضوابط و مواصفات معينة يقوم على أساسها إنشاء المدارس و موقع المدرسة و الجامعة لابد أن يكون بمواصفات معينة و محددة، و لكن للأسف الشديد الآن جميع هذه الأمور إنهدمت، لكن بإذن الله تعالى سياستنا البديلة في حزب الأمة في مجال التعليم على وجه الخصوص سوف تعالج هذه الجوانب، فقصية التعليم حتى على المستوى العالي أصبحت كارثية فهنالك أكثر من 26 جامعة و الآن أعتقد أصبحوا أكثر من 30 جامعة و طقم الأساتذة يفتقد للكفاءة و المهنية لذلك نحن في خططنا نعمل على تقليل عدد الجامعات إلى خمسة جامعات و نركز على الإعتماد على الكفاءة و المهنية.
تمام ، السيدة سارة البعض يرى أن سارة نقدالله بكل ما تملك من مقدرات و كفاءات و تجارب و خبرات موقعها الحالي لا يمكنها أن تخرج كل ما بمعيتها فإذا تم ترشيحكم على سبيل المثال لمنصب رئيس الوزراء مكافأة لمواقفكم الوطنية و النضالية و حتي يتمكن الوطن من الإستفادة من قدراتكم هل تقبلون بهذا المنصب أم لا ؟
لا طبعاً لن أقبل، و الله الآن في الوقت الحالي أنا قضيت أربعة سنين أمين عام لحزب الأمة و إفتكر أنها فترة كافية جدا و هذه أخر محطة بالنسبة لي ما في طريقة لأي محطة ثانية.
السيدة سارة نقدالله هل تعتقدين أن الأحزاب السياسية تملك برنامجاً جاهزاً لما بعد إسقاط النظام إذا أستلمت السلطة؟
نعم، نعم، نعم بالطبع هذه واحدة من الأشياء التي إستفدنا منها و استخرجناها من تجاربنا السابقة، ثورة أكتوبر و أبريل رجب في التجربتين النضاليتين كنا حريصين على أن يزول النظام العسكري الديكتاتوري الحاكم دون أو مع برنامج لما فيما بعد، لكن الأن نحرص على أن نجهز تفاصيل (ثم ماذا بعد ذلك؟)، يعني الآن بحمدالله رب العالمين إستفدنا من الدرس السابق و صار لابد من أن يكون هنالك برنامج معروف لدى المواطن لما بعد إسقاط النظام و ماذا يمكن أن نعمل بعد ذلك؟ و كيف سيكون ذلك؟ و بأي طرق و أي أساليب؟ ،فبالتالي قمنا في حزب الأمة بدراسات اسميناها السياسات البديلة في القطاع الاقتصادي و الإجتماعي و الخدمي و التربوي فكل هذه المسائل سنخرج فيها كتيب (السياسات البديلة)، هذا الكتيب يبين كيف سنعيد بناء السودان العريض بعد زوال النظام.
نعم، السيدة نقدالله في رأيكم لماذا تعثرت الثورة النضالية و ما هو المطلوب لنجاحها؟
طبعاً الجبهة النضالية محتاجة لتوحيد الجبهة المعارضة ،و الحمد لله الآن بدأت خطوات أساسية للتوحيد، و نحن في 17 يناير عملنا إعلان أسميناه (إعلان خلاص الوطن) فيه منهجية واضحة تركز على ماذا تريد الناس أن تفعل ما بعد إسقاط النظام؟ و كيف سيتم ذلك؟ و انشاء الله ربنا يقوينا و يقدرنا أن نعمل التغيير الأساسي الذي نتمكن من خلاله إعادة السلام الكامل الشامل العادل للوطن و الحكم الديمقراطي الحقيقي و إعادة بناء الوطنية بعد قيام التغيير اللازم.
السيدة سارة نقدالله تحرير المرأة السودانية إلى أين؟
المرأة السودانية الحمدالله هي تعتبر المرتكز الأساسي في المجتمع السوداني و دورها في الحياة السياسية السودانية بدأ منذ عهد بعيد جداً، فقد كان تكوين الإتحاد النسائي في عام 1952 و دعم القيادات السياسية الوطنية للإتحاد النسائي في ذاك الوقت كان عبارة عن رؤية و فهم متقدم جدا و كذلك وجود المرأة السودانية في الساحة السياسية و في مختلف المجالات و المحافل، فعلى سبيل المثال عندنا نحن في حزب الأمة كان وجود المرأة و دورها السياسي اساسي و مهم جداً، و يمكن أن في فترة الإنقاذ هذه قد ظهرت منظمات نسائية مطلبية و داعمة لقضية المرأة في مختلف النواحي و الإتجاهات، و بالتالي فقد أصبحت المرأة السودانية مؤهلة تماماً للعب دور أساسي في تطوير المجتمع السوداني ففي مختلف القطاعات نجد النساء متواجدات و بنسبة عالية جداً نجدهن في الأكاديميات الجامعات و الحمدالله رب العالمين كما قال أخونا محجوب شريف ربنا يرحمه و يغفر له (محل ما بختوها تسد و تملأ العين لمن تفضل)، لذلك نحن نفتكر أن المرأة السودانية تقدمت كثيراً على نساء العالم و الإقليم المحيط بها بصورة كبيرة جداً و ربنا يقدرنا أن نعمل حاجات إضافية و أساسية لها في الزمن القادم انشاءالله.
نتمني ذلك، السيدة سارة المحللون السياسيون يرون أن هذا النظام سر بقاءه في قبضته الأمنية لاسيما و المعارضة ضعيفة و مهلهه و الإنشقاقات فيها متعددة و كل حزب بما لديه فرح؟
نعم النظام قبضته الأمنية عالية جداً و يصرف 80% من ميزانية الدولة في الأجهزة الأمنية لذلك (الأجهزة الأمنية مبرطعه في البلد برطعه أساسية و مجندة أعداد كبيرة جداً من الأشخاص)، لكن مع ذلك الصبح آتي ،نعم نحن في المعارضة يمكن أن نقول أن هناك مجموعات لكن المعارضة ليست مشتته و لا متفرقة لكن هنالك مجموعات ،و بحمدالله سيتم التوافق على أن تصنع قوي التحالف جبهة عريضة لكل المعارضة السودانية ،و نحن في حزب الأمة عندنا مشاريع نعمل فيها بمهله و تأني منها الحركات الشبابية و دعمها و توحيدها و تسخيرها لخدمة قضية الوطن و كذلك الحركات النسائية يجب أن تكون لها جبهة عريضة و تصبح جزء من حركات التغيير من أجل الوطن و أيضاً الحركات المطلبية و الطلابية عموماً يحب أن يكونوا رأس الرمح في عملية التغيير، و الآن و الحمدالله نحن ماضون في توحيد الحركة الطلابية حتى تصبح واحدة من الأذرع الأساسية للتغيير القادم بإذن الله.
نتمني لكم التوفيق، كيف ترى السيدة سارة نقدالله السيد الامام (مفكر ؟مجدد ؟إصلاحي ؟زعيم قومي و عالمي؟ أم اب روحي؟)، و إذا كان كل ذلك كذلك فمن سيخلفه؟
الإمام الصادق المهدي ربنا يطول في عمره هو يمثل جميع هذه الصفات التي تكرمتى بذكرها ،فهو مفكر ،مصلح ،مجدد، هو سياسي و دبلوماسي و إنسان مجدد تماماً، و بالنسبة لنا نحن كنساء في حزب الأمة هو داعم للمرأة السودانية دعم أساسى، و في إطار التجديد الفكري و المؤسسي عنده دائما رؤية متقدمة جداً، و شخصية السيد الإمام علي مستوي العالم الإسلامي و الأفريقي و العربي و مستوى العالم لا تحتاج إلى تعريف أو تسليط ضوء.
و رداً على الشق الثاني من سؤالك من سيخلفه في الحزب؟ نحن الآن في المؤتمر العام الثامن انشاءالله الذي سيقوم فيه الإمام بطرح أنه لن يترشح لرئاسة الحزب و بعد ذلك سنضع الأسس لمواصفات الرئيس، و بعدها يترشح من يريد الترشح و سوف نعمل المؤتمر العام الذي سينتخب رئيس حزب الأمة القادم بإذن الله.
السؤال الأخير السيدة نقدالله، أنتم الآن في باريس و نشهد إجتماعات و مفاوضات نداء السودان بينما بعض السودانيين مستائين من هذا الحدث و يعتقدون أن الهدف الرئيسي و الأساسي من وراء هذه الضجة و الأجتماعات هو إحياء خارطة الطريق الداعية للحوار مع الحكومة بينما الشارع السوداني خاض مظاهرات و مسيرات و احتجاجات ضد النظام فبينما الشارع مهيأ للحراك الشعبي و الانتفاضة المعارضة تجلس لإحياء خارطة الطريق بدل أن تدعم خيار إسقاط النظام الأمر الذي أصاب الكثيرين بالإحباط؟
لا أبداً طبعاً، الإجتماع في الأساس هو إجتماع تشاوري لوضع سياسات و هيكلة نداء السودان و برنامج العمل القادم.
أما خارطة الطريق فهي واحدة من الآليات الأساسية، و خارطة الطريق هذه اخترعها الإتحاد الإفريقي برئاسة تامبو امبيكي، و ناس النظام كانوا قد وقعوا عليها أولاً ثم نداء السودان وقع بعدهم في مارس 2016، فمنذ ذلك التاريخ نحن نفتكر أن خارطة الطريق هي جهة أو وثيقة ملزمة للحكومة و للجنة الإتحاد الإفريقي و لتامبو امبيكي و ملزمة لقوى نداء السودان أيضاً، و هي تلزم القوى الموقعة عليها أن الحل الذي سيأتي لابد أن يكون حل سياسي سلمي للبلد ، و أن النظام عليه أن يلتزم بتهيأت المناخ لإلغاء القوانين المقيدة للحريات بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين و نحن نعلم أن النظام لن يلتزم بتنفيذ جميع هذه المسائل و لهذا نحن نقول أن خارطة الطريق هي إحدى الآليات.
و نحن في حزب الأمة ماضين في برنامج جديد هو (برنامج إعلان خلاص الوطن) و هو كما قلت لك في البداية بهدف تخليص الشعب و في النهائية نحن نرى إنه لازم يكون هناك أيضاً التزام من الإتحاد الإفريقي و المجتمع الدولي في أن الخيار السوداني للانتفاضة السلمية و التغيير يكون داعم أيضاً لخيار خارطة الطريق.