▪تُطلُّ علينا اليوم الذكرى السنويةُ الأولى لمذبحة فض إعتصام القيادة العامة التي نُفِّذت بليل، ضد أبنائنا وبناتنا وهم معتصمين بقيادة جيش بلادهم الوطني، يحرسون ثورتهم التي ضحوا لأجلها بأرواحهم ودمائهم.

▪إن تلك المذبحة الرهيبة، والتي لن ينساها الضميرُ الإنساني أبداً، ما كانت إلا حلقةً واحدة، أشد دمويةً، في سلسلة حلقاتٍ متوالية، ومستمرة، من التآمر ضد ثورة الشعب العظيمة التي أزاحت نظام الإنقاذ البغيض، وما يزيدُ هذه الذكرى مضاضةً، أنها تأتي، وما تزال تحقيقاتُ إنصاف دماء الشهداء تراوحُ مكانها، وما يزال سفَّاكو دماء أبنائنا طُلَقاء يمشون بين الناس !!

▪إنَّ حزبَ الأمــة القومي إذ يحيِّي أرواح بناتنا وأبنائنا شهداء الحرية والسلام والعدالة، ويسألُ الله تعالى أن يتقبلهم، وأن يربط على قلوب أحبائهم، وأن يمُن على الجرحى بعاجل الشفاء وعلى المفقودين بالعودِ العزيزِ الأكرم يؤكد على الآتي:

أولاً: أننا لن يهدأ لنا بالٌ، ولن يهنأ لنا ضمير حتى يؤخذ على أيدي قَتَلةِ أبنائنا، وتجري عليهم عدالةُ الثورة، وذلك بإنجاز تحقيقات المجزرة بأعجل الوسائل وأنجزها.

ثانياً: نحنُ نعلم أن الثورة لم تزل بعيدةً عن تحقيق أهدافها، وأن أعداءها ما يزالون يتربصون بها ليل نهار، وأنَّ أنجع السبل لحمايتها، وتحقيقِ أهدافها هو أن تلتف كلُّ القوى الثورية حولها بقوة، وبتفعيل حاضنة الثورة السياسية، وإصلاح هياكلها، وتقوية مساراتها وتوحيد رؤاها.

ثالثاً: سيظلُّ حزبُ الأمــة القومي مؤيداً للحكومة الإنتقالية بلا تردد، وبكل السبل، ومن أيِّ موقعٍ كان، وعاملاً على تقويتها، وزيادة فاعليتها بالنصح، والشورى، والتعهُّد، لأننا نعلمُ يقيناً أن البديل لهذه الحكومة هو عودة قوى الظلام والقمع التي ما قامت الثورةُ إلا ضدها.

▪نسألُ الله تعالى أن يقيِّض لبلادنا أمرَ رشد، وأن يرفع عن شعبنا البلاء والغلاء إنه سميعٌ مجيب.

وهذه الثورة قاصدةٌ، وبالغةٌ أمرها بإذن الله، ولو بعد حين..

الأمــانة العامـــة
دار الأمــة – أم درمان
٢٣ مايو ٢٠٢٠